آخر الأخبار
ticker النشامى يضمنون 4 ملايين دولار مكافآت في كأس العرب ticker الصفدي وغوتيريش يؤكدان أهمية دعم الأونروا لضمان استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين ticker إصابة يزن النعيمات بقطع في الرباط الصليبي الأمامي ticker ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب ticker أبو ليلى أفضل لاعب في مباراة الاردن والعراق ticker ولي العهد: كلنا مع النشامى ticker وزير الثقافة يفتتح معرض "ما وراء الإطار – فراشي من أجل الحرية" ticker 3420 ميجا واط أقصى حمل كهربائي مسجل الجمعة ticker أبو ليلى: بني عطية صديقي منذ 20 عاماً .. ولو شارك شلبية لتألق أيضاً ticker الملكة رانيا للنشامى: فخرنا فيكم ما له حدود ticker مرضي: لسنا منتخب صدفة .. وعلوان: لم تكن أفضل مبارياتنا هجوميًا ticker النشامى يلتقي نظيره السعودي في كأس العرب الإثنين ticker النشامى إلى نصف نهائي كأس العرب بفوزه على المنتخب العراقي ticker الأمير هاشم يشجع النشامى بين الجماهير الأردنية في قطر ticker الأردن ودول عربية وإسلامية: الاقتحام الإسرائيلي لمقر أونروا تصعيد غير مقبول ticker الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري ticker مصادقة إسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة ticker وقف ضخ المياه من محطة الزارة ماعين احترازياً ticker الجيش: القبض على شخص حاول التسلل عبر الحدود الشرقية ticker 5 وفيات من عائلة واحدة بتسرب غاز مدفأة في الزرقاء

الثورة البعيدة

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

المتأمل لمشاهد النقاش العام في أكثر من مجتمع عربي، يلاحظ بداية نمو محركات لصراع ثقافي من نوع جديد داخل القواعد الاجتماعية؛ أي الانسحاب البطيء من ثقل السياسة إلى النقد الاجتماعي والثقافي. تساهم في هذه الظواهر الصدمات المتتابعة منذ أكثر من عقد ونصف عقد، وعمق الجراح التي تلحقها الحروب الأهلية المحتدمة اليوم، إلى جانب المنابر الجديدة التي توفرها التكنولوجيا. لكن هذه الظاهرة وليدة، وفيها ما فيها أيضا من شوائب وبذور موت ذاتي.
المشاهد المتكررة اليوم ترسم صورة قاتمة وصادمة؛ ليس لمستقبل الدولة ككيان سياسي، بل للمآل الذي سيقود إليه تحول الدول إلى كيانات سياسية عاجزة أو شبه فاشلة. وهذا المآل يرتبط بالقدرة على استمرار الحياة في هذا الجزء من العالم في ضوء فشل التنمية، وما ستعكسه نماذج الصراعات المقبلة من تحولات قاسية على نوعية حياة الأفراد والمجتمعات. فيما يبدو أن فرصة ظهور الدولة الوطنية الديمقراطية على المديين القريب والمتوسط محدودة؛ فلا توجد أدلة في سياق التطور الاجتماعي والسياسي تذهب في هذا الاتجاه على مدى العقد المقبل.
على الرغم من حيوية الشعوب العربية التي أدهشت العالم قبل خمس سنوات بقدرتها على تحريك البحيرات الراكدة وخلخلة الأرض تحت الأنظمة السياسية الفاسدة، فإننا نقف في نهاية العام 2016 عند حقيقة ماثلة، تشير بوضوح إلى أننا أكثر الشعوب قدرة على إعادة إنتاج الاستبداد والفساد. إن حالة التشوه التي مرت بها المنطقة، لا تقتصر على شكل الدولة السياسي، ونظمها السياسية وتسلطها؛ بل نالت المجتمعات العربية أيضا. ومن دون الاعتراف بأزمة المجتمعات العربية؛ بأبعادها السياسية والثقافية، فإنه لا يمكن إنقاذ الدولة الوطنية العربية، أو بناء التنمية والتحديث.
على مدى عقود مضت، تحدثت الأدبيات الفكرية العربية عن أزمة الدولة العربية بمختلف أشكالها (دولة تسلطية، دولة بوليسية، دولة ريعية، دولة هشة، دولة تابعة، دولة أبوية، وغير ذلك)، وحصرت الأطراف المتورطة في هذه الأزمة في مربع النخب الحاكمة والنخب المعارضة، والاستعمار وقوى الهيمنة الخارجية، والنزاعات المحلية. ومن ثم، غاب مبحث المجتمع بكل أبعاده؛ الاقتصادية والسياسية والثقافية، عن تشخيص أزمة الدولة الوطنية في معظم تلك الأدبيات، ولم ينل ما يستحقه من نقاش علمي. وهنا نقصد العمق الاجتماعي للأزمات التي تشكل مجتمعة أزمة الدولة. وتم الاستعاضة عن ذلك في أدبيات الديمقراطية بفكرة ومبدأ المشاركة السياسية، التي قيل إنها ستنقل الدولة من دولة الرعايا إلى دولة المواطنين.
الثورات الحقيقية المنتظرة ما تزال بعيدة ومؤشراتها غامضة؛ تلك الثورات العميقة التي تحرك طبقات من الخوف والجهل والعوز، وتنتقل من صراع النخب الذي استهلك أكثر من قرن على شكل صراع بين النخب والسلطات، إلى صراع حقيقي داخل القواعد الاجتماعية، يسأل عن الحسم ويصنع التغيير الذي يلمسه الناس وينعكس عليهم. وبالمعنى التاريخي، فإن الموجة الراهنة من صراعات الأفكار والعقائد والطوائف، ستتبعها موجة أكثر ظلمة، حينما تتحد الظروف الراهنة مع المزيد من العوز ومن الصراع على الموارد.
كي لا نخسر معركة النقد الثقافي للمجتمع العربي وهي في مهدها؛ أي المعركة التي كان من الممكن أن تدير الإصلاح الديني وتخلق القطيعة مع مصادر الهوس المرضي باسم الدين، والمعركة التي يفترض أن تبني عقلانية جديدة في التعليم والتنمية والتحديث، كما هي الحال في الديمقراطية والرشد في إدارة شؤون الناس، فإن علينا استعادة أدوات النقد الثقافي وتطويرها، وأن نضفي عليها المزيد من العقلانية بعيدا عن التزييف والتضليل. فالنقد الثقافي للمجتمعات في المحصلة، أهم مئات المرات من النقد السياسي؛ كما أنه الأساس المتين الذي سيقف عليه الإصلاح، ولا يجب تركه لكل من هب ودب.

تابعوا هوا الأردن على