آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

تنازلات بحجم معاذ

{title}
هوا الأردن - جمانة غنيمات

منذ اليوم الأول لأخذ الطيار معاذ الكساسبة رهينة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأ الأردن التحرك، وعلى أعلى المستويات، لإطلاق سراحه. المفاوضات عبر القنوات غير المباشرة بدأت مبكرا، وركزت جميع المساعي على استعادة الطيار سالما لا يلحق به أي أذى.

 


قبل التطورات السريعة التي تداخلت بقضية معاذ، ممثلة في مصير الرهينتين اليابانيين، كان الأردن قد بعث برسائل واضحة للتنظيم، جوهرها التأكيد على درجة أهمية حياة الطيار معاذ وسلامته بالنسبة للأردن، وأن أي مساس به ستتبعه تداعيات كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي.

 


وقبل التطورات الخطيرة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، كان التفاوض في الخفاء، من دون إعلان للتفاصيل. بيد أن التهديدات الأخيرة من قبل "داعش"، والصفقة التي قدمها للأردن، جعلت المسؤولين يخرجون عن صمتهم، إنما بالقدر الذي يضمن عدم الإضرار بالتفاوض من أجل استعادة طيارنا. والهدف هو طمأنة المجتمع الذي وقف بفئاته وشرائحه كافة خلف شعار "كلنا معاذ".

 


وزير الإعلام د. محمد المومني كان حلقة الوصل بين الإعلام و"خلية الأزمة"، وبذل جهودا كبيرة ومكثفة في جعل الإعلام جزءا من هذه "الخلية" المعنية بقضية وطنية على الجميع تحمل مسؤوليته بشأنها، بما في ذلك الإعلام. وقد كان التواصل ساعة بساعة، لنشر المعلومات الصحيحة التي تخدم قضية معاذ ولا توقع الضرر بها.

 


العمل لم يتوقف حتى اللحظة، وقنوات التفاوض ما تزال تشهد حراكاً مستمرا، رغم انتهاء مهلة "داعش" مع غروب شمس يوم الخميس الماضي.

 


حتماً، العملية لم تكن سهلة، بل هي في غاية التعقيد؛ إذ تتداخل فيها أطراف داخلية وخارجية متعددة. رغم ذلك، فقد أديرت العملية بحساسية شديدة، وتوازن مدروس وذكي، تماما كمن يمشي على حبل مشدود.

 


خارجيا، كانت العلاقة مع الحليف الأهم؛ الولايات المتحدة، على المحك. إذ تحفظت هذه الأخيرة، والتي تقود التحالف الدولي ضد "داعش"، على مضي الأردن في مفاوضات غير مباشرة مع التنظيم الإرهابي. الأمر الذي أثار جدلا طويلا بين النخب الأردنية، بشأن ما بدا ازدواجية أميركية؛ إذ سبق للولايات المتحدة أن تفاوضت، بنجاح، مع حركة طالبان الأفغانية الموسومة بالإرهاب أيضاً، لاستعادة خمسة جنود أميركيين في قبضتها.

 


أما الأردن الرسمي، فقد بقي على تقديره المبدئي بأن حياة مواطنيه، ممثلة بمعاذ، أهم من معايير الولايات المتحدة، إلا إذا كانت حياة الأميركي أهم من حياة الأردني، وهو الأمر الذي رد عليه الأردن بقوة، وإن جاء ذلك من دون إعلان رسمي.

 


القصة أو المعضلة الأخرى ارتبطت بعلاقة التعاون التاريخية مع دولة اليابان. وقد برزت حساسية الموقف الشديدة مع وضع الأردن على المحك للاختيار بين حياة معاذ وحياة الرهينة الياباني كينجي غوتو. لكن هنا أيضاً بقي الخيار المبدئي والاستراتيجي بلا أدنى تبدل؛ بأن حياة معاذ هي الأهم.

 


مع ذلك، لا يمكن القول إن الاختيار كان سهلاً. إذ حتماً كان الأردن يتمنى إنقاذ معاذ وغوتو في الآن نفسه. لكنه إذ أُجبر على الاختيار بين الاثنين، فإنه جعل حياة معاذ هي الأولوية. ومع الحزن والأسى على عدم النجاح في إنقاذ الرهينة الياباني، إلا أنه تسنى للأردن، مرة أخرى، إثبات أن حياة مواطنيه تتقدم على كل الآخرين.

 


ولأجل معاذ، كذلك، كان التواصل مع دول تعاني العلاقة معها فتورا مزمنا. إذ ثمة مساع مع تركيا التي تمتلك قنوات مفتوحة مع "داعش"، على أمل الحصول على نتيجة إيجابية. إلا أن المعلومات تشير إلى أن هذه المحاولات والمساعي لم تتطور مع الجانب التركي، ما اضطر الأردن إلى التواصل بطرقه الخاصة غير المباشرة.

 


ما سبق تنازلات وتضحيات مهمة من الأردن؛ الدولة الصغيرة التي طالما اعتمدت على المساعدات الخارجية للخروج من أزماتها. لكنها في وجهها الآخر والأبرز، قدمت تنازلات وتضحيات تجسّد مكانة الأردني الذي يظل الأغلى والأهم ضمن أي معادلة.

تابعوا هوا الأردن على