الإدارة الجامعية بالتجوال
الادارة بالتجوال هي خروج القيادات على مستوى الجامعة وكلياتها ومن ضمنهم رئيس الجامعة من مكاتبهم إلى مواقع العمل الفعلية للتعرف على الأداء الفعلي للعاملين والمشكلات التي تواجههم ومساعدتهم في حلها وتلبية احتياجاتهم . وتتمثل أهدافها في معالجة حالات وأمراض الضيق والإحباط والقلق والتوتر واليأس الإداري المصاحب للإدارة المكتبية. وإعادة بناء خلايا التجديد العقلي والفكري لدى العاملين او كسر جمود الروتين والقضاء على الجمود البيروقراطي. والتحفيز للإبداع والارتقاء بمستويات التنفيذ وتحطيم سلاسل التوقف الفكري وحواجز التفكير السلبي الذي يترتب وينشأ عن الجمود الإداري الناتج عن الإدارة التقليدية لمواقع العمل ومن ثم فان الزيارات الميدانية التي تقوم بها القيادات تعمل على التفكير في التغيير إلى الأفضل. وممارسة التأمل لما بعد الواقع إلى آفاق التطور وتنمية القدرات والإمكانات وتوظيفها بفاعلة لتحقيق الأهداف الكمية والنوعية الخاصة بالطلبة والعاملين. كما وتعمل على ربط المكافآت بالإنجاز الفعلي للعاملين من خلال ملاحظتهم المباشرة والاستماع إليهم، والتحدث معهم عن انفعالاتهم وهواياتهم واهتماماتهم .
لذا فان الإدارة بالتجوال تساعد في معرفة العمل على واقعه دون تهويل ايجابي أو سلبي ويضمن التعرف على حاجات ورغبات العاملين والتعرف على المشاكل وحلها في أسرع وقت ممكن، وتقدير القدرات الإدارية والفنية واكتشاف كوادر جديدة في إدارة الجامعة بالإضافة إلى دفع العاملين للعمل بأقصى طاقاتهم وزيادة كفاءاتهم بالإضافة إلى ما يحقق هذا الجو من منافسة وتحفيز ودافعية.
كما أنها أداة أساسية في تحسين التواصل بين المسؤولين والعاملين كل حسب موقعه في الهيكل الإداري ويزيد من حرية الاتصال مما يزيد الرضا الوظيفي عند العاملين الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الثقة بالنفس والروح المعنوية لهم وإنتاجيتهم.
كما يعتبر الإدارة بالتجوال وسيلة فعالة في عملية الرقابة على سير العملية الإدارية والتعليمية في الجامعة إلى جانب التأكد بان بنية الجامعة ومرافقها في أحسن حالاتها.
وتتعدد أساليب الإدارة بالتجوال حيث تشمل الزيارات الميدانية لمواقع العمل بالإضافة إلى الاجتماعات المفتوحة والمغلقة والندوات التخصصية والعامة والندوات، والبرامج التدريبية والمناقشات غير الرسمية .
ويعتمد تطبيق الإدارة بالتجوال على وجود القيادات المؤهلة والمدربه على عملية التجوال، والقدرة على القيادة بالقدوة للعاملين، والتي تستخدم خبراتها في عمليات التخطيط الذكي والتقييم البناء والمكافأة الملائمة للعاملين على أدائهم، والتي يمكنها تحويل الرؤى إلى أشياء محسوسة و إرساء الالتزام داخل الجامعة، والاهتمام بالعاملين وهذا يتطلب الإهتمام الصادق بالعاملين وتسهيل أمورهم والاتصال المنظم الفعال وتحقيق مستوى أرقى من التعاون بين العاملين في الجامعة وهذا يمكن أن يغير من المواقف السلبية للعاملين، مما يؤدي إلى نوع أفضل من علاقات العمل.
والإدارة بالتجوال تبدأ من رئيس القسم الذي هو المسؤول الأول عن نجاح العمل في قسمه وعليه أن يكون منفتحاً على أعضاء الهيئة التدريسية ببذل الجهد لإزالة العوائق المادية التي يمكن أن تحد من التفاعل بينهم، وهناك العديد من الاستراتيجيات التي تمنكه من ذلك، مثل عمل جولات منتظمة لأماكن العمل في الكلية والحوار مع العاملين، ومناقشة الموضوعات المختلفة مع أعضاء هيئة التدريس في القسم، والمشاركة الفعالة في اجتماعات القسم، وإيجاد فرص أكثر للتفاعل بين جميع العاملين في القسم، وربما يتطلب منه زيارة القاعات التدريسية ليس بغرض التقييم ، ولكن بهدف إيجاد الألفة بينه وبين الأفراد الذين يعمل معهم، هذه الممارسات البسيطة تسهم في إيجاد جو من الثقة التي تسمح بوجود الحوار البناء حول الظروف داخل القسم والكلية، وتجعل رئيس القسم دائماً على اتصال بالثقافة التنظيمية للقسم، وتمكنه من توصية ونقل الاتجاهات بدقة إلى الآخرين والتفاعل بثقة مع التغيرات المقترحة في الكلية، كما أن عميد الكلية تقع عليه مسؤولية في التعرف على احتياجات الكلية بكافة أقسامها من خلال الإدارة بالتجوال.
كذلك رئيس الجامعة هو المسؤول الأول عن كل فرد يعمل في الجامعة ، ومن المهم أن يتجول داخل المرافق المختلفة في الجامعة والكليات والأقسام وغيرها من المرافق. إن ممارسة الإدارة بالتجوال من قبل رئيس الجامعة تحقق مبادئ الحاكمية الرشيدة في الإدارة الجامعية ومبدأ الشفافية والنزاهة والمحاسبة مما يخلق جو الألفة والتعاضد والتفاعل الايجابي مما فيه خير وفائدة لمصلحة الجامعة.
الأستاذ الدكتور ماهر سليم
رئيس جامعة الشرق الأوسط
President.office@meu.edu.jo