آخر الأخبار
ticker الآداب والعلوم في عمّان الأهلية تشارك بمؤتمر "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة" ticker العمارة والتصميم في عمان الاهلية تطلق ورش عمل لتطوير المقررات الدراسية وفق المعايير الدولية ticker صيدلة عمان الاهلية تشارك بحملة توعوية حول سرطان الثدي بالتعاون مع نقابة الصيادلة في السلط ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !! ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت

"الوطن" !

{title}
هوا الأردن - إبراهيم جابر إبراهيم

من هو ( الوطن ) ؟
وهل ستعرفهُ لو التقيتَ بهِ شخصياً أو صادفته في المصعد ؟
وهل هو حقيقة تمشي على الأرض أم هو ضرورة “ نوستالجية” كخبز الامهات وشايهنّ ؟
الوطن برأيي لا يلزم – كمفهوم – للدول والمجتمعات الناجزة. فهو اسم من أسماء الحنين، يستخدم حين يكون البلد مُهدّدا. فلا أحد مثلا يكتب رسالة لشقيقه يبدأها بـ “أخي الحبيب” وهو ينام بجانبه في نفس الغرفة؛ لكنه يفعل ذلك وباستمرار حين يكون الأخ مسافرا.
الوطن – كمفهوم منسوج برومانسية عالية – هو ضروري للغاية للشعوب المشتتة، أو المهدّدة بالشتات، أو للدول الواقعة في مرمى أطماع جغرافية واستعمارية، لكنه – أقصد الوطن - يصيرُ الدولةَ والعِقدَ الاجتماعي ويتنازل عن طوباويته حين يكون البلد مستقراً.
هل سمع أحدنا مرة عن أغنية وطنية في هولندا أو بريطانيا !
أو رأى مرة مظاهرة لسويديين يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا سويد”.
هناك تجري تربية الأجيال على أن الدولة هي التي تفتدي المواطن، وهي المُسخّرة لخدمته.
فكرة الوطن من المسلَّمات التي ينبغي علينا اعادة تعريفها على نحو أنضج، وأقل رومانسية. فهي قائمة بشكل أساسي على صراع المُلكيات، وحمايتها، وهي من مَهامّ الدولة؛ المنوط بها حماية حدودها وسيادتها، لكنه في الشرق جرى تسويق المهمة على أساس أنها من مهام الشعب وواجباته !
كما تم خلط الأمر بالدين، من باب الجهاد؛ لأنَّ الدين حصانة مثالية لإنجاح أية فكرة.
وهكذا اختفت تدريجيا في الشرق فكرة الدولة المسؤولة، دولة المؤسسات التي تقوم على خدمة المواطن، وتم ترويج فكرة الوطن الذي يقوم المواطن على خدمته : يقاتل من أجله، ويموت من أجله، ويكتب فيه الشعر، ويعلق صورته في عنقه، ويضع ترابه الثمين في زجاجة، وتدريجيا وبهدوء لا تعرف كيف انقلبت المعادلة؛ فصار المواطن مسؤولاً عن توفير العيش الكريم للوطن !
وصار الناس يخرجون للشارع يهتفون بصوت مبحوح : نموت . نموت. ويحيا الوطن !
وأنا اتساءل باستمرار حين أسمع هذا الهتاف: حين نموت كلنا بهذا الإصرار فمن هو الذي سيبقى. أعني هذا الذي سيبقى حيّا واسمه الوطن . ما شكله ؟!
ما هو الوطن: مبنى وزارة الزراعة ؟ بنك الدم ؟ مؤسسة الهواتف؟ مباني الصحف؟ سوق الخضار؟ جسر العاصمة؟ المتنزه الكبير؟ حديقة الحيوانات؟
ما هو الوطن بالضبط ؟ ولماذا سيعيش هو إن متُّ أنا!
لماذا كان علينا دائماً ان نبرهن لهذا الوطن عن حبنا : مخبز الوطن، بقالة الوطن، صالون الوطن، دجاج الوطن، بار ومقهى الوطن، حزب الوطن، .. وكأننا عبيد هذه البقرة المقدسة، وكأنَّ كل مواطن يولد متهماً ومطعوناً في وطنيته حتى يثبت العكس: أن يموت والده في معركة، او يكتب قصيدة طويلة في مديح الوطن، او أن يُوفَّق في شراء بَقّالة ويسميها : “سوبرماركت الوطن” !

تابعوا هوا الأردن على