آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

التنمية وتحولات العطش

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

تنمو أزمة المياه في محافظات الجنوب صيفا بعد صيف، ويبدو أن هذا الصيف يشير إلى موجات عطش غير مسبوق، المسألة المهمة لا تبدو في الإشكالية  التقليدية التي تعاني منها كل المحافظات  في كل صيف في عدالة توزيع المياه عبر شبكة الأنابيب العامة، بل المسألة الحقيقية في الوعود والمخططات التي تحدثت عنها الحكومات منذ خمس سنوات حينما بدأ تنفيذ مشروع نقل مياه حوض الديسة من البادية الجنوبية نحو  العاصمة وغيرها، والتي أكدت حماية حصة محافظات الجنوب في هذا الحوض المائي الذي يمتد في أراضيها، حيث ذهبت التصريحات الرسمية في ذلك الوقت إلى وجود خطط لمد أنابيب فرعية سيتم تثبيتها وتوزع على المحافظات الثلاث (معان والطفيلة والكرك) من الأنبوب الرئيسي الذي يمضي نحو شمال البلاد وهو الأمر الذي لم يتحقق.


تعتمد محافظات الجنوب على مصادر محلية محدودة للمياه، ورغم أن تلك المحافظات لم تكن قبل سنوات تعاني من ندرة مياه الشرب، إلا اننا اليوم أمام مفارقة قاسية تبدو في أن المشكلة انتقلت من العاصمة التي يتراكم فيها نحو 40 % من السكان إلى محافظات الجنوب التي لا يزيد سكانها على 12 % من سكان المملكة، في حين استطاع المشروع الذي كلف نحو مليار دولار رفع حصة الفرد إلى 190 لترا مقابل 145 لترا في السابق، فيما  لا أحد يخبرنا ماهي حصة الفرد في محافظات الجنوب من المياه قبل خمس سنوات مقابل ما هي عليه اليوم.


المشروع مصمم على أساس تزويد معظم محافظات المملكة بمياه بجودة عالية، تبدأ بالضخ إلى عمان والزرقاء والمفرق وإربد، وفي مرحلة ثانية إلى  محافظتي جرش وعجلون، وفي مرحلة ثالثة إلى محافظات مأدبا والكرك والطفيلة ومعان، ولكن يبدو إن المفاجآت الإقليمية قد أوقفت هذا المخطط وعلى رأسها أزمة اللاجئين السوريين، التي جعلت الأردن يجد أنه ملزم إنسانيا وأخلاقيا أن يوفر المياه لنحو مليون وثلاثمائة ألف لاجئ معظمهم يتركزون في محافظات الشمال. 


في التاريخ تُعمر المجتمعات وتنشأ الحضارات حول مصادر المياه، وما تزال مصادر المياه والطاقة وعناصر الإنتاج الأولية هي المصادر الأساسية  لقيام التنمية عليها وحولها، وليس باستنزافها، والمياه تقدم المثال الأوضح للأثمان التي دفعها الأردن نتيجة للصراعات الإقليمية التي لا تتوقف.


كان من المؤمل أن يقود مشروع مياه الديسة إلى إضفاء زخم جديد للتنمية المحلية سواء في محافظات الجنوب أو الشمال وتحديدا في محافظات الجنوب، كنا نتصور مشروعات إنتاجية جديدة رافدة للحياة على طول الخط الناقل، وكنا نتصور مجتمعات عمرانية جديدة تنمو، إلا أن لا شيء تحقق، بل للأسف تراجعت حصة المواطن الأردني من المياه في المحافظات وازداد المشهد تعقيدا.


يقدم الأردن تاريخيا ومعاصرا نموذجا فذا في إدارة المياه، إنها إدارة الندرة التي بدأها الأنباط قبل ألفي عام وتحاول الدولة الأردنية المعاصرة استئنافها، لكن المسكوت عنه حجم الآثار التي تركها التدفق الهائل للاجئين وتضاعف أعداد السكان خلال نحو عشر سنوات والذي ستمتد آثاره تضرب عميقا في بنى المجتمع لعقود طويلة.

 
 
تابعوا هوا الأردن على