آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

إنسانية واحدة!

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

تحت شعار "إنسانية واحدة"، احتفل العالم أمس الجمعة بـ"اليوم العالمي للعمل الإنساني"، في مفارقة مؤلمة في تاريخ العمل الإنساني العالمي. إذ تشير الأرقام إلى وجود نحو 130 مليون إنسان يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار سنويا، لكي يبقوا على قيد الحياة، ومعظمهم لا يجدون ذلك الدعم. وهذان الرقمان المفجعان هما الأعلى في تاريخ البشرية، وربما لا يُذكران إلا باللحظات التاريخية الحالكة في نهايات الحرب العالمية الثانية.
الفاجعة الأكبر تبدو حين نعلم أن معظم هؤلاء البشر، من ضحايا الحروب أو الكوارث والفقر والحرمان، هم من المجتمعات العربية والإسلامية التي تعد اليوم أكثر البيئات في العالم اشتمالا على الكوارث والحروب والاقتتال والكراهية. بل إن اليوم العالمي للعمل الإنساني ولد هنا، في هذا الثقب الأسود؛ إذ قررت الأمم المتحدة اعتماد ذكرى التفجير الذي استهدف في العام 2003 المقر الرئيسي للأمم المتحدة في بغداد، يوما عالميا للعمل الإنساني. وهو التفجير الذي تسبّب بمقتل 22 شخصاً، من ضمنهم الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو، إضافة إلى موظّفين محليّين ودوليّين في الأمم المتحدة وزوار آخرين. وجاء اعتماد هذا اليوم للتعبير عن امتنان العالم وتقديره لأولئك العاملين في مجال الإغاثة الانسانية الذين تحولوا بدورهم إلى ضحايا في أحيان كثيرة، إذ زاد عدد ضحايا فرق العون الإنساني على أربعة آلاف إنسان منذ العام 2003.
ومن واجب العالم أن يمتنّ كثيرا لهؤلاء النبلاء من النساء والرجال الذين يكرسون حياتهم أو بعضا منها للعون الإنساني، في أكثر الأماكن خطورة. وهم دوما مشاريع ضحايا، يدفعون ثمن القرارات الخاطئة، وفتك السياسة والفساد والتنافس السياسي البشع. 
كان من المفترض أن الإنسانية تابت عن صناعة الموت الجماعي البشع، بعد كل ما ذاقته في الحرب الكونية الأخيرة. لكن أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تشير بوضوح إلى وجود نحو 65 مليون لاجئ في العالم، نصفهم من سورية وأفغانستان والصومال، إضافة إلى عشرات الملايين من المهاجرين في ظروف قاسية، وعشرات ملايين آخرين يلامسون الموت يوميا بسب الجوع والفقر والحرمان. يحدث ذلك وسط فيض هائل من مدائح حقوق الإنسان والحق في تقرير المصير، لكن يعود التحالف بين السياسة والفساد لصناعة الموت والذل للبشرية.
المفارقة الأكثر حرجا بالنسبة للمجتمعات العربية والإسلامية، وهي الأكثر تصديرا للضحايا واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، أنها أيضا الأكثر فقرا في العون الإنساني، فيما هي أكثر المجتمعات استقبالا للمتطوعين وفرق العون الانساني. وعلى تراب هذه البلدان سالت الدماء الأكثر من هؤلاء المتطوعين ومن فرق العون الإنساني القادمين من مختلف الثقافات والأديان. وتشير أحدث الدراسات إلى أن الشعوب العربية والاسلامية المعاصرة تعد في أدنى سلم شعوب العالم في التطوع، وهي اليوم من بين أفقر شعوب العالم في رأس المال الاجتماعي، أي في الجهد والمال الذي يقدم لعون الآخرين، رغم حجم ما نعزّي به أنفسنا كل يوم من مدائح وكلام مرسل عن منظومات القيم والغنى الاجتماعي الذي لم يعد موجودا إلا في السرد التراثي أو الخيالي.

تابعوا هوا الأردن على