آخر الأخبار
ticker وزارتا الأوقاف والشباب تعقدان جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي ticker تكريم وزارة العمل على تميزها بإعداد دراسات الأثر للتشريعات والسياسات ticker الأردن يحصد جائزة خدمة العملاء للبريد السريع "EMS" المستوى الذهبي 2025 ticker ماكرون: الضربات الإسرائيلية في قطر "غير مقبولة أيا كان المبرر" ticker أمير قطر لترامب: سنتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية أمننا ticker الصفدي : هجوم جبان على الدوحة يتطلب موقفا عربيا موحداً ticker توضيح من "مياه اليرموك" بشأن حجز أموال مواطنين ticker حماس تعلن اغتيال 5 من أعضائها .. ونجاة قادتها من الضربة الإسرائيلية ticker بدء محاكمة المتهم بالتخطيط لاغتيال ترامب ticker إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من دخول أراضيها ticker إعلام عبري: "إسرائيل" حصلت على الضوء الأخضر من أمريكا ticker العدول عن قرار منع النشر بقضية الصحافي الحباشنة ticker الرواشدة يدعو للمشاركة في حملة "تبرع بقطعة تراثية .. تنشئ متحفًا وتوثق إرثًا" ticker ترامب: وجهت بإبلاغ قطر بالهجوم الإسرائيلي لكن الوقت لم يسعفنا ticker ضبط شخص يصنع مواد تنظيف بشكل مخالف داخل منزله في إربد ticker "أكسيوس": هجوم الدوحة صدم البيت الأبيض وأثار غضب كبار مستشاري ترامب ticker بلدية إربد تدعو السكان للإبلاغ عن تجمعات الكلاب الضالة ticker 65 % نسبة الإنجاز في مشروع إعادة تأهيل طريق الطفيلة - الكرك ticker الأردن والبحرين يوقعان برنامجًا للتعاون في مجال الإسكان والتنمية الحضرية ticker مديرية شؤون المرأة العسكرية تعقد اجتماعاً لسفراء النوع الاجتماعي

نبتُ الخُزامى عند العرب

{title}
هوا الأردن - شريف الترباني

نبتُ الخُزامى ؛ نبتٌ ربيعي ، ويظهرُ في الأرض الرَّمْلية ، وهو مما عرفتْهُ العربُ ؛ لأنه من نبات مواطِنِهم ، وهو ذو رائحة  زَكِيَّة ، وقد ذهبَ الأصمعي إلى أنَّهُ أفضل النبت العِطْرِيِ عند العرب ، واستَدَّل على ذلك ، بقول أعرابية تُرَقِّصُ ابناً لها :

 يا حَبَّذا ريحُ الولدِ
...... ريحُ الخُزامى في البلدْ

 أهكذا  كلُّ  ولد
..... أم لم يلدْ مثلي أحدْ ؟!

فالعربُ تُفَضِّلُ الولدَ ، فلذلك قرنتْ هذه الأعرابية ريحَ الخُزامى بريح الولد والمولود .

وقد جاء ذِكْرُ الخُزامى في الشعر على أجمل الصور والهيئات ، قال النُّمَيْريُّ في زينب أخت الحجاج :

ألا مَنْ لِقَلْبٍ مُعَنَّى غَزِلْ
..... يُحِبُّ المُحِلَّةَ أُخْتَ المُحِل 

تَراءتْ لنا يومَ فرعِ الأرا
...... كِ بين العِشاءِ وبين الأُصُلْ

كَأنَّ القَرَنْفُلَ، والزَّنْجَبيلَ
..... وريحَ الخُزامى وَذَوْبَ العَسَلْ

يُعَلُّ به بَرْدُ أَنْيَابِها 
..... إذا ما صَفَا الكوكبُ المُعْتَدِلْ

فقد ذكرَ الخُزامى في موطن مدح مَبْسَم زينبَ أخت الحجاج ، والنميريُّ يقصد بالمُحِلِّ في شعره : الحجاج ؛ لأنه أحلَّ القتال في الحرم المكي زمن ابن الزبير – رضي الله عنهما - !

وهذا حسين بن مطر الأسدي يقول في محبوبته :

قد كنتُ جلداً قَبْلَ أنْ يُوْقَدَ الهوى
 .....  على كبدي ناراً بطيئاً خُمُوْدُها

ولو تُرِكَتْ نارُ الهوى ؛ لتضرّمَتْ 
..... ولكنّ شوقاً كلّ يومٍ يَزِيْدُها

وقد كنتُ أرجو أَنْ تموتَ صَبَابَتِي 
..... إذا قَدِمَتْ أيّامُهَا وَعُهُوْدُها

فقد جعلتْ في حَبَّةِ القلبِ والحشا 
......  عِهَادَ الهوى تَلْوي بشوقٍ يُعِيْدُها

بِمُرْتَجَّةِ الأَرْدَافِ هَيْفٍ خُصُوْرُها
..... عِذَابٍ ثناياها عِجَافٍ قُيُوْدُها

وَصُفْرٍ تَرَاقِيْها وَحُمْرٍ أَكُفُّها 
.....  وسودٍ نواصيها وبيضٍ خُدُوْدُها

يُمَنِّيْنَنَا حتّى تَرِفَّ قُلُوْبُنَا 
.....  رَفِيْفَ الخُزَامَى بَاْتَ طَلٌّ يَجُوْدُهَا .

جاء في ( خزانة الأدب ) ( 2 / 258 ) تفسيرُ البيت الأخير الذي فيه ذِكْرُ الخُزامى :

( وقوله: يمنيننا يصف حسن مواعيدهن وتقريبهن أمر الوصال. حتى ترف قلوبنا، أي: تهتز نشاطاً وترتاح وتفرح. والخزامى، بضم أوله والقصر: خيري البر. ورفيفها: اهتزازها. والطل: أثر الندى في الأرض من المطر. وإنما جعل الطل يجود جوداً لأنه يفعل في ري الخزامى ونعمتها ما يفعل الجود في نبات الأرض. يقال: رف يرف، إذا اهتز نعمةً ونضارة ) .

وقال مُلَيْحُ الهُذَليُّ يصف زيارةَ طيفِ المحبوبة ليلا  وهم في سفرٍ وقد أناخوا إبِلَهم للنوم :

هُجُوداً على أطراف بِيْضٍ كَأَنَّهم 
..... سُيُوفٌ جَلَا عنها جِلاءٌ ، وصاقِلُ 

بِرَيَّا خُزامى بَطْنِ فَلْجٍ طَرَقَتْنا 
..... سُحَيْرا ، وقد مَلَّ الوَجِيْفَ الرَّوَاحِلُ 

ورائِحَةٍ من خالصِ المِسْكِ بَيَّتَتْ 
..... لَطِيْمَتَها بالطَّفِّ ريحٌ ، وهاطِلُ 

وَرَيَّا يَلَنْجُوْجٍ تَطَلَّلَ مَوْهِناً 
..... وَنَشْوَةِ رَيْحَانٍ غَذَتْهُ الجَدَاوِلُ .

فالهُذليُّ يقدم ذكرَ الخُزامى على المسك واليلنجوج والريحان ، فقد طرقه خيالُ المحبوبة بريح الخزامى حتى عَبِقَ بَطْنُ فلج الذي نزلوا فيه للرقاد !

وهذا امرؤ القيس يصف أنياب المحبوبة بطيب الخزامى ورائحتِه :
كأن المدامَ وصوب الغمام 
..... وَرِيحَ الخْزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ

يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا 
..... إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ

وقد تَغنَّى أيضا بالخزامى شعراءُ العاميَّة ، ومنهم نمر بن عدوان :

جَعْل البَخْتَرِي والنَّفْل والخزاما
...... يِنْبِتْ على قبرٍ هُوْ فِيْه مَدْفُوْن .


تابعوا هوا الأردن على