آخر الأخبار
ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟

حق المرأة وطقوس الجاهات

{title}
هوا الأردن - وليد السبول

 

تتميز الشعوب عادة بأشكال وصور لممارسات اجتماعية كجزء من عاداتها وتقاليدها، لا تتشارك عادة فيها مع أي شعب آخر وإن كانت تتشابه أحيانا في بعض التفاصيل. إلا أن الشعوب عادة تصل إلى مجموعة هذه العادات والتقاليد بشكل فردي يتميز عما وصلت إليه بقية الشعوب، أي لا تتطابق عاداتها مع عادات غيرها بالكامل، فلا بد من إختلاف في جزئية هنا أو هناك تجعل للعادة والتقليد خصوصية لدى تلك الشعوب.


هناك عادات للوفاة وعادات للثأر وأخرى للزواج وللميلاد وللختان كما للنجاح وأخرى حين ظهور الأسنان لدى الأطفال أو التخرج من المدارس والجامعات، وفي المجتمعات القروية للمطر والزرع في كل حالاته، وفي حالات ومناسبات عديدة أخرى.


في بعض الأحيان تختلف العادات والتقاليد لدى الشعب الواحد تبعا لاختلاف أحد المكونات كالدين أو القرية. وكمثال صغير لذلك لدى المسيحيين في بلادنا اشتراك النساء والرجال في تقبل مراسم الدفن والعزاء في نفس المكان بعكس المسلمين الذين يقومون بالفصل الكامل بين الجنسين في هذه الطقوس. ويتميز الفصل بين الجنسين في أعلى صوره فيما يعرف بجاهات الخطبة عند الزواج، فيتوجه موكب الرجال وهم في أحلى زينتهم إلى مكان تجمع أهل العروس، فيصطف المستقبلون على المدخل بالعشرات للسلام على القادمين. وما أن يجلس الضيوف الذين عادة ما يفرغ لهم جانبا من المكان، ويجلس المستقبلون على الجانب المقابل،

وتبدأ المراسم بوضع فنجان القهوة المرّة (غير المحلاة) أمام من يشير إليه أهل الخاطب للتكلم باسمهم طالبا يد العروس. ثم يبدأ هذا المتكلم الذي يتميز عادة بالتفوه وحفظ العبارات المناسبة لهذه المناسبة بالنظر إلى فنجان القهوة دون أن يلمسه، فيعدد مناقب الخاطب وأهله، ويشيد بنسبه وعلمه وأخلاقه وتدينه، ثم يثني على العروس وأهلها ويشير إلى النديّة في النسب، وبعد أن يطلب يد العروس يجلس انتظارا لرد ممثل أهل العروس الذي يردد مناقب عروستهم ويؤكد على مناقب العريس وأهله وعشيرته، ثم يعطي الموافقة قائلا إشربوا قهوتكم على ما أتيتم به.


كل ذلك يتم في معزل كامل عن مكان تواجد النساء اللواتي يكن إما في مكان آخر مختلف تماما ويتم التواصل معهن هاتفيا، أو يتواصلن مع الرجال من وراء حجب وستائر غليظة. وما أن يتم إعلان الموافقة حتى تنطلق النساء بالزغاريت ويبدأ توزيع الحلوى على الجميع كل في مكانه.

 


وما أطالب به في هذه المقالة مشاركة النساء في هذه المراسم ابتداء من أولى مراحل انطلاق موكب السيارات، حتى إعطاء الموافقة. إنه لا يعقل في هذا الزمن الذي أصبح الرجال والنساء يتشاركون في كل شيء، ابتداء من المدارس والجامعات وحتى العمل ووسائل الإنتقال، وفي المطاعم والحفلات وفي كل الأماكن تقريبا، أن تبقى المرأة خلف الجدران تختلس الأخبار، وتعطى الفتاة وكأنها ملكا ولو بالتظاهر، مع أنها قد تفوق الرجل شأنا وعلما ومكانة وعملا. إنه لا شيء في هذا الزمان، يعطي الرجل الحق بالتفرد والفوقية والسيادة على المرأة، وبالتالي الإنفراد في هذه المراسم وتبقى المرأة تنتظر خبر "إعطائها" للرجل.

 


إنني أدعو الفتيات والشباب إلى تغيير هذه العادة جملة وتفصيلا، فتجلس العروس جوار أهلها كما يجلس العريس جوار أهله متقابلان. وعند الموافقة يبارك للعروسين معا، خاصة وأنه عند إقامة حفل الزفاف يتواجد الجميع في قاعة واحدة في كثير من الأحيان. إن هذه الدعوة وإن كانت في ظاهرها ثورة على العادات والتقاليد، إلا أنها حقيقة ليست أكثر من تصويب شكلي لواقع معاشي وحياتي حيث يختلط الجنسان في كل الأماكن باستثناء مكان ومراسم الخطبة هذه.


إن هذا التعديل الذي إن بدأ الشباب والشابات بفرضه، يمثل إحقاقا لحق المرأة في المساواة، واعترافا بما وصلت إليه من علم وشأن، كما يمثل اعترافا من الخاطب بمكانة وشأن وعلم خطيبته، كما يمثّل ثقته بها وبنفسه دون أية ممارسات عنصرية وتمييزيه وازدواجية تنم عن ارتباك وعدم الانسجام مع الواقع المعاش.

تابعوا هوا الأردن على