آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

حق المرأة وطقوس الجاهات

{title}
هوا الأردن - وليد السبول

 

تتميز الشعوب عادة بأشكال وصور لممارسات اجتماعية كجزء من عاداتها وتقاليدها، لا تتشارك عادة فيها مع أي شعب آخر وإن كانت تتشابه أحيانا في بعض التفاصيل. إلا أن الشعوب عادة تصل إلى مجموعة هذه العادات والتقاليد بشكل فردي يتميز عما وصلت إليه بقية الشعوب، أي لا تتطابق عاداتها مع عادات غيرها بالكامل، فلا بد من إختلاف في جزئية هنا أو هناك تجعل للعادة والتقليد خصوصية لدى تلك الشعوب.


هناك عادات للوفاة وعادات للثأر وأخرى للزواج وللميلاد وللختان كما للنجاح وأخرى حين ظهور الأسنان لدى الأطفال أو التخرج من المدارس والجامعات، وفي المجتمعات القروية للمطر والزرع في كل حالاته، وفي حالات ومناسبات عديدة أخرى.


في بعض الأحيان تختلف العادات والتقاليد لدى الشعب الواحد تبعا لاختلاف أحد المكونات كالدين أو القرية. وكمثال صغير لذلك لدى المسيحيين في بلادنا اشتراك النساء والرجال في تقبل مراسم الدفن والعزاء في نفس المكان بعكس المسلمين الذين يقومون بالفصل الكامل بين الجنسين في هذه الطقوس. ويتميز الفصل بين الجنسين في أعلى صوره فيما يعرف بجاهات الخطبة عند الزواج، فيتوجه موكب الرجال وهم في أحلى زينتهم إلى مكان تجمع أهل العروس، فيصطف المستقبلون على المدخل بالعشرات للسلام على القادمين. وما أن يجلس الضيوف الذين عادة ما يفرغ لهم جانبا من المكان، ويجلس المستقبلون على الجانب المقابل،

وتبدأ المراسم بوضع فنجان القهوة المرّة (غير المحلاة) أمام من يشير إليه أهل الخاطب للتكلم باسمهم طالبا يد العروس. ثم يبدأ هذا المتكلم الذي يتميز عادة بالتفوه وحفظ العبارات المناسبة لهذه المناسبة بالنظر إلى فنجان القهوة دون أن يلمسه، فيعدد مناقب الخاطب وأهله، ويشيد بنسبه وعلمه وأخلاقه وتدينه، ثم يثني على العروس وأهلها ويشير إلى النديّة في النسب، وبعد أن يطلب يد العروس يجلس انتظارا لرد ممثل أهل العروس الذي يردد مناقب عروستهم ويؤكد على مناقب العريس وأهله وعشيرته، ثم يعطي الموافقة قائلا إشربوا قهوتكم على ما أتيتم به.


كل ذلك يتم في معزل كامل عن مكان تواجد النساء اللواتي يكن إما في مكان آخر مختلف تماما ويتم التواصل معهن هاتفيا، أو يتواصلن مع الرجال من وراء حجب وستائر غليظة. وما أن يتم إعلان الموافقة حتى تنطلق النساء بالزغاريت ويبدأ توزيع الحلوى على الجميع كل في مكانه.

 


وما أطالب به في هذه المقالة مشاركة النساء في هذه المراسم ابتداء من أولى مراحل انطلاق موكب السيارات، حتى إعطاء الموافقة. إنه لا يعقل في هذا الزمن الذي أصبح الرجال والنساء يتشاركون في كل شيء، ابتداء من المدارس والجامعات وحتى العمل ووسائل الإنتقال، وفي المطاعم والحفلات وفي كل الأماكن تقريبا، أن تبقى المرأة خلف الجدران تختلس الأخبار، وتعطى الفتاة وكأنها ملكا ولو بالتظاهر، مع أنها قد تفوق الرجل شأنا وعلما ومكانة وعملا. إنه لا شيء في هذا الزمان، يعطي الرجل الحق بالتفرد والفوقية والسيادة على المرأة، وبالتالي الإنفراد في هذه المراسم وتبقى المرأة تنتظر خبر "إعطائها" للرجل.

 


إنني أدعو الفتيات والشباب إلى تغيير هذه العادة جملة وتفصيلا، فتجلس العروس جوار أهلها كما يجلس العريس جوار أهله متقابلان. وعند الموافقة يبارك للعروسين معا، خاصة وأنه عند إقامة حفل الزفاف يتواجد الجميع في قاعة واحدة في كثير من الأحيان. إن هذه الدعوة وإن كانت في ظاهرها ثورة على العادات والتقاليد، إلا أنها حقيقة ليست أكثر من تصويب شكلي لواقع معاشي وحياتي حيث يختلط الجنسان في كل الأماكن باستثناء مكان ومراسم الخطبة هذه.


إن هذا التعديل الذي إن بدأ الشباب والشابات بفرضه، يمثل إحقاقا لحق المرأة في المساواة، واعترافا بما وصلت إليه من علم وشأن، كما يمثل اعترافا من الخاطب بمكانة وشأن وعلم خطيبته، كما يمثّل ثقته بها وبنفسه دون أية ممارسات عنصرية وتمييزيه وازدواجية تنم عن ارتباك وعدم الانسجام مع الواقع المعاش.

تابعوا هوا الأردن على