آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

السياسيون والكفر بالفنون

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

في زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأخيرة، إلى إيطاليا، طلب الرئيس تغطية التماثيل الفنية العارية في متحف كابيتوين بالعاصمة روما، أثناء زيارته للمتحف. وبالفعل، خضعت السلطات الإيطالية لرغبة الضيف الإيراني، وحجبت أجساد التماثيل الحجرية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة الإيطالية التي اعتبرت الأمر "تنازلاً عن الهوية الثقافية للبلاد"، و"تمادياً في إرضاء الضيف الإيراني من أجل مصالح اقتصادية".
صحيح أن كثيرا من التحليلات ذهبت إلى تفسير محاولة مسؤولين إيطاليين "تحجيب" التماثيل، بأنها استجابة لمصالح اقتصادية وتجنبا لإحراج الرئيس الإيراني الذي وقع اتفاقيات تعاون عديدة بين البلدين وعقودا بقيمة أكثر من 17 مليار يورو؛ بمعنى أن ما حدث من قبل الإيطاليين هو قرار سياسي لتمرير مصالح اقتصادية. ولا يبعد عن ذلك موقف الرئيس روحاني الذي لا يريد أن تهتز صورته السياسية أمام الجماهير التي تدعو له ليل نهار، وأن لا يتناقض مع مرجعيته المشيدة على منظومة غامضة من الرموز يختلط فيها الدين بالخيال بالسياسة، والعواطف بالمصالح.
لا فرق بين الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي؛ كل منهما تحركه السياسة والمصالح. لكن الأول يعيد إنتاج منظومة رمزية لا أساس دينيا أو أخلاقيا لها، من أجل حماية شرعيته والاستثمار في عواطف الناس؛ والثاني على استعداد للتنازل عن قيمه الثقافية والرمزية من أجل مصالح اقتصادية. 
لا شك أن مفهوم الكفار والكفر ومترادفاتهما مفاهيم استخدمت في فجر الإسلام لغايات تثبيت الدعوة، وهو الأمر الشائع في التاريخ؛ فالأديان والفلسفات الكبرى والدول التي تطلق مشاريع تاريخية، تشترك جميعا في حاجتها إلى صك نظام متكامل من المفاهيم، وفق نسق يخدم شرعيتها واستمرارها واستقرارها، وعادة ما يكون مناقضا لما كان سائدا قبلها. ولأن هذا التوظيف سياسي بالدرجة الأولى، فإنه قابل للتعديل والتغيير حسب المتطلبات، إلا في الحالات التي تصاب فيها المجتمعات بجمود فكري وحضاري طويل، كما هي الحال في المجتمعات العربية الإسلامية العاجزة عن تطوير نظمها المفاهيمية. وهي الحال التي تنسحب على مجالات الحياة الأخرى كافة.
خلال عقدين، خسرت الثقافة الإسلامية الكثير من احترامها في العالم، وخسرت أكثر حينما تمت استعادة ذاك النظام المفاهيمي المسروق من سياقات تاريخية أخرى؛ من تدمير تماثيل أفغانستان إلى تدمير تدمر والمدن التاريخية السورية، وتدمير المواقع العراقية التي لا تقدر بثمن. وحتى مدينة تيمبكتو في مالي، إحدى مراكز الحضارة الإسلامية، لم تسلم من ذلك.
قبل أسابيع أيضا، تسربت أخبار على خجل، عن تراجع بلدية الزرقاء عن إنشاء تمثال على بوابة المدينة نتيجة ضغوط مارستها جماعات دينية ما تزال تعتقد بحرمة هذه الأعمال الفنية، وعادة ما وصفتها بأنها من أعمال الكفر. وقبل سنوات كذلك، تراجعت مدينة أردنية أخرى كانت قد نصبت مدينة للثقافة في ذلك العام، عن تدشين نصب تذكاري تجريدي، كان أحد كبار الفنانين الأردنيين ينوي تنفيذه، وذلك تحت ضغط الفكرة ذاتها والجماعات نفسها.
حينما نراجع الطريقة التي يعبر الناس بها عن مواقفهم الدينية ذات المساس بالمحتوى الثقافي، نكتشف حجم الحمولة الأيديولوجية والسياسية فيها، والتي يعبر عنها طيف واسع من الناس من دون تمييز. والسبب يعود إلى سيطرة تيار سياسي ديني على مدى سنوات طويلة، استثمر في هذه الأفكار وسوقها من أجل خلق شرعيته السياسية، وبعيدا عن النقاش الشرعي المتعدد حول الفنون والنحت والتماثيل. إلا أن السؤال: كيف يستوعب الناس في مصر فكرة وجود التماثيل في كل شارع مدينة، بينما يسوق بأن الناس في الأردن لا يستوعبون ذلك؟ ترى أين الدولة من هذا النقاش؟ وهل نحن جادون في وقف التطرف؟

تابعوا هوا الأردن على