آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

هي غزة

{title}
هوا الأردن - أيمن الصفدي

هي غزة.  تنزف مرة أخرى، لتعرّي وحشية الدولة الإسرائيلية، ولتنسف الفرضيات التي ارتكزت عليها الجهود السلمية على مدى أكثر من عقدين. هي غزة.  تعاني القصف والدمار مرة أخرى،  لتثبت أن مجتمعا يؤيد أكثر من 85 % من شعبه قتل الأطفال لن يوقف حربه إلا إذا دفع ثمنها. هي غزة. تستدعي عبر دماء أبنائها نهجا جديدا في التعامل مع كيان هو بكل المعايير القانونية والإنسانية كيان غاصب مبني على الكراهية والخوف من السلام. 
لزمن طال كثيراً، انخرط العرب في عملية تفاوضية مع إسرائيل وفق معادلة الأرض مقابل السلام. بُنيت الاستراتيجيات التفاوضية العربية على أساس أن السلام مطلب إسرائيلي إنْ عرضه العرب على إسرائيل أنهت احتلالها وحصل الفلسطينيون على حريتهم ودولتهم. 
بيد أنّ عقدين من المفاوضات أثبتا عبثية هذا النهج. قدّم العرب العرض تلو الآخر والتنازل بعد التنازل. إلا أن ذلك لم يغير في السياسة الإسرائيلية شيئا. ظلت إسرائيل على خداعها.  تفاوض لتكسب الوقت. وتعمل لتغيّر الحقائق على الأرض. وسّعت المستوطنات. قوّضت بنية المجتمع الفلسطيني. أحالت غزة سجنا. وأطلقت آلة دمارها لتقتل أنى شاءت. 
فعلت إسرائيل ذلك لأنه ليس هناك ما يردعها. الولايات المتحدة، القوة الكبرى في العالم، تدعمها بالمطلق. ترسانتها العسكرية لا تضاهى. الفلسطينيون منقسمون. والعالم العربي يتدمر من الداخل. بالإضافة إلى كل هذا، ينشأ الإسرائيليون على كراهية العرب والخوف من السلام، عبر سياسة رسمية تشيطن العرب وتبيح قتلهم، ما يجعل التعويل على أي رادع أخلاقي إسرائيلي وهما.   
إسرائيل لا تريد السلام لأنها لم تفقده. لا يدرك الإسرائيليون الآن قيمة السلام لأنهم لم يذوقوا ويلات الحرب. سكان تل أبيب يفترشون رمال شواطئها بينما يبحث أهالي غزة عن قبور لأطفالهم. غزة بالنسبة إليهم عالم بعيد تسكنه الوحوش. والحرب في عيون أكثريتهم لعبة فيديو لا تحرك مشاعرَ ولا تمثل خطرا. 
لا منطق في الاستمرار في الاستراتيجية الحالية في التعامل مع إسرائيل. لا بد من استراتيجية جديدة تنطلق من حقيقة أن إسرائيل لن تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولن تعود عن غطرستها إلا إذا صار السلام لها حاجة. 
هذا يعني أنه على إسرائيل أن تدفع ثمن عدوانيتها. وليست الحرب العربية على إسرائيل هي سبيل تحقيق ذلك. فهذا خيار غير متاح، ويأخذ الصراع إلى ميدان لإسرائيل فيه الغلبة. لكنْ ثمة سبل عديدة أخرى، إن سارت عليها ما بقي من الدول العربية المتماسكة التي تدرك مركزية إنصاف الفلسطينيين لأمنها واستقرارها، استطاعت أن تجبر إسرائيل على إدراك  استحالة استمرارية تمتعها بالأمن والسلام وهي تحرم الفلسطينيين والمنطقة منهما. 
أول هذه السبل هو إعادة فرض حصار عربي سياسي واقتصادي على إسرائيل، ودعم ثبات الفلسطينيين على أرضهم وسبل تصديهم لمحاولات إسرائيل سرقتها. رد الفعل العربي الأدنى على مجازر غزة هو مأسسة آلية عمل تعيد صياغة فرضيات التعامل مع إسرائيل. وثمة مساحة  للعمل في مؤسسات المجتمع الدولي، تشمل الملاحقة القانونية لإسرائيل ومسؤوليها في محكمة العدل الدولية وفي محاكم الدول التي تتيح قوانينها مقاضاة الأجانب على الجرائم ضد الإنسانية.
وهناك أيضاً فرصة البناء على تراجع الدعم لإسرائيل عالميا. فحتى في أميركا، تظهر استطلاعات الرأي تراجعا في تأييد إسرائيل عند الشباب دون الثلاثين. هؤلاء هم قادة مستقبل أميركا. لكن إسرائيل لن تتركهم. ستعمل لاستعادة دعمهم. وستنجح إن لم يتحرك العرب منهجيا لكسب تأييدهم. 
تغيير الفرضيات في التعامل مع إسرائيل ضرورة. لم يعد للحديث عن الحوافز وخطوات بناء الثقة مع إسرائيل سبيلا لتحقيق السلام جدوى. يجب العمل الآن على فرض عقوبات موجعة واتخاذ خطوات لبناء الضغوط على إسرائيل، لتعاني لو جزءا مما يعانيه الفلسطينيون نتيجة للواقع الذي تفرضه سياساتها. بغير ذلك، ستبقى إسرائيل على عدوانيتها. وبعد أيام قليلة من صمت المدافع، وبانتظار عدوان جديد، سينسى  العالم غزة. وستصبح "الشجاعية"  شيئا من الماضي. كدير ياسين وصبرا وشاتيلا من قبلها، ستصير مجرد ذاكرة تبكي أمهات ضحاياها، لكنها لا تحرك في غيرهن فعلا يحول دون تكرارها.

تابعوا هوا الأردن على