«فيلادلفيا» تختتم فعاليات مؤتمرها الدولي «النقد الحضاري في الوطن العربي»
تختتم اليوم الخميس الموافق 13/4/2017 فعاليات مؤتمر فيلادلفيا الدولي «النقد الحضاري في الوطن العربي»، بعدد من التوصيات.
واشتملت فعاليات المؤتمر ليوم أمس أربع جلسات. الجلسة الأولى، حملت عنوان: «النقد الحضاري في الفكر العربي الحديث والمعاصر»، ترأسها د. محمد عصفور، وشارك فيها: د. عمر عتيق من فلسطين، وتحدث عن» فضاءات النقد الحضاري عند هشام شرابي». الورقة الثانية كانت للدكتور علي خذري من «الجزائر»، وعاين فيها: «التلقي الثقافي في النقد العربي المعاصر» أكد في ورقته: أن تاريخ النقد الثقافي مفعم بالجدال و المقاربات التي يسعى كل منها إلى بناء مشروع قرائي يحظى بالمقبولية في تأويل النص و الخطاب و استكناه انساقهما، غير أنه في المعركة من أجل الهيمنة التي تخوضها القراءات المتنافسة، هناك حالتان متطرفتان و مستهجنيان على حد سواء هما الاستبداد و الفرضي.
ورأى أنه بسبب ذلك الرغبة في امتلاك النص و تجريده من ذاتيته، بمعنى أن النقد في سعيه إلى تقديم مقترب نقدي بصدد النص يكون خاضعا للنسق الثقافي الناسخ الذي لا يعترف للآخر بأحقيته في الوجود وفي تقديم قراءة مختلفة، حدث ذلك في فرنسا بين رولان بارت وريمون بيكار الذي كان يعتبر راسين ملكا له. بينما كان يطالب رولان بارت بحقه في قراءة خاصة.
أما د. أحمد نوفل من «الأردن»، وتحدث عن: «تأثير المعوقات الحضارية على الربيع العربي»، متسائلا: هل هي معوقات داخلية أو خارجية، أم كلاهما؟ وهل تعود بسبب استبداد الأنظمة العربية ومؤسساتها القمعية، أم لثقافة عبادة الفرد وتأهليه الحاكم، التي فرضتها الأنظمة في وسائلها الإعلامية على شعوبها؟ أم لعدم ثقة الإنسان العربي بنفسه وقدرته على التغيير، وسلبيته تجاه العمل الجماعي لتحقيق تقدمه ونيل حريته ؟ وهل عدم اعتراف الرجل العربي بحقوق المرأة ومكانتها في المجتمعات العربية، ساهم أيضا في عدم مشاركتها الفعلية في الربيع العربي؟ وهل تلك المعوقات كانت كافية لإجهاض الربيع العربي، أم توجد عوامل سياسية أخرى مرتبطة بطبيعة النظام الرسمي العربي، وعدم قدرة المواطن العربي، على التأثير في إحداث التغيرات المطلوبة نحو الأفضل، وتحقيق ما يصبو إليه من تقدم وتطور؟
أما د. علي المومني من «الأردن»، تأمل «مفهوم الحداثة والنقد الثقافي - الحضاري..أدونيس أنموذجا»،وتبحث دراستة في تعريف مفهوم الحداثة وعلاقته بالنقد الثقافي، وما الدوافع التي دفعت الكتاب إلى الدخول في المذاهب الحديثة ومحاولة التغيير والتجديد في الحركة الأدبية القديمة والجديدة على وجه الخصوص، وأيضا تقوم هذه الدراسة على البحث في النظريات الأدبية ودوافعها التي أدت إلى بعث الحداثة مثل نظريات الحدس وظهور كتاب أصل الأنواع «تشارلز داروين 1989»، وظهور فرويد الذي أطلق تعبير الغرائز أو الدوافع وتيار الشعور، وقد ظهرت تأثيرات هذه الصدمة في الأدب الروائي الذي يميل إلى اللاشعور في البناء السردي واستخدام السرد، وكما قامت هذه الدراسة أيضا على الرؤيا التي ينطلق منها أدونيس في تعريفه للحداثة وعلاقته بالنقد، وعلاقة النقد بالكتابة باعتبارها إشكالية تطرح الأسئلة حول كل شيء دون العثور على إجابات محددة، فالأساس برأي أدونيس هو الإبداع من أجل مزيد من الإضاءة والكشف عن الإنسان والعالم.
فيما قرأ د. زهير توفيق من «الأردن»، «فهمي جدعان مشروع النقد الحضاري»، فقال: انشغل فهمي جدعان- الذي يصنف ضمن تيار العقلانية النقدية - بقراءة الإسلام المعاصر وقضاياه الاشكالية وقدم مشروعا شاملا في النقد الحضاري لقضايا الفكر والواقع للنهوض والتجدد يعتمد الإسلام المتنور مرجعا لتحقيق الحداثة والتقدم ردا على المشاريع الأخرى والتصورات الغربية الثقافية والأنثروبولوجية المعنية بالإسلام المعاصر التي انتهت إلى رد ازمة الإسلام الحضارية إلى فشله، وعجزه على التكيف مع الحداثة الغربية.
وبيّن د. توفيق أن د. جدعان مارس النقد الحضاري بلغة ومفاهيم مناسبة لموضوعه، ويحفل خطابه بالمصطلحات والمفاهيم الجديدة لمقاربة قضايا الواقع والتراث.
ان أهم مكتسبات النقد الحضاري عند د. جدعان هو الرد على استراتيجيات التفكيك ونقد ما بعد الحداثة؛ ذاك التيار الذي حصر اهتمامه بالنص أو الدال على حساب المدلول (الواقع)، مشيرا إلى أن فهمي جدعان يوظف في نقده الحضاري مكتسبات العلوم الإنسانية ومفاهيمها التي أصبحت جزأ لا يتجزأ من النقد كالسياق والتاريخية والكلية ،ود جدعان في قراءته ومقاربته لمشكلات الواقع والمعرفة والتراث لا يمارس النقد الحضاري فقد بل يؤسس شروطه وقواعده .
أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان : «النقد الحضاري في الفكر العربي الحديث والمعاصر»، ترأسها د. مرتضى باقر، وشارك فيها: د. قصي كنعان من «العراق»، بورقة حول:»الشخصية الحضارية عند ابن خلدون وعلي الوردي»، فيما تحدثت د. أمجد الزعبي ومنار إبراهيم من «الأردن»، عن «النقد الحضاري عند عبد الرحمن الكواكبي أنموذجاً»، أما د. أحمد مداس من «الجزائر»، تحدث عن «الوعي ونقد الذات في الايديولوجيا العربية المعاصرة.. لعبد الله العروي»، ومن جانبها د. ناهدة الكسواني من «فلسطين»، عاينت «النقد الثقافي عند عبد الله الغذامي»، ومن «الجزائر»، د. مدني مدور وتحدث عن:»النقد الثقافي وهاجس العولمة».
واشتملت الجلسة الثالثة حملت عنوان :»النقد الحضاري في الفكر العربي الحديث والمعاصر»، وترأس د. محمد برهوم، شارك فيها: د. صبيرة قاسي وتحدثت عن»أدونيس ونقد الفكر العربي،»، ود. نظام العباسي من «قطر»، تحدثت الدور السياسي للإرساليات التبشيرية في فلسطين»، أما د. مها العتوم من «الأردن»، عاينت « مفهوم الحريم عند فاطمة المرنيسي والنقد الثقافي»، ود. باقر الكرباسي و حنان جاسم من «العراق»، تحدثا عن «طه حسين ودوره الحضاري في العصر الحديث»، ود. ميساء خواجة من «السعودية»، قدمت «قراءة في أعمال فاطمة المرنيسي».
واختتمت فعاليات هذا اليوم بالجلسة الرابعة التي عنونت «النقد الحضاري والفنون»، وترأس هذه الجلسة د. فيصل العمري، وشارك فيها مجموعة من الباحثين، الورقة الأولى في الجلسة من «العراق»، للدكتور عباس الربيعي وقرأ فيها: « البساطة والتعقيد في الملصقات العالمية»، ود. مروان العلان من «الأردن»، تحدث عن « فوضى الرؤية في النقد التشكيلي الغربي»، وتحدثت د. عالمة خذري من «الجزائر»، حول:»ثقافة الصورة في النقد الحضاري المعاصر»، وأختتمت فعاليات اليوم بورقة الدكتورة سلوى الطائي من «العراق»، ودرست في ورقتها: «تناص الأساطير الرافدينية في الخطاب الجمالي العراقي».