آخر الأخبار
ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟

كلام إعلام

{title}
هوا الأردن - أمينة خيري

حين يقول عامل بسيط لزميله: «لا تركز كثيراً في ما يقال. إنه مجرد كلام إعلام»، وحين تضحك بائعة الخضراوات ملء شدقيها على طريقة حديث مذيع «توك شو» شهير في فقرته السياسية، وحين يصف مراهقون مذيع أحد أشهر البرامج الخبرية بـ«البهلوان» تارة و«الأراجوز» تارة، فإن هذا يعني أن القابع أمام الشاشة صار أنضج وأذكى وأشطر من أولئك الذين كانوا مدرجين في خانة المثقفين.

ولأن رياح الربيع العاتية لم تعط فرصة كافية للمهتمين والمؤمنين بضرورة استقامة الأداء الإعلامي وتعديل المسار، فقد تُرِكت الفوضى الإعلامية تتضخم والعشوائية التلفزيونية تتوغل حتى صارتا أكبر من الجهود وأعتى من مطالبات أو مناشدات أو محاولات الإصلاح. واليوم ترك المشاهد العادي والبسيط وقبلهما المثقف والواعي جيوشاً من المذيعين ومئات من البرامج والفقرات والعديد من القنوات ومضوا قدماً في طريقهم. فمنهم من طلق السياسة والاقتصاد، ومنهم من قرر أن يستقي معلوماته من أصدقاء وزملاء. وعلى حد قول أحدهم «على الأقل ممكن أتعارك مع صديقي الذي يستهين بذكائي أو يكذب كذباً مبيناً وألقنه درساً في عدم الاستهانة بقواي العقلية حين يحكي لي أخباراً لم تحدث أو يعطيني خبراً مجتزأً أو يفسره تفسيراً مغلوطاً. أما المذيع، فكيف أتعارك معه؟». وهناك من احتمى بمواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الحوار الشعبي حيث يحلق في سماء الإنترنت وقتما يشاء ويهبط إلى الأرض وقتما يرغب ويدقق في ما يشك ويصدق ما يثق فيه.

وعلى رغم هذا الجنوح الشعبي نحو هجر الشاشات أو استكمال الالتصاق بها ولكن من باب الترفيه والتنكيت، إلا أن أصحاب الشأن لا يدركون حقيقة ما يحدث. صحيح أن هناك من يحتفظ بهوامش من الصدقية، ولكن تبقى الغالبية محلقة في فضاءات نسب المشاهدة المرتفعة. وكم من مذيع يفاخر بالملايين التي شاهدت هذا المقطع من برنامجه والذي شتم فيه فلاناً أو رفع فيه حذاءه ليهين علاناً... وكم من مذيعة تجد في تغريد وإعادة تغريد اتهامها الجريء للوزير الفلاني بأنه لا يفهم، أو أن من وضعه في هذا المنصب ظلمه، وأخرى تعتبر عدد الـ «لايك» القياسي لصورتها دليلاً دامغاً على شهرتها الطاغية التي لا تنافسها فيها فلانة.

وتمضي مقاييس الانتشار ومعايير الاندثار في طريق غير تلك التي تسير فيها المقاييس العلمية. هؤلاء ماضون قدماً في فورات تلفزيونية صاخبة تطغى فيها الغوغائية على المهنية. وأولئك ماضون قدماً أيضاً في مسارهم حيث كشفوا حقيقة ما يجري على شاشاتهم فنأوا بأنفسهم عن اعتبارهم نماذج أو التعامل معهم باعتبارهم قدوة، وإن استمروا في المتابعة والمشاهدة وتحميل مقاطع على «يوتيوب» لا من باب توسيع قاعدة العلم بمقدار ما يفعلون ذلك من باب التنكيت أو التبكيت أو «صدق أو لا تصدق». وكلما يمضي يوم من دون ميثاق عمل إعلامي أو يفلت أحدهم من دون تدقيق فيما أطلق من اتهامات جزافية، استمرت الكارثة وبات الكلام مجرد «كلام إعلام».

تابعوا هوا الأردن على