آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

تحرير أم تدمير؟!

{title}
هوا الأردن - جاسم الشمري

منذ أن سيطر تنظيم "داعش" في العام 2014، على مدينة الرمادي؛ مركز محافظة الأنبار، ونحن نسمع باستعدادات عسكرية حكومية لاقتحام المدينة واستعادة السيطرة عليها. ومنذ نهاية أيلول (سبتمبر) 2015 وحتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) الحالي، شنت القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي أكثر من 19 هجوماً، جميعها باء بالفشل بشهادة قادة التحالف الدولي والجيش الحكومي.


اليوم، نحن أمام معركة كبيرة في الهجوم رقم 20، والذي بدأت عملياته قبل عشرة أيام. ويبدو أن شعار "الأرض المحروقة" يطبق بدقة في معركة الرمادي المستمرة حتى الآن.


ويبدو أن الهجوم على الرمادي -بحسب ما أكد خبراء ومحللون- قد رُتب بدقة، وأن مقاتلي "داعش" تأكدوا أنه مختلف عن بقية الهجمات، نتيجة الضربات الجوية المستمرة، والتي أحرجت مقاتلي التنظيم، بدليل أن زعيمه أبو بكر البغدادي أقر، بصورة غير مباشرة، بتراجع التنظيم وزيادة خسائره، إذ قال في خطابه قبل خمسة أيام: "إن أصابنا القتل وكثرت الجراح وعصفت بنا النوائب وعظمت المصائب، فإن الابتلاء قدر محتوم".


وفي ليلة الأحد الماضي، أكدت مصادر في الجيش الحكومي ببغداد أنه "استعاد السيطرة على آخر معاقل تنظيم "داعش" في الرمادي"، وفي الليلة ذاتها أكد مسؤول عسكري أميركي أن "التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يمكنه في الوقت الراهن تحديد ما إذا كانت قوات الأمن العراقية طهرت المجمع الحكومي في الرمادي".


وحتى ساعة كتابة هذا المقال، لم تتأكد سيطرة القوات الحكومية على مركز مدينة الرمادي. وهنا يمكننا تحديد أهم الصعوبات أو المعوقات التي تقف أمام القوات الحكومية لاستعادة سيطرتها على المدينة خصوصاً، والأنبار عموماً:


- ضعف الإمكانات التكتيكية والدعم اللوجستي للقوات الحكومية. 
- وجود تجمعات سكانية وشوارع ملتوية وضيقة، ما جعل من حرب الشوارع معقدة جداً.
- تفخيخ المنازل والطرق في الرمادي، وانتشار القناصة والكمائن التي نصبها مقاتلو "داعش". 
- ضعف المشاركة الشعبية من قبل أهالي الأنبار في القتال ضد التنظيم بسبب تخوف الأهالي من التجربة السابقة، التي شاركوا فيها في قتال تنظيم "القاعدة"، ثم بعد ذلك صاروا ضحية للقوات الحكومية، واتهموا بأنهم من مساندي التنظيم، ودفعوا الثمن غالياً. 
- وجود أكثر من ثلاثة آلاف عائلة، بينها نساء وأطفال، ما يعني أن قتل هؤلاء سيثير ضجة شعبية وإعلامية كبيرة ضد الحكومة التي تحاول جاهدة أن تظهر نفسها بأنها بعيدة عن النهج الطائفي، بينما الواقع لا يسعفها في ذلك.


هذه الأسباب وغيرها جعلت معركة الرمادي الحالية معقدة جداً، وربما لا يمكننا التكهن بسرعة انتهائها، والوقت اللازم لإتمام القوات الحكومية سيطرتها على كامل أحياء المدينة المترامية الأطراف.
استخفاف القوات الأمنية المهاجمة بسلامة المدنيين في الرمادي، رغم إدعاء حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي توفير ممرات آمنة لخروج العائلات، يؤكد همجية وطائفية القوات المهاجمة. وهو ما أكدته بعض التقارير الصحفية المحايدة الواردة من الرمادي، والتي أثبتت "تعرض العديد من أحياء المدينة لقصف من الطائرات والمدفعية راح ضحيته عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال. وعندما حاولت العديد من العائلات الخروج باتجاه منطقة الحميرة، لم تجد منفذاً للخروج، وتعرضت للقصف هي الأخرى على الرغم من حملها رايات بيضاء"!


حجة استعادة السيطرة على الرمادي أو تحريرها لا يمكن أن تكون سبباً لتدمير المدينة. والمتابع للصور المنقولة من الرمادي يلاحظ أن المدينة صارت عبارة عن ركام من الإسمنت والحديد، نتيجة للقوة المفرطة المستخدمة جواً وبراً، ولا ندري ما هو مصير المدنيين فيها! 


هذه السياسات الانتقامية أوصلتنا لقناعة -لا شك فيها- أن المخططات الجارية على أرض الأنبار هي مخططات تدميرية لجميع جوانب الحياة الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والمدنية. ولا يمكن أن يكون ما جرى -ويجري- إلا مؤامرة تهدف إلى إحداث فتنة طائفية وتغيير ديموغرافي! 


نحن لا ندري هل نحن أمام حرب لتحرير المدينة، أم لتدميرها وهدمها على رؤوس أهلها؟!

تابعوا هوا الأردن على