آخر الأخبار
ticker مصدر عسكري ينفي مرور طائرات إسرائيلية لضرب أهداف بقطر عبر الأجواء الأردنية ticker أمين عام التربية يكرم المربية فاطمة التميمي تقديراً لمسيرتها التربوية ticker إزالة دوارين من محيط مستشفى الأميرة بسمة الجديد في إربد ticker رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا تربويا من مديرية التربية والتعليم المزار الشمالي ticker المستشفيات الميدانية الأردنية تواصل تقديم خدماتها الطبية والعلاجية في غزة ticker أمانة عمان تنظم مؤتمرا حول تمكين المرأة في الإدارة المحلية ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرتي العكور والتميمي ticker %80 نسبة إنجاز توسعة وإعادة تأهيل بركة الحسا في الأغوار الجنوبية ticker مشروع معدِّل يسمح للكاتب العدل بإجراء المعاملات الخارجية إلكترونياً ticker مشروع لتعزيز جاهزية الأردن للأوبئة والطوارئ الصحية ticker مركز زها الثقافي في باب الواد يكرّم الطلاب المتميزين في النادي الصيفي 2025 ticker القطارنه يقدّم أوراق اعتماده سفيراً مقيماً لدى الإمارات ticker مدير المعهد المروري: الرمال المتطايرة من مركبات الشحن مقذوفات قاتلة ticker لقاء مشترك لبحث فرص الاستثمارات بين الأردن وعُمان ticker بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع ticker تعديل أسس إيصال التيار الكهربائي على حساب فلس الريف ticker تسوية أوضاع ضريبية لـ 239 مكلفاً ticker وفد فلسطيني يطلع على تجربة "الاستهلاكية المدنية" ticker الجغبير يلتقي مسؤولين جزائريين لبحث تعزيز التبادل التجاري بين البلدين ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

اختبار الأيام الصعبة

{title}
هوا الأردن - فهد الخيطان

التطورات في قضية الطيار معاذ الكساسبة الرهينة لدى تنظيم داعش مفتوحة على كل الاحتمالات، في كل لحظة يمكن توقع تطور جديد، يقلب التوقعات، أو يعززها. والتوقعات تتراوح بين احتمالات الحسم السريع، وعودتها إلى المربع الأول، وبالتالي استمرارها إلى أمد أبعد في المستقبل.

 


لكن الأيام الثلاثة الماضية كانت دراماتيكية بالفعل، بلغت فيها الأزمة ذروتها. وكانت تلك الأيام الصعبة والثقيلة بمثابة تمرين حي لاختبار مدى صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها. فكيف كانت النتائج؟
كشفت الأزمة أن لدى الأردنيين مخزونا كبيرا من المشاعر الوطنية والإنسانية، تجلى في حملات التضامن مع الطيار وعائلته، ومع الدولة في مسعاها لتخليص معاذ من أيدي "داعش".

 


في الساعات القليلة التي أعقبت الإنذار الأول كان موضوع الطيار الكساسبة البند الوحيد على أجندة كل مواطن أردني؛ أينما ذهبت وبمن التقيت لا تسمع حديثا في موضوع غير قضية معاذ.

 


على المستوى الرسمي عمل المئات من المسؤولين على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية على مدار الساعة ضمن ما بات يعرف بخلية الأزمة. كان كل شيء يوحي بأن البلاد موحدة خلف هدف واحد ومستعدة لمواجهة كل الاحتمالات.

 


لكن تمرين "معاذ"، إذا جازت لنا هذه التسمية، أظهر عديد الثغرات، بعضها يعود إلى ما قبل حادث سقوط الطائرة الأردنية، ووقوع قائدها رهينة في يد "داعش". وأعني قرار دخول الأردن في التحالف الدولي لمحاربة "داعش". لقد كشفت سجالات الأيام الثلاثة أن الدولة لم تهيئ الرأي العام لدخول الحرب، ولم تبذل ما يكفي من الجهد السياسي والإعلامي لتقبل فكرة المشاركة في العمليات الحربية، وما يترتب عليها من خسائر. كما أنها لم تعرض رواية متماسكة تبرر هذه المشاركة، رغم أن مثل هذه المبررات متوفرة وبقوة، لكننا افتقرنا للقدرة السياسية والإعلامية على عرضها بشكل مقنع.

 


بعد اعلان "داعش" مهلة الساعات الأربع والعشرين الأولى، بدا وكأن المسؤولين قد فوجئوا بالخطوة. وقد ظهرت علامات الارتباك على أداء مختلف الجهات الرسمية ليلتها، قبل أن تعود وتمسك بزمام المبادرة من جديد. ومن مظاهر الارتباك غياب الخطوات المنسقة، وعدم جاهزية الردود التي تجيب عن أسئلة الشارع، ما وضع الدولة في دائرة الاتهام والتقصير لبعض الوقت.

 


قضية الرهينة الياباني وضعتنا في موقف محرج، كان على الأجهزة المختصة أن تتنبه له مبكرا، ولاتسمح بفتح غرفة عمليات يابانية في عمان. الإعلان عن إدارة مفاوضات الإفراج عن الرهينتين اليابانيين "قبل أن يقتل داعش الأول" من عمان هو الذي أوحى لقيادة "داعش" بربط مصير الثاني بمصير معاذ.

 


في اليوم التالي تحكّم الأردن بالرواية الإعلامية على نحو أفضل، لكن غياب المتحدثين الرسميين عن وسائل الإعلام باستثناء وزير الإعلام الذي عمل بهمة عالية، منح بعض الأصوات المشاكسة فرصة لملء الفراغ.

 


البيانات الرسمية كانت مقتضبة بشكل مبالغ فيه، والمعلومات فيها شحيحة، في وقت كانت فيه مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالإشاعات والاكاذيب. واللافت هنا ميل قطاعات واسعة من الرأي العام لتصديق هذه الاكاذيب. لاشك أن لذلك علاقة بأزمة الثقة المتأصلة بين مؤسسات الدولة والمجتمع. لكن الأزمة كانت مناسبة لتجسير هذه الفجوة. لقد حصل تطور إيجابي في هذا المجال، لكن بعد يومين استفحلت فيهما الأكاذيب.

 


ليس مطلوبا أبدا أن تصبح مؤسسات الدولة أسيرة أزمة واحدة، لكن قضية الطيار الأردني تجاوزت هذا الوصف، وتحولت إلى مسألة وطنية بامتياز، حَسمها لمصلحتنا يتوقف على طريقة إدارتها.

تابعوا هوا الأردن على