آخر الأخبار
ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها

ضحايا الاستبداد

{title}
هوا الأردن - علي فريحات

تتكون النظم الاستبدادية سياسيا أو سلطويا على قاعدة الظالم والمظلوم، فيكون المظلوم أول الضحايا والظالم آخرها، ولو استعرضنا بنية الدولة الاستبدادية وخاصة تلك التي تُبنى على معايير ومقومات ماقبل الدولة بمعناها الحديث، لوجدنا أن هذا النوع من الدول يقوم على الولاء بشكله الاعتباطي ذو الفرح المرحلي والمؤقت، والذي يُنعش التمايز الفردي ويعزز الفردية بمعناها المرضي فاقدة الكفاءة والقدرة على الاندماج الوطني، فيُفصل طاقم الدولة عن المجتمع وفي الحقيقة يعيش اغترابا ووهما أنه لازال ابن المجتمع الذي يعيش فيه، وعلى مايبدوا أن قدر الدولة الاستبدادية أنها تُنعش مَن حولها من موالين، فتغدق عليهم بالمكاسب لتزيد اغترابهم، وتجعلهم شريحة جديدة مستهلكة وغير فاعلة إلا بالمستويات الأوامرية التي لاتُكلّف أكثر من كلمات يقولها أو يوجهها، خاصة إذا كان في موقع قادر على تعزيز ثقافة الخوف في المجتمع، وعلى أساسه تتشكل بنى الدولة بمعناها الوظيفي والإداري من شبكة من الموالين النفعيين أو القرابات العائلية الذين يكونون آخر الضحايا للأنظمة التي صنعتهم ، وهذا ماعانت منه معظم البلدان التي عاشت بظل الأنظمة الاستبدادية التسلطية ولاأستثني أحدا على الاطلاق، لأنني من خلال متابعتي للعديد من الدراسات حول هذه الأنظمة خرجتُ بنتيجة مفادها التشابه المطلق بينها، والفارق أن الاستبداد مورس بدول حديثة بالمعنى الثقافي العقلاني واستطاع بناء دولة قوية، لكنها أمام غطرستها انهارت ومورس بدول مفوتة بالمعنى الثقافي اللاعقلاني[[ لأن الثقافة العقلانية لاتنبت إلاّ في مناخ العقلنة القائمة على الحرية بدءا بالتاريخ ونهاية بالواقع ]]، فزرعت التفتت الثقافي والمذهبي والديني(العراق)، لتخرج هذه النماذج فتتجه الأولى باتجاه الدمار مع الحفاظ على مكونها الحديث الذي يعيد بناءها من جديد على الصعيد العلمي والمعرفي والتقني، بينما الثانية فتتجه باتجاه الانهيار المجتمعي الذي يعيد المجتمع إلى بدائيته الأولى، ويبقى النظام الاستبدادي يعيش وَهْمَ الوطن وليس هَمّهْ، فتضيع الناس بين الخوف والتوجُّس والتفرقة والمعاناة بأشكالها وألوانها بدءا بالقمع ونهاية بالانهيار الذي لايدفع ثمنه غير الشعب والفقراء على وجه الخصوص.

 


الشعارات لاتبني الأوطان ولن تبنيها، والذي يبنيها هو العمل والمواطنة النظيفة الخالية من التمايز إلاّ على أساس الكفاءة والقدرة والوطنية، ولغة الوطن هي اللغة الوحيدة التي تحل كل الاشكالات عندما ينال المواطن حقه في كل شيء طالما ينتمي لهذا الوطن، ولغة الوطن تعني أيضا بما تعنيه المساهمة بخلق المتحدات الاجتماعية وليس التفرقة والدعايات المغرضة التي تبغي التخوين، وباعتقادي وأنا أجزم بذلك أنّ مامن فقير يخون وطنه، لأن مصلحته تتحقق في بناءه وتأمين مستقبل آمن له ولأولاده، حتى لايتشرّد هنا أو هناك من بلاد العالم الذي يُدميه ويبكيه ويُكفّره بالحياة التي يعيشها ذُلاًّ ومهانة وهوان.

 


الطبقة الفقيرة في كل المجتمعات التي تعيش احترابا تدفع الأثمان والضرائب للأنظمة الاجتماعية أو السياسية من موت وتهجير وعيش في الخيام والمخيمات، وهي التي ينطبق عليها الفقدان الحقيقي لإنسانيتها بغض النظر عن انتماءها الديني أو المذهبي، وهذه الطبقة هي التي يبكي المنتمين لها من شيوخ ونساء وأطفال بمرارة البؤس والعوز واليأس، وهي التي تكون الوقود الحقيقية لانتصار الطبقة الغنية تاجرا كان أم وجها اجتماعيا متسلقا، وهي التي تموت في سبيل الآخر المُستَغِلْ ولاتنال من ذاك الانتصار إلاّ الموت والألم،والمؤلم أنها لاتُدرك أنها مُستغَلّة لتموت، وتنسى أن من يدفعها لتحقيق انتصاره لايعترف عليها بعد أن يُحقق انتصاره،علّ هؤلاء الفقراء أن يُدركوا مصالحهم ليقفوا عند حدودها فقط، دون خدمة لمُستَغِلٍّ مهما كان وكيفما وأينما كان، خروجاً وحرصا من أن يدخلوا دائرة أو نفق الضحايا، لأنهم مستحقي الحياة عن جدارة صنعوها بعرقهم وجهدهم وكفافهم وقهرهم.

تابعوا هوا الأردن على