آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

الصمودان السلبي والمقاوم

{title}
هوا الأردن - د.أحمد جميل عزم

برز في الندوة السنوية لمؤسسة خليل الوزير، في رام الله يوم السبت الماضي، مصطلح قدمه د. مهدي عبدالهادي، مدير الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية (PASSIA)، هو "الصمود المقاوم". وردده بعض الحضور في مداخلاتهم. ورغم أنّ تناول المصطلح جاء من دون تفصيل، إلا أنّه يمكن أن يقدم مدخلا لمناقشة قضية مهمة، وتحديداً فكرة يقدمها البعض بأنّ الصمود هو الوظيفة الأساسية في المرحلة الحالية.


كعادتها في ندواتها السنوية، تمزج ندوات مؤسسة خليل الوزير بين شقين؛ الأول، هو الحديث عن القائد الراحل، وماذا كانت سياساته وخططه لملفات معينة؛ ثم واقع هذه الملفات الراهن. وقد اختار القائمون على المؤسسة هذا العام موضوع القدس، إذ استُضيفت ثلاث شخصيات مقدسية، هي حاتم عبدالقادر، مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، وخليل تفكجي، مسؤول الخرائط في مركز الدراسات العربية (بيت الشرق)، ود. عبدالهادي. وإذا كان حديث عبدالقادر اشتمل على دور الراحلين الكبيرين، خليل الوزير وفيصل الحسيني، فإنّ أكثر ما يثيره حديثه هو المؤسسات المقدسية التي عكف الراحلان على بنائها، والتي تدمرت الآن؛ سواء بسبب إقفالها وملاحقتها على يد الاحتلال، أو لأنّ الاهتمام انتقل إلى مؤسسات جديدة، وُجدت بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، ومركزها بالدرجة الأولى رام الله. وجاء جدار الفصل العنصري، وعزل القدس ليقضي على البقية الباقية.


يحاجج كثيرون أن حفظ وجود الفلسطينيين على أرضهم، ودعم صمودهم، هما مهمة كافية بحد ذاتها لتكون أجندة وطنية واستراتيجية عمل، على أساس أنّ موازين القوى لا تسمح بأكثر من ذلك. وهذا شيء يمكن تسميته بالصمود السلبي؛ القائم على الاهتمام بالبقاء من دون مواجهة مع الاحتلال، إلا في سياق الدفاع. وهذه الفكرة تتجاهل حقيقة أنّ الطرف الآخر (العدو) في حالة هجوم مستمر، ومهما نجح الدفاع إلا أنّ الجزء الذي ينجح العدو في تمريره وفرضه يعد كسباً له وخسارة للجانب الفلسطيني. وهذا الصمود السلبي لا يحقق سوى تقليص الخسائر في أحسن الأحوال. 


تعني فكرة بلورة "صمود مقاوم"، أول ما تعني، استراتيجية عمل متكاملة، داعمة لمؤسسات النضال والمواجهة، وإعادة استيعاب الشبان في إطار المواجهة. والواقع أنّ د. عبدالهادي نسب المصطلح لقطاع شبابي في القدس، ناقشوه في متطلبات المرحلة.


أوضح قياديون فلسطينيون في موقع المسؤولية الرسمية، كانوا متواجدين في الندوة، مدى شح الإمكانات، ومن ذلك، مثلا، أن مليارات الدولارات التي وعدت بها القدس، لم يصل منها شيء تقريبا، رغم الخطط التي قدمها الجانب الفلسطيني.


وهذا لا يلغي حالة الترهل والعجز في أطر العمل الفلسطيني، وعدم قيام المهيمنين على مؤسسات العمل الفلسطيني بتجديدها وتفعيلها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا توجد لجنة قيادية أو هيئة ذات مرجعية واضحة تمثل القدس وأهاليها، أو تقوم على أمرهم. 


قبل أسابيع، كانت إضرابات المعلمين الفلسطينيين هي الحدث الأبرز فلسطينياً. ووعد مسؤولون فلسطينيون بالشروع في انتخابات جديدة لاتحاد المعلمين وفروعه داخل وخارج فلسطين. وقدروا أنّ الانتخابات لفرز اتحاد جديد تحتاج نحو عام كامل، لكن لا توجد مؤشرات أن العجلة تحركت، أو أنّ هناك نية لفعل شيء. 
فكرة أن يكون هناك صمود مقاوم، تعني وجود أطر شعبية لا تكتفي بالتصدي للمخططات الإسرائيلية، بل أيضا طرح مخططات مضادة. وليحدث هذا، فإنّه عدا الدعم العربي والمادي، لا بد من أطر عمل جديدة؛ أي ضم الشبان لأطر العمل الوطني، بما يتجاوز العمل الفصائلي الذي دخل حالة يائسة من الانقسام والاختلافات، حتى داخل التنظيم الواحد. 


الوجوه الثلاثة التي كانت في ندوة مؤسسة خليل الوزير، هي من نتاج مرحلة الثمانينيات. ومن تحفظ وناقش نقدهم الحاد للوضع الراهن، من الحاضرين، هم أيضاً من نتاج تلك المرحلة. ومسؤولية بروز وجوه جديدة، وقيادات جديدة، بأفكار جديدة، وطاقات عمل جديدة، هي مسؤولية القيادة. 
كان إيجابيا جداً لو رأينا، مثلا، في المشهد شخصا مثل الشهيد بهاء عليان، صاحب فكرة أكبر سلسلة قراءة بشرية في القدس، وصاحب مبادرة المكتبات العامة والمشاريع الثقافية، الذي كان يمكن أن يكون ضمن مخطط وطني شامل في القدس، قبل استشهاده في هجوم بالسكاكين نفذه في إحدى الحافلات.

 
 
تابعوا هوا الأردن على