نقابة المعلمين (والمعلمات): لغة مختلفة
أؤيد تماماً، ومن دون تحفظ، مواقف نقيب المعلمين (والمعلمات) الجديد باسل فريحات، لأنه يتحدث بلغة جديدة مختلفة ذات معنى ومضمون: "النقابة للجميع، ولن يتم إقصاء أحد. والاختلاف في الرأي ظاهرة صحيحة وحضارية، وستحافظ النقابة عليه"؛ لأن غيابه يعني قمع الرأي الآخر أو سيادة عقلية القطيع.
وأضاف في تصريحات لـ"الغد" (21/ 4/ 2016): "لن تكون نقابة المعلمين والمعلمات إلا مهنية بعيدة عن التسييس هدفها الأساس خدمة المعلمين (والمعلمات) والارتقاء بمهنة التعليم"؛ أي ليس الانشغال بالصراعات السياسية المستمرة إلى اليوم في انتخابات النقابات المهنية، أو بخدمات لا تشملها مهنة التعليم.
كما أؤيد أولوياته من مثل: "إعادة المتقاعدين إلى النقابة". فأنا -شخصياً- أحب مهنة التعليم، وأرغب في أن أكون عضواً عاملاً في النقابة بعد عملي في التعليم لأكثر من عشرين عاماً. ومن مثل دعوته "لإعادة ضم المعلمين والمعلمات المجازين بدون راتب إلى صفوف النقابة، وإعادة المعلمين والمعلمات من حملة الدبلوم إليها".
ولعلم النقيب ووزارة التربية والتعليم، فإن المعلمين والمعلمات الذين يُعدّون للتعليم في دور متوسطة للمعلمين والمعلمات هم أفضل للتعليم في المرحلة الأساسية (1-6) من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، كما تفيد البحوث. وقد بَينتُ ذلك في مقالات سابقة طواها الزمن.
ندعو النقيب الفصيح إلى السعي إلى إقامة شراكة نوعية عضوية مع الجامعات، عبر تكوين جمعيات مشتركة تضم المختصين في كل موضوع؛ كاللغة العربية أو الإنجليزية أو الرياضيات أو الفيزياء.. يلتقون فيها فصلياً أو سنوياً في مؤتمر أو ندوة، هدفها عرض الجديد في الموضوع تعليماً ومادةً. كما ندعو النقابة إلى إقامة مؤتمر سنوي لمراجعة العملية التربوية والنهوض بها، بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم. وفي الجعبة الكثير.
لقد حاولنا وناضلنا وسجنا في أواسط خمسينيات القرن الماضي من أجل إنشاء نقابة للمعلمين والمعلمات. وقد حوربنا بشدة في حينه ليس من الحكومة فقط، بل من الإسلاميين. وأذكر أننا جئنا من نابلس إلى عمان بباص مليء بالمعلمين والمعلمات لتشجيع الزملاء فيها للانضمام إلينا في الإضراب والمظاهرات لتحقيق هذا المسعى. وقد فوجئنا عند وصولنا إلى موقع وزارة المالية الآن بالحجارة تقذف علينا لمنعنا من الوصول إليهم فعدنا أدراجنا. لكننا حمدنا الله على السلامة. سبحان مغير الأحوال لقد أصبح الأمر بالعكس الآن: رسمياً ونقابياً.
وفي الختام، استغرب كغيري غياب المعلمات المشكلات لأكثر من ثلثي المعلمين والمعلمات، عن مجلس النقابة! أهو إحجام عن المشاركة في الترشح، أم إحجام عن المشاركة في الاقتراع للواتي ترشحن؟ هل العقلية السائدة عند معلمات الأجيال في القرن الحادي والعشرين تقليدية، فيسلمن أمرهن النقابي للذكور انسجاماً مع هذه العقلية؟ لعل هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة، فأين الباحثون عن موضوع بحث للماجستير أو الدكتوراه؟
ليس حسناً على الإطلاق لسمعة الأردن حصوله على المرتبة (135) على مؤشر الحريات الصحفية للعام الحالي، وتقدم ثماني دول عربية عليه، هي تونس، ولبنان، والكويت، وقطر، والإمارات، وسلطنة عُمان، والجزائر، والمغرب، وفلسطين، بالترتيب.