الأردن الحقيقي والأردن الحلم!
من غير المعقول في بلد كالاردن مصيره معلق بعقدة جيو-سياسية, وهو في تكوينه جزء من أمة, ويقع في عين منطقة مضطربة ان يضع خططاً خمسية أو عشرية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.. مهما كان عزم ادارته, وقدرتها على التخطيط والتنفيذ.
يفهم رئيس الوزراء الفرق بين تشوّف الحكومة لعام 2025 او التوقعات والآمال, او حتى الحسابات الذكية.. الفرق بين هذه التهويمات وبين التخطيط الحازم المقنع. فدولتنا ليست دولة اشتراكية تسيطر فيها الدولة على ادوات الانتاج والتجارة الداخلية والخارجية والتخطيط السليم هو شراكة القطاعين العام والخاص, والتركيز على قطاعات معينة في الاستثمار.
في اولويات رابوبرت الاقتصادية, وضع قاعدة الهارموني بين عناصر الانتاج: الرأسمال والايدي العاملة, والثروة الطبيعية. ولم يحاول الغاء أي واحدة منها أو التركيز على قاعدة ايديولوجية في التعامل مع رأس المال او العمل أو الثروة. ولم يحاول ربط التطور بالنظام السياسي: كالديمقراطية او الاشتراكية الشعبية اوحكم الديكتاتور.
هذا لا يعني ان التنمية تعتمد الصدفة, او قاعدة: دعه يعمل! وانما يعني دينامية المجتمع المستقر المتجانس ومستواه الفكري والمهني.
ومجتمعنا الاردني مستقر, بعامل قوة النظام الامنية, لكنه ليس متجانساً, في كوارث اللجوء التي تجتاحه كل عشر سنوات. في حين أن مستواه الفكري والمهني ليس في مستوى الطموح!! ونحن هنا لا نتحدث عن الارقام في التعليم والجامعات والمعاهد المهنية.
عندنا طاقة مستوردة, ومكلفة جداً, وليس عندنا مياه تكفي للشرب او للزراعة.
عندنا كم هائل من الاغاني التي تمجّد الوطن, لكن الوطنية شيء آخر. وعندنا احزاب, وانتخابات وصحف وقوانين ومجالس منتخبة.. لكن لا قناعات عامة بجدية ما عندنا, وقيمته!! وبهذا الخليط يكثر التذمر والاحباط والفوضى الفكرية. وتنحط القيم المجتمعية. وما نراه في سوريا والعراق وليبيا واليمن هو الوجه الدموي لفوضى الولاءات وغياب الوطنية وتعاسة التربية والتعليم.. واذا لم تكن هذه الكارثة عندنا, أو شبيهاً لها في الاردن. فلأن النظام قوي, ومستقر وشجاع. ولأن القيادة حكيمة ومخلصة.
اذا أردنا أردناً مزدهراً, وسعيداً في عام 2025. فإن علينا أن نكتشف امراضنا, ونعرف علاجها. ووقتها نستطيع ان نقف على أرجلنا ونسير.