تنشيئة الطلبة على الوحدة الوطنية وتحصين أفكارهم من دعوات التفرقة والإنقسام
يعيش كل فردٍ منا في ظل أسرةٍ ، تبدأ هذه الأسرة بالبيت الذي هو بمثابة الوطن الأصغر لكل فرد ، وعليه ومنه تتشكل القيم والإتجاهات التي يستقيها الفرد من أسرته الصغيرة ليخرج الواحد منا بمنظومة قيمية تتناغم والوطن الأكبر الذي نعيش في كنفه وتحت سمائه ، نعم الوطن ليس إقليم محدد تعيش فيه مجموعات من البشر يحكمها القانون لا بل تعداه إلى المفهوم الأكبر في نفس كل واحد فينا وأن الوحدة الوطنية تعتبر أساس مقومات القوة لأي وطن يعيش فيه الفرد فلا تأتي من فراغ بل إن الوحدة الوطنية تشمل سائر مكونات المجتمع الأردني بغض النظر عن أصله وعرقه ودينه ولونه ومعتقده السياسي
إن الأردن أثبت على الدوام أنه دولة قوية متماسكة، مبني على قاعدة متينة من الولاء والوفاء المتبادلين بين القيادة والشعب، وقادر على تخطي العقبات وتجاوز الأزمات، وحماية حدوده ومصالحه العليا، وإدارة علاقاته الإقليمية والدولية بحكمة واقتدار.
إن الوحدة الوطنية تقوم على مدى وعي الأردنيين ووطنيتهم الصادقة التي تشكل مع بقية العناصر الأساس في تماسك الدولة وتقدمها وازدهارها وقوتها بقدرتها على مواجهة التحديات الداخلية والمخاطر الخارجية ، ولذا لا بد من تنشيئة الجيل والأفراد على الوحدة الوطنية والإنتماء والولاء الصادق لهذا الوطن لمواجهة التحديات ونبذ دعوات التفرقة والإنقسام من خلال البدء بهذه التنشيئة وغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر لأن حب الوطن من الدين والدفاع عنه واجب ديني مقدس وها نحن اليوم نعيش في ظل حروب ونزاعات وانقسامات في دول الجوار فلو كانت اللحمة الوطنية مغروسة في النفوس لما سمعنا وشاهدنا ما نشاهد فواجبنا نحو الطلبة بتكثيف الجهود وتوحيد الصف وتوجيه بوصلتنا نحو الهدف الأسمى الذي نرنو إليه وهو خلق جيل قوي مؤمن بربه محبا لوطنه مخلصا لمليكه منتميا لهذه المساحة الجغرافية يضعها بين عينيه وعليه لا بد من
العمل في سبيل مواصلة مسيرتنا للإصلاح الشامل، وتطوير وسائلنا للنهوض بواقعنا التربوي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يساند الإستراتيجيات والخطط لتطوير التعليم النوعي الذي يحقق التنمية الشاملة".الداعي إلى نبذ العنف والتطرف والفرقة والإنقسام مستذكرين قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :
( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى )
صدقَ رسول الله صلى الله عليه و سلم ... ( ولا بد أن ندرك دور التعليم والتربية فلهما الدور في تحقيق الوحدة الوطنية من خلال التعريف بتاريخ البلاد والأمم، وتعريف الأفراد بحقوق وطنهم وحقوقهم، وهو ما يمكن أن يحدث نوعاً من الوعي لدى أفراد الشعب، بأنهم ينتمون لدولة واحدة، تتخطى الجماعات الصغيرة، كالعائلة ووسيلة ذلك هي المدرسة التي تساعد على إحساس مشترك بالوحدة الوطنية، وأن يحل الولاء للدولة ،فالمدرسة تغرس في نفوس طلابها روح الحوار والمناقشة في كل ما كان عليه خلافاً في الرأي، وهذا سيعودهم على المناقشة لأمورهم الهامة، وسيطور الإحساس بالتسامح إزاء الآخرين المخالفين لهم، خاصة إذا عملت المدرسة على إسقاط كل ما من شأنه أن يزيد الحساسيات بين فئات المجتمع، في مناهجها المدرسية وهذا ما يجب إسناده للمعلم والمدرسة .
كما أن الثقافة الواحدة بما تشمله من أدب وعلم وتربية ؛ تعبر عن الجانب المادي والروحي في المجتمع، على اعتبار أن الحياة الاقتصادية، والاجتماعية للأفراد تتأثر بمعتقداتهم الجماعية وأسلوبهم ووسيلتهم في تنظيم سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم وفنونهم، كما يكون تناقل الثقافة من جيل لآخر، وتأثر الأجيال بها من خلال اكتساب الفرد للخصائص الثقافية لجماعة أخرى، بالاتصال والتفاعل، وهذا سيجعلها مصدر قوة دافعة لإحداث التماسك والترابط داخل الجماعة، وقياداتها الذين يتصرفون وفق ثقافتهم الخاصة، كما تؤثر الثقافة في سلوك الفرد وقيمة السياسية ولها دور في تحقيق التناسق والانسجام في أداء مختلف المؤسسات والتنظيمات المشرفة على النظام السياسي، وعلى استراتيجيته في تحقيق الوحدة الوطنية.
حمى الله أردننا الغالي . في ظل الراية الهاشمية المفداة.