آخر الأخبار
ticker مجلس الشيوخ الأمريكي يقر إلغاء "قانون قيصر" على سوريا ticker النشامى يختتم تحضيراته لمواجهة المغرب في نهائي كأس العرب ticker جامعات تؤخر دوام العاملين وتحول محاضرات الطلبة عن بُعد الخميس ticker الأرصاد تحذّر: انجماد والحرارة دون الصفر الليلة وصباح الخميس ticker الصناعة والتجارة: أخذنا بمجمل التوصيات للتعامل مع مدافىء الغاز ticker رئيس الوزراء يوجّه بتطبيق القانون على ملقي النفايات عشوائيًا ticker بالأسماء .. تأخير دوام طلبة مدارس في الجنوب الخميس ticker الملك يهنئ المسيحيين في الأردن وفلسطين والعالم بالأعياد المجيدة ticker تأخير دوام عاملي سلطة البترا الخميس إلى التاسعة صباحاً ticker الأميرة سمية بنت الحسن ترزق بحفيد جديد ticker بالصور .. الجيش يبدأ بإجراء الفحوصات الطبية لمكلفي خدمة العلم ticker شاشات عملاقة لعرض مباراة النشامى بنهائي كأس العرب في المحافظات كافة ticker سلامي: أنا قائد المنتخب الأردني أسعى للتتويج ولا أحد يشكك بأمانتي ticker إعلان نتائج الشموسة .. إحالة التقرير للقضاء وقرارت حكومية لحظرها ticker إسرائيل تمنع أعضاء في البرلمان الكندي من دخول الضفة عبر الأردن ticker الأشغال: لا حوادث أو أضرار غير اعتيادية في ثلوج الجنوب ticker بالصور .. المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة يستأنف عمله ticker يزن النعيمات يعلن نجاح العملية الجراحية ticker الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة ticker تخفيض رسوم التداول ورسوم تجديد الترخيص في بورصة عمان

التشاؤم ينتصر

{title}
هوا الأردن - جميل النمري

يجب الاعتراف أن المستقبل العربي القريب لا يمنح أي فرصة للتفاؤل. شهر كامل والقصف الإسرائيلي يدك غزة، ويهدم المنازل على رؤوس أهلها، ويحصد عشرات القتلى من الرجال والأطفال والنساء في كل يوم، ومن دون أن يعني ذلك شيئا لمسار الأحداث في سورية، وانشغال الأطراف بالحرب الداخلية التي تدمر البلد وتحصد أرواح الناس؛ أو في العراق حيث تستمر أزمة الحكم، ويوشك التقسيم أن يتحول الى أمر واقع، فيما تنظيم "داعش" ينشغل بقطع الرؤوس وإعادة حياة البشر الى عهد لم يوجد مثله في أكثر حقب التاريخ سوادا.
حرب غزة ستتوقف في لحظة ما، لكن الخراب الذي ستتركه على الأرض وفي داخل النفوس كبير، ولا نتخيل مع كل هذه المجازر الإجرامية بقاء أي هامش للتسامح والبحث عن السلام! والحرب العبثية المجرمة طالت بصورة تمنع أي مخرج مشرف منها. ووقف النار إذا تحقق بأي طريقة، فإنه سيكون ملتبسا ومحملا بالخلاف والاختلاف والمطالب غير المتحققة لكل طرف، وسينتج وضع هش أسوأ مما كان عليه قبل الحرب. وأسوأ احتمال هو عودة العداء بين السلطة الفلسطينية وبين حركة حماس، فتنجح إسرائيل التي فشلت في تحقيق أي هدف عسكري، في تحقيق هدفها السياسي المضمر من العدوان، وهو وفق اعتقادي دق الإسفين بين الرئيس محمود عباس و"حماس"، وتكريس انقسام الكيان الفلسطيني. ونأمل أن يكون إرسال وفد فلسطيني موحد للقاهرة مؤشرا على وعي وإرادة بالحفاظ على المصالحة والوحدة الوطنية.
وقد يكون الأردن في الوضع الأقل سوءا أمام هذه الحرب، لكنه ليس وضعا جيدا. فمرّة أخرى يظهر الضعف الذي يمنع الحكومة حتى من اتخاذ أقل الإجراءات حفظا للكرامة الوطنية، مثل استدعاء السفير الأردني من تل ابيب. وهو الأمر الذي أقدمت عليه عدة دول من أميركا اللاتينية، لا تخضع لأي ضغط شعبي داخلي، بل جاء القرار بدافع الموقف الأخلاقي المبدئي.
ويركب الاحتقان في المشاعر الوطنية على احتقان بسبب سوء الظروف المعيشية، وهي ظروف لا سبيل موضوعيا لتعديلها؛ فالحكومة تجاهد لاحتواء التصاعد الهائل في المديونية والعجز الفادح في الموازنة، ومن المقدر أن نبقى لسنوات قادمة نعاني من وضع يفرض استمرار التقشف العام، ومن ضمنه تجميد الوظائف وحبس الانفاق.
وقبل أيام، كنت أراجع كتاب "سيناريوهات الأردن 2020"، الذي أُنجز نهاية العام 2002، ويتضمن رؤية للمستقبل وفق ثلاثة احتمالات؛ متفائلة ومتشائمة ومتوسطة. الأكثر تفاؤلا توقع قيام الدولة الفلسطينية العام 2007، ومملكة عربية متحدة مع الأردن العام 2010، ومجلس اتحادي وسوق مشتركة لبلدان المشرق العربي؛ العراق وسورية ولبنان والأردن وفلسطين، وطبعا ازدهار اقتصادي في الأردن، وتطور سياسي وحزبي وبرلماني.. إلخ. أما السيناريو الأكثر تشاؤما فقد وضع مسارا كان في الحقيقة أفضل كثيرا مما حدث على الأرض! إذ لم يتوقع استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان، وإنشاء الجدار العازل، وانقلاب غزة والانقسام الفلسطيني، وحروب غزة. كما لم يتوقع احتلال العراق والمسار الكارثي المستمر حتى الآن، ولا ثورات "الربيع العربي" وبحر الدم في سورية، وعودة "القاعدة" وأخواتها وإعلان دولة "داعش". وكذلك، لم يتوقع ارتفاع مديونيتنا إلى أكثر من عشرين مليار دينار، والعجز إلى أكثر من مليار دينار، وبقاء الصوت الواحد وبرلمان غير حزبي، وحياة سياسية خاوية.

تابعوا هوا الأردن على