آخر الأخبار
ticker الآداب والعلوم في عمّان الأهلية تشارك بمؤتمر "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة" ticker العمارة والتصميم في عمان الاهلية تطلق ورش عمل لتطوير المقررات الدراسية وفق المعايير الدولية ticker صيدلة عمان الاهلية تشارك بحملة توعوية حول سرطان الثدي بالتعاون مع نقابة الصيادلة في السلط ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !! ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت

هي غزة

{title}
هوا الأردن - أيمن الصفدي

هي غزة.  تنزف مرة أخرى، لتعرّي وحشية الدولة الإسرائيلية، ولتنسف الفرضيات التي ارتكزت عليها الجهود السلمية على مدى أكثر من عقدين. هي غزة.  تعاني القصف والدمار مرة أخرى،  لتثبت أن مجتمعا يؤيد أكثر من 85 % من شعبه قتل الأطفال لن يوقف حربه إلا إذا دفع ثمنها. هي غزة. تستدعي عبر دماء أبنائها نهجا جديدا في التعامل مع كيان هو بكل المعايير القانونية والإنسانية كيان غاصب مبني على الكراهية والخوف من السلام. 
لزمن طال كثيراً، انخرط العرب في عملية تفاوضية مع إسرائيل وفق معادلة الأرض مقابل السلام. بُنيت الاستراتيجيات التفاوضية العربية على أساس أن السلام مطلب إسرائيلي إنْ عرضه العرب على إسرائيل أنهت احتلالها وحصل الفلسطينيون على حريتهم ودولتهم. 
بيد أنّ عقدين من المفاوضات أثبتا عبثية هذا النهج. قدّم العرب العرض تلو الآخر والتنازل بعد التنازل. إلا أن ذلك لم يغير في السياسة الإسرائيلية شيئا. ظلت إسرائيل على خداعها.  تفاوض لتكسب الوقت. وتعمل لتغيّر الحقائق على الأرض. وسّعت المستوطنات. قوّضت بنية المجتمع الفلسطيني. أحالت غزة سجنا. وأطلقت آلة دمارها لتقتل أنى شاءت. 
فعلت إسرائيل ذلك لأنه ليس هناك ما يردعها. الولايات المتحدة، القوة الكبرى في العالم، تدعمها بالمطلق. ترسانتها العسكرية لا تضاهى. الفلسطينيون منقسمون. والعالم العربي يتدمر من الداخل. بالإضافة إلى كل هذا، ينشأ الإسرائيليون على كراهية العرب والخوف من السلام، عبر سياسة رسمية تشيطن العرب وتبيح قتلهم، ما يجعل التعويل على أي رادع أخلاقي إسرائيلي وهما.   
إسرائيل لا تريد السلام لأنها لم تفقده. لا يدرك الإسرائيليون الآن قيمة السلام لأنهم لم يذوقوا ويلات الحرب. سكان تل أبيب يفترشون رمال شواطئها بينما يبحث أهالي غزة عن قبور لأطفالهم. غزة بالنسبة إليهم عالم بعيد تسكنه الوحوش. والحرب في عيون أكثريتهم لعبة فيديو لا تحرك مشاعرَ ولا تمثل خطرا. 
لا منطق في الاستمرار في الاستراتيجية الحالية في التعامل مع إسرائيل. لا بد من استراتيجية جديدة تنطلق من حقيقة أن إسرائيل لن تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولن تعود عن غطرستها إلا إذا صار السلام لها حاجة. 
هذا يعني أنه على إسرائيل أن تدفع ثمن عدوانيتها. وليست الحرب العربية على إسرائيل هي سبيل تحقيق ذلك. فهذا خيار غير متاح، ويأخذ الصراع إلى ميدان لإسرائيل فيه الغلبة. لكنْ ثمة سبل عديدة أخرى، إن سارت عليها ما بقي من الدول العربية المتماسكة التي تدرك مركزية إنصاف الفلسطينيين لأمنها واستقرارها، استطاعت أن تجبر إسرائيل على إدراك  استحالة استمرارية تمتعها بالأمن والسلام وهي تحرم الفلسطينيين والمنطقة منهما. 
أول هذه السبل هو إعادة فرض حصار عربي سياسي واقتصادي على إسرائيل، ودعم ثبات الفلسطينيين على أرضهم وسبل تصديهم لمحاولات إسرائيل سرقتها. رد الفعل العربي الأدنى على مجازر غزة هو مأسسة آلية عمل تعيد صياغة فرضيات التعامل مع إسرائيل. وثمة مساحة  للعمل في مؤسسات المجتمع الدولي، تشمل الملاحقة القانونية لإسرائيل ومسؤوليها في محكمة العدل الدولية وفي محاكم الدول التي تتيح قوانينها مقاضاة الأجانب على الجرائم ضد الإنسانية.
وهناك أيضاً فرصة البناء على تراجع الدعم لإسرائيل عالميا. فحتى في أميركا، تظهر استطلاعات الرأي تراجعا في تأييد إسرائيل عند الشباب دون الثلاثين. هؤلاء هم قادة مستقبل أميركا. لكن إسرائيل لن تتركهم. ستعمل لاستعادة دعمهم. وستنجح إن لم يتحرك العرب منهجيا لكسب تأييدهم. 
تغيير الفرضيات في التعامل مع إسرائيل ضرورة. لم يعد للحديث عن الحوافز وخطوات بناء الثقة مع إسرائيل سبيلا لتحقيق السلام جدوى. يجب العمل الآن على فرض عقوبات موجعة واتخاذ خطوات لبناء الضغوط على إسرائيل، لتعاني لو جزءا مما يعانيه الفلسطينيون نتيجة للواقع الذي تفرضه سياساتها. بغير ذلك، ستبقى إسرائيل على عدوانيتها. وبعد أيام قليلة من صمت المدافع، وبانتظار عدوان جديد، سينسى  العالم غزة. وستصبح "الشجاعية"  شيئا من الماضي. كدير ياسين وصبرا وشاتيلا من قبلها، ستصير مجرد ذاكرة تبكي أمهات ضحاياها، لكنها لا تحرك في غيرهن فعلا يحول دون تكرارها.

تابعوا هوا الأردن على