ندوة في رابطة الكتاب تحتفي بـ"بساط الريح" لغسان عبد الخالق
قدّم الاكاديمي زهير توفيق في رابطة الكتاب الأردنيين محاضرة يوم امس حملت عنوان: "تمثيل الآخر/ قراءة في كتاب "بساط الريح"لمؤلفه الدكتور غسان عبد الخالق.
وبيّـن توفيق في المحاضرة التي ادارها وشارك فيها أن فضيلة كتاب "بساط الريح دراسات في أدب الرحلات" للباحث تتمثل بالأسئلة التي اثارها ويريد اثارتها، والتي يمكن ان تتكفل كما يقول بخدش سطح البركة الراكدة في حقل أدب الرحلات لان ابرز ما يعانيه فكرنا العربي بوجه عام وأدبنا بوجه خاص يتمثل في انعدام الجرأة على توليد الأسئلة الدافعة المحركة.
ورأى ان المؤلف أبدع في عقد المقارنات وتفكيك البنية السردية للرحلة كحامل لحكاية تمثيل الآخر (في الشرق والغرب) وفي النص القصصي والروائي الحديث في فصول الكتاب الخمسة، ولم يكتف الكتاب بالتحليل الادبي للرحلات المدروسة، بل عمد الى تحليل ونقد حضاري لحمولة الرحلة كنص أدبي معني بالآخر، وعليه فلم نتعرف بالرحلة على الآخر فقط بل تعرفنا من خلال التحليل على المنظومة المعرفية للذات وأدواتها وبنية تفكيرها التي عكست طبيعة العقل العربي الراهن.
وأضاف لقد عكست قصة قنديل أم هاشم (الفصل الرابع -المهزوم منتصرًا في قنديل أم هاشم) على سبيل المثال، نموذج الرحلة الادبية الخيالية التي أوسعها الدكتور غسان بحثا وتفكيكا، خاصة ما يتعلق بانكسار بطل القصة إسماعيل وارتباك القاص يحيى حقي كشاهد عيان على انكسار وهزيمة النخبة الليبرالية المصرية في أربعينات القرن المنصرم، والتي حاولت تسويق التغريب في أرض مصر المحافظة ففشلت، ولم يكن بالإمكان كما عبر بطل القصة إسماعيل الا العودة الى أحضان التقليد والمحافظة.
وخلص المحاضر إلى أن الكتاب أبدع في مساءلة الواقع المجتمعي عبر السؤال الراهن حول التأمل الفلسفي العميق لسبر أعماق الواقع واستشراف بدائل أفضل.
وقدم عبد الخالق إضاءة حول تجربته في "بساط الريح"، الكتاب الذي يقع في حقل النقد الحضاري، وليس رواية أو مجموعة قصصية أو ديوانًا شعريًا، إذ أن آليات الاستقبال الثقافية العربية مدرّبة على الاحتفاء بالمبدعين والنصوص الإبداعية وقلّما أنصفت النقاد والفكر النقدي.
وقال حاولت في (بساط الريح)، أن أقدّم نماذج للرحلة الواقعية ممثلة برحلات ابن فضلان وابن جبير وابن بطوطة ونموذجًا للرحلة الفلسفية ممثلة برحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ ونموذجًا للرحلة الأدبية المتخيلة ممثلة في قنديل أم هاشم ليحيى حقي.
وأضاف أخذت على عاتقي في (بساط الريح) الإعلاء ما استطعت من شأن النقد التطبيقي بدلاً من التهويم في فضاءات التأريخ والاستعراض الأفقي وإطلاق الأحكام العامة فضلا عن الحرص التام على تصعيد الإيقاع الفكري عبر تفعيل أدوات التساؤل والحوار والتحليل والنقد والتركيب ومراعاة التكثيف اللغوي والتجاور بين الأدب والنقد والفلسفة دون تصنّع أو مبالغة مع اضفاء مسحة من الخيال اللازم.