آخر الأخبار
ticker مجلس الأمن الدولي يناقش الوضع في سوريا ticker الفايز: نفخر بما حققه منتخب النشامى في بطولة كأس العرب ticker القاضي: النشامى مصدر فخر واعتزاز لكل أردني ticker رغم التحذيرات .. الدفاع المدني يتعامل مع إصابات بالاختناق بسبب (الشموسة) ticker وصول طواقم ومرتبات المستشفى الميداني نابلس 9 لأرض المهمة ticker الحنيطي يزور كتيبة الأمير طلال الآلية/5 ticker المهدي بن عبيد أفضل حارس وحريمات أفضل لاعب بكأس العرب 2025 ticker ترامب: سألتقي نتنياهو "على الأرجح" في فلوريدا قريباً ticker اختتام أعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في عمان ticker وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات ticker العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن ticker الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ticker وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد في الأغوار الشمالية ticker الحنيطي يستقبل رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن ticker سلامي: ولي العهد أبلغني أن الملك سيمنحني الجنسية الأردنية ticker السفارة الصينية في الأردن: إنجاز تاريخي للنشامى ticker الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بعد موجة قرارات البنوك المركزية ticker المركزي الأوروبي وبنوك مركزية أخرى تثبت معدلات الفائدة ticker الأردن ومصر يبحثان التعاون في مجالات البترول والغاز والتعدين ticker 2632 منحة وقرض جامعي من صندوق دعم الطالب لمكرمة أبناء المعلمين

رسائل المصالحة

{title}
هوا الأردن - د. محمد أبو رمان

من الواضح أنّ صدى رسائل المحافظات وحالة السخط والإحباط التي هيمنت على الجو العام في البلاد وجدت طريقها إلى الحكومة، وانعكست في لقاء الرئيس على برنامج 60 دقيقة، مع الزميلة عبير الزبن، التي قدّمت مقابلة مشهودة بالجرأة والمكاشفة.

تحفّظ الرئيس على سلوكيات لم تكن مقبولة في ردود فعل المحافظات، لكنّه أقرّ بأنّ جوهر الرسالة واضح تماماً، وهو ما ينطبق على الحالة العامة، فمشروع 'معدّل الدخل' اختزل الأزمة، لكنّ القصة تتجاوزه إلى موضوع الفساد، الذي أحرق الأخضر واليابس، وموضوع الإصلاح السياسي الضروري اليوم لاستيعاب الشباب والقوى السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار، عبر حكومة برلمانية، ثم موضوع الخدمات الأساسية التي هي حقّ رئيس للمواطنين.
في خلفية هذا المشهد يأتي الهاجس الأهمّ: أزمة غير مسبوقة في الثقة (بل انعدام الثقة كما أقرّ الرئيس بين الحكومات والشارع)، شبح البطالة الذي يهيمن على جيل الشباب، والظروف المالية والاقتصادية القاسية على نسبة كبيرة من المجتمع.

حظي كلام الرئيس بقبول نسبي وارتياح، على الأقل في محيط قراءتي الشخصية لردود الفعل، لأنّه التقط رسائل المحافظات ولم يراوغ، فأعلن عن تدشين حوارات ستنطلق قريباً حول قانون الانتخاب المنشود، وهو الجسر المفروض أن يؤدي إلى الحكومة البرلمانية (وهذا يعتمد على عملية متكاملة من قبل القوى السياسية والمجتمعية والأحزاب والشباب وسنتحدث عن ذلك في مقالٍ لاحق)، وأكّد على تلازمية الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتعديل قانون الكسب غير المشروع، ليصبح قريباً من مطالب الشارع في تصميم مبدأ 'من أين لك هذا؟!'.

قد يغنّي البعض ' كلام جميل وكلام معقول، مقدرش أقول حاجة عنه'، لكن المشكلة أنّ العبرة بالتطبيق الحقيقي، بإحداث فرق جوهري على أرض الواقع، فالشعب أصبحت لديه حساسية شديدة من الوعود، وأصبح مشبعاً برسائل حسن النوايا التي لا تترجم في نهاية اليوم، كما نريد'!

ذلك صحيح تماماً، لكن قد تكون - وأقول قد بمعنى إعطاء فرصة حقيقية للرجل وحكومته- أنّه من نخبة إصلاحية، يمتلك عقلاً تحليليا ويعمل بهدوء وبفكر منظّم منهجي من أجل تحقيق الأهداف، وليس عشوائياً ولا اعتباطياً. لذلك ما يعتبره البعض مشكلة في البطء، هي في حقيقة الأمر جزء من شخصية تؤمن بأنّ الحلول لا بد أن تكون منهجية، عميقة. 

وهكذا أظن رأي من يعرفون الرئيس بصورة شخصية، وهم كثيرون، يصفونه، بأنّه أقرب إلى رجل سياسات منه إلى رجل مسيّس، هل هذه مشكلة؟! قد تكون كذلك في جزء منها، لكن من قال بأنّ مشاكلنا اليوم ليست بحاجة إلى رجل سياساتي وليس سياسياً فقط أو Political Animal، كما يقولون.

دعونا نعطي أنفسنا مزيداً من الوقت، فلدينا كمّ كبير من المشكلات والأزمات والقصص التي تراكمت وتعقّدت وتداخلت، لن يستطيع أيّ كان حلحلتها بين ليلة أو ضحاها، بالإضافة إلى تحديات خارجية خطيرة فعلاً. فلنراقب ماذا سيفعل في قوانين الإصلاح السياسي، وفي قانون الكسب غير المشروع، وإلى أين سينتهي موضوع الدخان، وما هو جوهر مشروع التشغيل الذي ذكره؟

أنا مثلكم أفكّر دوماً في الحل السحري المطلوب، ومفتاحه: الثقة بين الدولة والمواطن، وبيننا نحن أنفسنا كذلك، فلنعترف أنّ هنالك مشكلة كبيرة في هذا الجانب، لكن دعونا نعترف أيضاً أنّنا بحاجة إلى مزيد من الوقت لنراقب ونحاسب، ثم نحكم. الغد

تابعوا هوا الأردن على