آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

كابوس طمليه

{title}
هوا الأردن - يوسف غيشان

«ما أن وضعت رأسي على الوسادة، وكلي ثقة انني سأغفو في الحال، حتى سمعت صوت قطرات الماء تتساقط من  حنفية في المطبخ أو الحمام. نهضت وشددت الحنفيات بأقصى ما استطيع. خيّل لي أنني عالجت الأمر، فعدت الى فراشي» انتهى الاقتباس.

 


هذه هي الفقرة الأولى من قصة للكاتب الساخر محمد طملية بعنوان «الكابوس» صدرت في مجموعته القصصة «المتحمسون الأوغاد» عام 1984. بطل القصة لا يستطيع النوم نتيجة صوت تساقط قطرات الماء من الحنفية، وهو مهما يشد الحنفيات، يستمر الصوت ينقر في دماغه، ويحرمه من النوم.

 


بطل طمليه يعتقد في النهاية أن الخلل في (جلدة) الحنفية، فينزل الى السوق، ويقرر ان يشتري دزينة كاملة من الجلد، حتى لا يتعرض لمثل هذا الأرق مرة ثانية.


لكنه يفاجأ بأن الناس جميعا يعانون من الأرق لذات السبب، وهم يصطفون بفوضى عارمة على ابواب الدكاكين لشراء جلد الحنفيات، ويتشاجرون ويتزاحمون، كل منهم يريد أن يشتري  جلدة، حتى يغير جلدة الحنفية الخربانة لديه..لعله يستطيع النوم.

 


لنبتعد قليلا عن فكرة القلق الوجودي للفرد، التي(قد) تتحدث عنه هذه القصة، ولنمنحها- على سبيل الفضول- ثوبا اجتماعيا، لنقول ان الناس لم يجدوا الحل في البيت فنزلوا الى الشارع للبحث عن الحل، فوجدوا أن الطريق مسدود، وأن الشارع يعيش في فوضى عارمة، وأن جلد الحنفيات قد نفدت من الأسواق، لا بل ان العديد من المحلات علّقت على بواباتها  لافتة تقول: «لا يوجد لدينا جلد للحنفيات، يرجى عدم الإحراج». وهي بالمناسبة العبارة الأخيرة التي تنتهي فيها هذا القصة العبقرية، التي لخصت القلق العام والخاص في صفحة فولسكاب واحدة.

 


الان وبعد ثلاثين عاما ونيف على كتابة هذه القصة، نجد أن قلق بطل القصة، تحول الى قلق عام في العالم العربي بأكمله، وأن الناس نزلوا الى الشارع يبحثون عن خلاصهم في الشارع.

 


منهم من وجد جلدة حنفية بعد صراع طويل مع الآخرين، فعاد الى البيت، وغيّر الجلدة القديمة، وحاول ان ينام، لكنه اكتشف انه امتلك – من خلال هذه التجربة - وعيا اجتماعيا يمنعه من النوم بينما الأصدقاء والأقرباء والأحبه لا يجدون خلاصهم، فاستمر في البحث عن جلد الحنفيات للآخرين....هذا ما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن، بينما ما يزال الناس في الدول العربية الأخرى يبحثون عن جلدهم الخاصة.

 


المشكلة في عالمنا العربي، أن الخراب ليس في الجلدة فقط، فهو خراب عام وصل الى الحنفية الرئيسة التي توزع المياه، وهي «الأستابكوك» بلغة السبّاكين والموسرجية.

 


نحن في طريق البحث عن أليات لتغيير الأستابكوك الذي يتحكم في عقولنا وقلوبنا وأرواحنا. علينا ان نسرع قبل ان نجد محلات السباكة تكتب على ابوابها عبارة: «لا يوجد لدينا استابكوك، يرجى عدم الإحراج».

تابعوا هوا الأردن على