آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

قبيلة و ثورة تقدمية و لكن؟

{title}
هوا الأردن - د.مهند مبيضين

إذ تميز عقدا الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين بشيوع الخطاب التقدمي في ادبيات الأحزاب والثوار ، في مقابل وصف الملكيات وشعوبها بالرجعية والتبعية للغرب، فإن الذي تحقق هو من الخطاب التقدمي الثوري تركز مفهوم الدولة التسلطية، من حيث احتكار السلطة، واعداد النخب (حدث ذلك عبر مؤسسة الاحزاب الحاكمة في اليمن ومصر وسوريا والعراق) وتوزيع الثروة، وكل ذلك بصيغ انقلابية ذات صفة وطنية كحال الثورة اليمنية في سبتمبر 1962 والتي قامت ضد المملكة المتوكلية، وفي ثورة الفاتح الليبية 1969 ثم في الحركة التصحيحية السورية 1970.


 إلا أن التقدم الذي حدث هو بمقدار تمركز السلطة واقصاء الآخر والسيطرة على المغانم بيد الرئيس وجماعته. ومع أن العسكر الذين ثاروا لم يكونوا اسلاميين أو علمانيين، بل رغبوا باقامة دولة وطنية تحدث نوعا من العلاقة مع أنماط التدين، يعلو فيها شأن الدولة والوحدة الوطنية على كافة الحقوق المدنية والمواطنة. إلا تلك الحقبة شهدت تعميق وتسييس الهويات الفرعية الدينية المذهبية وابقائها بحالة طقسية قابلة للانفجار في اي لحظة، ومن ثم انهيار الأيدلوجيات الجامعة وتآكل مشاريعها الثورية وصولاً إلى حالة التمرد والفوضى الراهنة.


إن العودة لقراءة أسباب الفشل في مسار الدولة العربية المعاصرة ومصائرها، وما حصل العام 2011 من ثورات شعبية، يثبت عدم صحة مقولة الاستعصاء الديمقراطي الشعبي، وتؤكد الأحداث الأخيرة عربيا، وما جاء به من تغييرات على أن السبب في التأخر والانسداد ليس الشعوب العربية بل أنظمتها التي أدخلتها أبواب الوعود المستعصية، فمضت وانتهكت سيادتها ووصلت بعضها إلى مرحلة العجز، لتكون الدولة التي بنينا عليها آمالنا لتكون سلة غذاء العرب، الدولة المتقدمة في مقياس الفشل العالمي اليوم وهي السودان التي قدمتها ثورة الإنقاذ الإسلامي لذلك المآل، والتي انشطرت إلى دولتين وربما ثلاث فيما بعد، وقد يواجه العراق ذات الصيغة وهي صيغة متحققة اليوم، وتكون سوريا الدرس الأقصى وجعاً في تحقيق دولة الفرد ودولة الحزب، وفي المشهد الليبي هناك فصول موجعة بشكل اكبر.


لذلك، ما أن انكشفت عورة دول التقدميين العرب على مزيد من الفقر والجهل بعد نحو ثمانية عقود على اول انقلاب عربي، حتى اهتدى الجمهور والمؤسسات الاجتماعية التقليدية على أنه لم تقم بين ظهرانيهم دولة عربية بالمفهوم المعاصر، وبحسب هذه الوضع، فأن مجتمعات تلك الدول الفاشلة سودانيا وعراقيا ويمنيا وصوماليا وليبيا ومصريا شهدت ارتداداً للفرد العربي إلى الكيانات التقليدية التي يرى أنها توفّر له الحماية، وتحقّق لها استقرارا، وتغذّي وجوده المادّي والمعنوي، فكانت القبيلة المثالَ الواضح لذلك، في المقابل التحديثيون والليبراليون والأيدلوجيون بكل أطافيهم لديهم أيضا قبائليتهم الخاصة، المسكونة بعقدة الجلوس على الطاولة بصفة التمثيل فقط، ولعل هذا ما يحدث في اليمن وحوار جنيف اليوم.

تابعوا هوا الأردن على