أسعار الطحين المدعوم في الأردن أقل بكثير من الدول المجاورة
لا أعمم ،ولا أصدر أحكاما مطلقة ،ولكن قوى الشد العكسي والمستفيدين من آلية دعم الخبز الحالية (مخابز ومطاعم ومحلات حلويات ومعجنات ومزارع) بدأت بالتحرك وتوجيه البوصلة في غير اتجاهها الوطني دفاعا عن منافع ومكاسب ضيقة على حساب الوطن والمواطن وذوي الدخل المحدود.
بعض المتنفعين من الطحين المدعوم استخدموه لتحقيق مكاسب كبيرة وثروات هائلة وهاهم يحرضون ضد القرار التصحيحي للاستمرار في جني أموال وثروات طائلة.
وتأكيدا ، فالتعميم ليس منطقيا ويخالف حقائق الواقع ،ولكن الكثير من المخابز في المحافظات والعاصمة تغلق أبوابها مبكرا وتتوقف عن بيع الخبز العربي لبيع فرق حصتها لمستفيدين من هذا الفرق في أسعار الطحين والقمح عالميا حسب ما ورد الى «الرأي» من شكاوى من مواطنين وخاصة في عدد من المطاعم ومحال الحلويات .
والعديد من المطاعم تصنع الخبز من الطحين المدعوم وتحتسبه باسعار سياحية اضافة الى استخدامه في تصنيع الحلويات حيث ان الطحين المدعوم يتمتع بجودة عالية تصلح لهذه الغاية ، بالاضافة الى تهريبه الى دول مجاورة نظرا لرخص ثمن الطحين في الاردن مقارنة مع تلك الدول واستخدام منتجات الطحين من خبز في اطعام الماشية بالمزارع لرخص ثمنها مقارنة مع الاعلاف الاخرى.
مداخلات وتصاريح بدأت تتحرك ضد هذا الاجراء التصحيحي وخاصة من خلال أصحاب مخابز ومطاعم ومزارع ومحال حلويات عبر مواقع التواصل والوسائل الاعلامية الأخرى مدعين خوفهم على المواطن وخشيتهم عليه وهم من يبيعون المواطن منتجاتهم بأضعاف الثمن ويتهربون من ضريبة الدخل ، ما يدفع الى التساؤل لماذا لا يجسدون خوفهم على المواطن ويعكسونه في أسعار ما يبيعونه للمستهلك .
المواطن عصام بني ياسين أكد أن ابناء القرى في الشمال يعانون من المخابز حيث يقومون ببيع الطحين المدعوم لمزارع الأبقار ضمن مخصصات المخبز ، مشيرا الى انه في حال كانت مخصصات المخبز من الطحين المدعوم يومياً ١٢ شوالا يخبز المخبز للمواطنين ما مقداره سبعة اوثمانية شوالات والباقي يبيعه بسعر لا يقل عن ٩ دنانير ويغلق أبوابه الساعة الواحدة او قبل ذلك ناهيك عن عدم دوامه ليوم الجمعة وبيع مخصصات ذلك اليوم.
وأضاف بني ياسين ان سعر شوال الطحين المدعوم يتم بيعه للمخابز في منطقته بمبلغ لا يزيد عن أربعة دنانير ويتم بيعه للمزارع بتسعة دنانير ، حيث تقوم السيارة الناقلة الطحين بنقل كميات من الطحين الى مزارع تقوم بتربية الابقار ، مطالبا برفع الدعم عن الطحين وبيعه لاصحاب المخابز بسعر عادي وتوزيع الدعم بالتساوي على المواطنين حسب أفراد العائلة ليأخذ اصحاب المخابز حاجتهم من الطحين ويضطر للعمل ساعات اكثر وحتى يستطيع المواطن تناول حاجته من الخبز في اي ساعة يشاء و يبقي الدعم محصوراً على أبناء الوطن ولا يستفيد المغتربون من الدعم ويضطر اصحاب المزارع لإطعام إبقارهم بالاعلاف المخصصة له.
مراقبون اكدوا أن الية الدعم الحالية تسببت في زيادة حجم الفساد والاستغلال والتربح من قبل ضعاف النفوس الذين يستغلون الطحين المدعوم في صناعة الحلويات والكعك والشراك وتقديم الطعام في المطاعم ومحال البيتزا والمعجنات ، حتى انهم لرخص ثمن الطحين والفرق الكبير باتوا يستخدمونه في الاعلاف للماشية .
ودعا المراقبون الى ضرورة ازالة هذا التشوه وايصال فرق الدعم الى المواطن المستحق لوقف هذا الفساد والتربح من اموال الدولة والعائدة للشعب ، مؤكدين على ان اسعار الخبز في المملكة اقل باضعاف من دول اقتصادها ضعيف وظروف مواطنيها المعيشية اسوأ بكثير من الاردن ، حيث يبلغ سعر كيلو الخبز في لبنان ما يعادل 70 قرشا رغم ان لبنان يستخدم نفس الطحين والقمح واسعار المحروقات اقل من الاردن وكذلك يبلغ سعر كيلو الخبز في مصر الرغيف الصغير ما يقارب 45 قرشا رغم انهم في مصر يستخدمون نفس القمح ويستخدمون الغاز في صناعة المادة ..وكذلك الضفة الغربية حيث يصل ثمن كيلو الخبز 55 قرشا ، مشيرين الى ان اسعار الطحين في الاردن تعتبر الاقل في المنطقة ما يدفع العديد الى تهريبها من الاردن عبر مهربين ومافيا للطحين.
70 مليون دينار القيمة المقدرة لهدر الطحين واستخدامه لغير الغايات التي من أجلها دعمت الحكومة تلك المادة للمحافظة على اسعار الخبز العربي عند 16 قرشا للكيلو غير ان ضعاف النفوس استغلوها في تعظيم ارباحهم على حساب قوت المواطنين من اصحاب الدخول الفقيرة المتوسطة.
وزارة الصناعة والتجارة رصدت ما يقارب 150 مخالفة خلال العام الحالي بحق مخابز وناقلين ومطاحن ومطاعم ومحال حلويات قامت باستغلال الطحين المدعوم بغير غاياته من قبل سماسرة الطحين المدعوم بحسب ما اكدته الوزارة الى «الرأي» ، مشيرة الى ان الالية الحالية تفتح شهية المهربين ومافيا الطحين لاستغلال مثل هذه السلعة الحساسة في استخدامات تخالف الغاية التي رصدتها الحكومة لها .
وتقدر الاحتياجات السنوية من الطحين الموحد ل 2000 مخبز منتشرة في المملكة بـ 960 الف طن، ويذكر ان حاجة الأردن من القمح سنويا تقدر ب 750 الف طن بمعدل شهري 80 ألف طن ، ويستهلك الأردنيون 10 ملايين رغيف خبز عربي يوميا وبمعدل رغيف وثلث للفرد الواحد.المخزون يكفي احتياجات المملكة 11 شهراً على أقل تقدير. الراي