دور الدولة وعمق الدولة
البشر ليسوا سواء في التفكير والتدبير والاختيار والتقييم لأسباب عدة تتعلق بالفهم والثقافة والنظرة الواقعية والمصلحة وغياب او حضور النظرة الشمولية .
لهذا يختلف حكم الافراد تبعا لذلك ويختلف التقييم والحكم على الاشياء ,ةتبعا لذلك تختلف نظرة الفرد للدولة باختلاف الشخص .
يتأثر الفرد في التعاطي السياسي مع مدى تأثيثر الدولة في شعبها ومع مدى تطبيق القانون وشموله واحترامه ومع مدى سيادة مظاهر النزاهة والشفافية والثقة بالنخب السياسية وبقادة الاقتصاد .
معيار السلوك هو احترام القانون وسيادة التشريع على الاشخاص وتوجيه السلوك النشاز لينصهر في سيمفونية رائعة تسمى الوطن متاثرا بكل تاكيد بمنظومة الاعراف والعاادات والتقاليد السائدة التي تحتاج لمراجعة شمولية كل حين لتقييم المعوج منها وتهذيب العادات التي تحتاج للتهذيب .
تجتاح الوطن العربي حالة من عدم الرضا والسخط على كل موروث سياسي خاصة يفيما يتعلق بسلوك الحكم وممارسته وفي ظل غياب القيادات العربية الشعبية ويلحظ المتابع ارتفاع الحاجز بين الشعوب وحكامها في ظل نمط بدا يسود حيث غابت النخب السياسية وحل محلها نخب " السرسرية " في المصلح الدارج فارتفع الجدار حتى حجب في بعض الدول عين الحاكم عن الشعب ورسمت هذه النخب الطحلبية صورة نمطية في ذهن القائد لشعبه واتُبع في سبيل ذلك عدة أمور منها :
أ. غُيب الاعلام الوطني حيث ضاع الاعلام الوطني بين صوت اعلامي رسمي غارق في الرسيمة وبين اعلام مفتوح سائب أضاع الهوية وشرذم الوطنية .؟
ب. تزاوج الاقتصاد والسياسة حيث لم يكتفِ السياسي بما حباه الله من منصب لتسيير وتيسير شؤون الناس واصبح المنصب الرسمي مجالا للثراء الفاحش بل واستغل السياسي قدرته على التشريع أو على الاقل لي عنق النصوص لخدمة امبراطوريته المالية مع وجود اعلام منفتح خاصة في دول الغرب تابع كثير من الملفات فأصبح السياسي مهندس بناء عدم الثقة في ذهن الشعوب .
ج . عدم قدرة المجالس النيابية المنتخبة عن تمثيل إرادة الشعوب بسبب القوانين الناظمة و تدخل المال السياسي بشراء الذمم والكراسي وبسبب ممارسات الدولة العميقة واجهزة القمع بعد الانتخاب حيث اصبح النائب يوجه بالريموت كنترول .
لذا كان لابد للدولة وأقصد بذلك الدولة العميقة من أن تكون هوية ومرجع للدولة في تسيير شؤونها بشرط أن تخرج عن النمط السائد في إدارة العمق لأن خطورة الماء في الركود وذلك بحاجة لفكر واع لتسيير أمور الدولة والمساهمة في انتاج حالة تعاطٍ مع الواقع المجروح في ظل ربيع عربي أظهر عجزا في كثير من المجالات حيث تسيدت العاطفة والغوغائية أمام دولة عميقة فكان النِتاج عجزا في كل المجالات .
أخطر مايجتاح الوطن العربي بقاء نفس الوجوه بنفس السياسات فارتهنت الدولة لترهل أفكارهم ولانتهازهم ولإقطاعهم .
الشعب ينتظر دوما من الدولة القدرة على إحداث التغيير المطلوب ؛ التغيير الايجابي الذي يلمس المواطن أثره خاصة في ظل غياب الخطاب الجماهيري الواضح الذي يعتمد على بناء الانسان العربي وقيادته والقدرة في التأثير عليه .
يتوق الشعب العربي لخطاب جماهيري عاطفي جريء يضع النقاط على الحروف في كافة المجالات تتلقفه نخبة قادرة على صياغة اجندة وطنية ضمن معطيات الدولة يُقدم لصاحب القرار لتبنيه والامر بالعمل بموجبه مع رضا شعبي وقناعة فتتخلص الاوطان من الآلام والتشكيك والتخوين والخوف من المستقبل وخوف الشباب من تغول ابطالة وتآكل الدخول فالشعوب المنتمية أعمدة للدولة وأساس بناءها .