افتتاح مهرجان ومؤتمر الفسيفساء الاول في جامعة الشرق الاوسط
*القطامين يشدد على تسويق واستغلال المخزون السياحي في المملكة لرفع مساهمته في التشغيل
عمان – أكد وزير العمل و السياحة والاثار الدكتور نضال القطامين أن المخزون السياحي الذي تزخر به المملكة "لم يستغل أو يسوق بالشكل الذي ينعكس على تنشيط السياحة ورفع مساهمتها في الاقتصاد والتشغيل".
وقال خلال رعايته اليوم الاثنين افتتاح مهرجان ومؤتمر الفسيفساء الاول تحت شعار (الفسيفساء ذاكرة أمة) في جامعة الشرق الاوسط، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور يعقوب ناصر الدين إن المملكة تأتي في المرتبة الاولى من كل نوع سياحي من حيث الميزات السياحية، ما يكشف حجم المخزون السياحي الذي تزخر به المملكة.
وجاء المؤتمر بتنظيم من الجامعة ممثلة بمركز يعقوب ناصر الدين لاحياء التراث، ومعهد فن الفسيفساء والترميم مأدبا.
وأضاف خلال المؤتمر ،الذي حضره محافظ مادبا سعد شهاب، وعميد معهد فن الفسيفساء والترميممادبا الدكتور احمد العمايرة، أن الوزارة "أخذت على عاتقها دمج السياحة بالعمل لغايات ايجاد فرص عمل خصوصا إذا علمنا أن نسبة التشغيل في القطاع السياحي لا تتجاوز الـ6% من نسبة التشغيل العام في المملكة، ما يجعل هدفنا رفع هذه النسبة إلى مستوى متقدم قد تصل لـ16 %".
وتابع إن الوزارة تعمل الان على ايجاد مسارات بمحطات للمواقع السياحية لغايات استقطاب السواح الاجانب، لربط المواقع السياحية بالاثرية وتحديدا في مجال السياحة الدينية حيث "تتوفر في المملكة أكبر نسبة من المقامات في العالم ، مقابل عدد كبير ومرتفع من الكنائس حيث تصل النسبة لـ85 % من المواقع السياحية الدينية والبقية في فلسطين".
وزاد :" كما تعمل الوزارة على تخصيص فرص لاستقطاب السواح، واتباع طرق لهذه الغاية ومنها التشبيك مع السفارات والجاليات العربية في الدول الاجنبية وبالعكس"، مشيرا إلى ضرورة إيلاء ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما لجهة تمكينهم من زيارة المواقع السياحية.
من جهته عرض رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور يعقوب ناصر الدين للقيمة الحقيقة للمؤتمر والمتمثلة بشعاره (الفسيفساء ذاكرة أمة) والذي يؤشر لقدرة الانسان على التعبير عن زمنه وحاجاته ، ومنها الارث الذي "يزخر به بلدنا وهو يقف في مساحة الحق والعدل والقيم العظيمة بينما تتنازع دول وأمم على مساحات بعضها البعض ظنا منها بان القوة تكمن في القدرة على الهيمنة الغاشمة وإلغاء الاخر وتاريخه ودوره في الحياة الانسانية".
وقال إن الجامعة أدركت أهمية تعميق الوعي بأهمية المواقع الاثرية والتراثية من منظور وطني حضاري بوصفها ذاكرة أمة، ونتاج ابداعاتها العلمية والبحثية، لذلك عمدت إلى توفير الوثائق والمخطوطات التي تساعد الطلبة والباحثين على انجاز ابحاثهم ودراساتهم المتخصصة ، بالاضافة لتعليم فنون الفسيفساء وترسيخ حضورها.
في حين بين عميد معهد فن الفسيفساء والترميم مأدبا الدكتور أحمد العمايرة خلال الحفل لأسهامات الاستقرار السياسي متمثلا بقيادته العربية الهاشمية والاستقرار الامني في اثراء المنتج السياحي والارث الحضاري المتنوع الذي تزخر به المملكة.
وقال :"و إيمانا من حرصنا على أن ننقل هذا الفن و الإرث الحضاري وما يحويه من رسائل سلام ومحبة وود وعيش مشترك إلى الأجيال القادمة ، جاءت فكرة إنشاء معهد فن الفسيفساء والترميم في مشروع تعاون مشترك بين الحكومة الأردنية والحكومة الإيطالية والوكالة الأمريكية للإنماء الدولي ( USAID ) ليكون مركزا إقليمياً ووحيداً في الشرق الأوسط لإنتاج وترميم الفسيفساء ، يخرج فنيين متخصصين من أبناء وطننا الغالي ويمنح درجة الدبلوم ويوفر فرص عمل لخريجيه".
وفي هذا الصدد، وقعت مذكرة تفاهم بين الجامعة ممثلة بمركز يعقوب ناصر الدين لاحياء التراث، ووزارة السياحة ممثلة بمعهد فن الفسيفساء والترميم مأدبا بهدف ربط أهداف التنمية المستدامة والتراثية والحضارية بالفرص الاقتصادية المجدية التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية وتطوير المنتج السياحي والترويج للاسواق السياحية وتوفير الادارة المثلى في المواقع التراثية والطبيعية والحضارية.
واستخدام نظم المعلومات الحديثة في تسجيل وتوثيق مواقع التراث، وتأمين المواقع البيئية والتراثية والحضارية ضد الكوارث الطبيعية، وإقامة مشروعات مشتركة، وتعميق مستوى التفاهم مع الاكاديميين، ودراسة أساليب انشاء أقسام جامعية للدراسات العليا في مجال التراث، وانشاء قاعدة بيانات رقمية للمخطوطات العربية والتراثية تضم للمكتبات في الوزارة والجامعة.
وضم المؤتمر جلستين لخبراء في القطاع السياحي تناولت دراسات في صيانة وحماية الفسيفساء والسياحة المستدامة، والاتفاقيات الدولية الخاصة بهذه الحماية والصيانة، واستراتيجيات التسويق السياحي الامثل للفسيفساء، وتجربة مؤسسات اسلامية للخزف والحرف اليدوية، وأثر فن الفسيفساء على البيئة المعمارية الاردنية، والرؤية التشكيلية لمعالجة الجداريات بواسطة الفسيفساء.
وعرض في بداية الافتتاح، فيلم وثائقي عن مركز يعقوب ناصر الدين لاحياء التراث، يعرض لدوره وأهدافه ونشاطاته في مجال الحفاظ على التراث بشقيه المادي واللامادي.
وافتتح على هامش المؤتمر معرض لشركات وجمعيات متخصصة في منتوجات البحر الميت والمشغولات الفسيفسائية، من أبرزها معهد مأدبا للفسيفساء والترميم الذي قدمت طالباته عملا تصميميا للوحات باستخدام الطريقة غير المباشرة لتصميم الفسيفساء. كما عرضت شركات لمنتوجات البحر الميت خلال المعرض عبارة عن كريمات ومساحيق للوجه مكونة من طينة وأملاح البحر الميت. فضلا عن مؤلفات متخصصة في السياحة عبارة عن اصدارات لطلبة الجامعة واعضاء هيئة التدريس في موضوعات تتعلق بصيانة وحماية الفسيفساء والجغرافيا السياحية.