آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

الصمودان السلبي والمقاوم

{title}
هوا الأردن - د.أحمد جميل عزم

برز في الندوة السنوية لمؤسسة خليل الوزير، في رام الله يوم السبت الماضي، مصطلح قدمه د. مهدي عبدالهادي، مدير الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية (PASSIA)، هو "الصمود المقاوم". وردده بعض الحضور في مداخلاتهم. ورغم أنّ تناول المصطلح جاء من دون تفصيل، إلا أنّه يمكن أن يقدم مدخلا لمناقشة قضية مهمة، وتحديداً فكرة يقدمها البعض بأنّ الصمود هو الوظيفة الأساسية في المرحلة الحالية.


كعادتها في ندواتها السنوية، تمزج ندوات مؤسسة خليل الوزير بين شقين؛ الأول، هو الحديث عن القائد الراحل، وماذا كانت سياساته وخططه لملفات معينة؛ ثم واقع هذه الملفات الراهن. وقد اختار القائمون على المؤسسة هذا العام موضوع القدس، إذ استُضيفت ثلاث شخصيات مقدسية، هي حاتم عبدالقادر، مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، وخليل تفكجي، مسؤول الخرائط في مركز الدراسات العربية (بيت الشرق)، ود. عبدالهادي. وإذا كان حديث عبدالقادر اشتمل على دور الراحلين الكبيرين، خليل الوزير وفيصل الحسيني، فإنّ أكثر ما يثيره حديثه هو المؤسسات المقدسية التي عكف الراحلان على بنائها، والتي تدمرت الآن؛ سواء بسبب إقفالها وملاحقتها على يد الاحتلال، أو لأنّ الاهتمام انتقل إلى مؤسسات جديدة، وُجدت بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، ومركزها بالدرجة الأولى رام الله. وجاء جدار الفصل العنصري، وعزل القدس ليقضي على البقية الباقية.


يحاجج كثيرون أن حفظ وجود الفلسطينيين على أرضهم، ودعم صمودهم، هما مهمة كافية بحد ذاتها لتكون أجندة وطنية واستراتيجية عمل، على أساس أنّ موازين القوى لا تسمح بأكثر من ذلك. وهذا شيء يمكن تسميته بالصمود السلبي؛ القائم على الاهتمام بالبقاء من دون مواجهة مع الاحتلال، إلا في سياق الدفاع. وهذه الفكرة تتجاهل حقيقة أنّ الطرف الآخر (العدو) في حالة هجوم مستمر، ومهما نجح الدفاع إلا أنّ الجزء الذي ينجح العدو في تمريره وفرضه يعد كسباً له وخسارة للجانب الفلسطيني. وهذا الصمود السلبي لا يحقق سوى تقليص الخسائر في أحسن الأحوال. 


تعني فكرة بلورة "صمود مقاوم"، أول ما تعني، استراتيجية عمل متكاملة، داعمة لمؤسسات النضال والمواجهة، وإعادة استيعاب الشبان في إطار المواجهة. والواقع أنّ د. عبدالهادي نسب المصطلح لقطاع شبابي في القدس، ناقشوه في متطلبات المرحلة.


أوضح قياديون فلسطينيون في موقع المسؤولية الرسمية، كانوا متواجدين في الندوة، مدى شح الإمكانات، ومن ذلك، مثلا، أن مليارات الدولارات التي وعدت بها القدس، لم يصل منها شيء تقريبا، رغم الخطط التي قدمها الجانب الفلسطيني.


وهذا لا يلغي حالة الترهل والعجز في أطر العمل الفلسطيني، وعدم قيام المهيمنين على مؤسسات العمل الفلسطيني بتجديدها وتفعيلها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا توجد لجنة قيادية أو هيئة ذات مرجعية واضحة تمثل القدس وأهاليها، أو تقوم على أمرهم. 


قبل أسابيع، كانت إضرابات المعلمين الفلسطينيين هي الحدث الأبرز فلسطينياً. ووعد مسؤولون فلسطينيون بالشروع في انتخابات جديدة لاتحاد المعلمين وفروعه داخل وخارج فلسطين. وقدروا أنّ الانتخابات لفرز اتحاد جديد تحتاج نحو عام كامل، لكن لا توجد مؤشرات أن العجلة تحركت، أو أنّ هناك نية لفعل شيء. 
فكرة أن يكون هناك صمود مقاوم، تعني وجود أطر شعبية لا تكتفي بالتصدي للمخططات الإسرائيلية، بل أيضا طرح مخططات مضادة. وليحدث هذا، فإنّه عدا الدعم العربي والمادي، لا بد من أطر عمل جديدة؛ أي ضم الشبان لأطر العمل الوطني، بما يتجاوز العمل الفصائلي الذي دخل حالة يائسة من الانقسام والاختلافات، حتى داخل التنظيم الواحد. 


الوجوه الثلاثة التي كانت في ندوة مؤسسة خليل الوزير، هي من نتاج مرحلة الثمانينيات. ومن تحفظ وناقش نقدهم الحاد للوضع الراهن، من الحاضرين، هم أيضاً من نتاج تلك المرحلة. ومسؤولية بروز وجوه جديدة، وقيادات جديدة، بأفكار جديدة، وطاقات عمل جديدة، هي مسؤولية القيادة. 
كان إيجابيا جداً لو رأينا، مثلا، في المشهد شخصا مثل الشهيد بهاء عليان، صاحب فكرة أكبر سلسلة قراءة بشرية في القدس، وصاحب مبادرة المكتبات العامة والمشاريع الثقافية، الذي كان يمكن أن يكون ضمن مخطط وطني شامل في القدس، قبل استشهاده في هجوم بالسكاكين نفذه في إحدى الحافلات.

 
 
تابعوا هوا الأردن على