آخر الأخبار
ticker مجلس الشيوخ الأمريكي يقر إلغاء "قانون قيصر" على سوريا ticker النشامى يختتم تحضيراته لمواجهة المغرب في نهائي كأس العرب ticker جامعات تؤخر دوام العاملين وتحول محاضرات الطلبة عن بُعد الخميس ticker الأرصاد تحذّر: انجماد والحرارة دون الصفر الليلة وصباح الخميس ticker الصناعة والتجارة: أخذنا بمجمل التوصيات للتعامل مع مدافىء الغاز ticker رئيس الوزراء يوجّه بتطبيق القانون على ملقي النفايات عشوائيًا ticker بالأسماء .. تأخير دوام طلبة مدارس في الجنوب الخميس ticker الملك يهنئ المسيحيين في الأردن وفلسطين والعالم بالأعياد المجيدة ticker تأخير دوام عاملي سلطة البترا الخميس إلى التاسعة صباحاً ticker الأميرة سمية بنت الحسن ترزق بحفيد جديد ticker بالصور .. الجيش يبدأ بإجراء الفحوصات الطبية لمكلفي خدمة العلم ticker شاشات عملاقة لعرض مباراة النشامى بنهائي كأس العرب في المحافظات كافة ticker سلامي: أنا قائد المنتخب الأردني أسعى للتتويج ولا أحد يشكك بأمانتي ticker إعلان نتائج الشموسة .. إحالة التقرير للقضاء وقرارت حكومية لحظرها ticker إسرائيل تمنع أعضاء في البرلمان الكندي من دخول الضفة عبر الأردن ticker الأشغال: لا حوادث أو أضرار غير اعتيادية في ثلوج الجنوب ticker بالصور .. المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة يستأنف عمله ticker يزن النعيمات يعلن نجاح العملية الجراحية ticker الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة ticker تخفيض رسوم التداول ورسوم تجديد الترخيص في بورصة عمان

كابوس طمليه

{title}
هوا الأردن - يوسف غيشان

«ما أن وضعت رأسي على الوسادة، وكلي ثقة انني سأغفو في الحال، حتى سمعت صوت قطرات الماء تتساقط من  حنفية في المطبخ أو الحمام. نهضت وشددت الحنفيات بأقصى ما استطيع. خيّل لي أنني عالجت الأمر، فعدت الى فراشي» انتهى الاقتباس.

 


هذه هي الفقرة الأولى من قصة للكاتب الساخر محمد طملية بعنوان «الكابوس» صدرت في مجموعته القصصة «المتحمسون الأوغاد» عام 1984. بطل القصة لا يستطيع النوم نتيجة صوت تساقط قطرات الماء من الحنفية، وهو مهما يشد الحنفيات، يستمر الصوت ينقر في دماغه، ويحرمه من النوم.

 


بطل طمليه يعتقد في النهاية أن الخلل في (جلدة) الحنفية، فينزل الى السوق، ويقرر ان يشتري دزينة كاملة من الجلد، حتى لا يتعرض لمثل هذا الأرق مرة ثانية.


لكنه يفاجأ بأن الناس جميعا يعانون من الأرق لذات السبب، وهم يصطفون بفوضى عارمة على ابواب الدكاكين لشراء جلد الحنفيات، ويتشاجرون ويتزاحمون، كل منهم يريد أن يشتري  جلدة، حتى يغير جلدة الحنفية الخربانة لديه..لعله يستطيع النوم.

 


لنبتعد قليلا عن فكرة القلق الوجودي للفرد، التي(قد) تتحدث عنه هذه القصة، ولنمنحها- على سبيل الفضول- ثوبا اجتماعيا، لنقول ان الناس لم يجدوا الحل في البيت فنزلوا الى الشارع للبحث عن الحل، فوجدوا أن الطريق مسدود، وأن الشارع يعيش في فوضى عارمة، وأن جلد الحنفيات قد نفدت من الأسواق، لا بل ان العديد من المحلات علّقت على بواباتها  لافتة تقول: «لا يوجد لدينا جلد للحنفيات، يرجى عدم الإحراج». وهي بالمناسبة العبارة الأخيرة التي تنتهي فيها هذا القصة العبقرية، التي لخصت القلق العام والخاص في صفحة فولسكاب واحدة.

 


الان وبعد ثلاثين عاما ونيف على كتابة هذه القصة، نجد أن قلق بطل القصة، تحول الى قلق عام في العالم العربي بأكمله، وأن الناس نزلوا الى الشارع يبحثون عن خلاصهم في الشارع.

 


منهم من وجد جلدة حنفية بعد صراع طويل مع الآخرين، فعاد الى البيت، وغيّر الجلدة القديمة، وحاول ان ينام، لكنه اكتشف انه امتلك – من خلال هذه التجربة - وعيا اجتماعيا يمنعه من النوم بينما الأصدقاء والأقرباء والأحبه لا يجدون خلاصهم، فاستمر في البحث عن جلد الحنفيات للآخرين....هذا ما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن، بينما ما يزال الناس في الدول العربية الأخرى يبحثون عن جلدهم الخاصة.

 


المشكلة في عالمنا العربي، أن الخراب ليس في الجلدة فقط، فهو خراب عام وصل الى الحنفية الرئيسة التي توزع المياه، وهي «الأستابكوك» بلغة السبّاكين والموسرجية.

 


نحن في طريق البحث عن أليات لتغيير الأستابكوك الذي يتحكم في عقولنا وقلوبنا وأرواحنا. علينا ان نسرع قبل ان نجد محلات السباكة تكتب على ابوابها عبارة: «لا يوجد لدينا استابكوك، يرجى عدم الإحراج».

تابعوا هوا الأردن على