آخر الأخبار
ticker %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين في 10 أشهر ticker "الريشة".. كميات غاز مبشرة تحتاج سنوات لجني الثمار ticker 30 ألف عقار بالقدس تحت "معول الاحتلال" ticker الحكومة تقر نظامي الإدارة العامَّة والصندوق الهندسي للتدريب ticker ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض ticker ابوصعيليك يعلن انتقال دور هيئة الخدمة من التعيين إلى الرقابة ticker هطول مطري بعد ظهر الأحد .. وتحذير من الانزلاقات ticker باختياره وزيرة الزراعة .. ترامب ينتهي من تشكيل حكومته ticker اصابتان بتدهور مركبة على الصحراوي ticker الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية ticker الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء ticker الحكومة تقرّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط ticker العيسوي: الأردن يوظف إمكانياته السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ticker زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن

عقدان في الميزان !

{title}
هوا الأردن - د. يعقوب ناصر الدين

عقدان من الزمن عاشهما الأردن منذ رحيل الملك الحسين طيب الله ثراه ، وتولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين –حفظه الله- سلطاته الدستورية ، لندخل عهد المملكة الرابع من عمرها الذي يوشك أن يبلغ قرنا من الزمان ، قرنا شهد حروبا عالمية وإقليمية ، وتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية لا حصر لها ، ظل خلالها الأردن محافظا على توازنه ، وكأنه مركب وسط بحر هائج ، لا تقذفه الأمواج إلى الشط من تلقاء نفسها ليكون بأمان ، وإنما يرسو إليها بقدرته على الإمساك بالدفة تارة ، وبالمجداف تارة أخرى .

قلت في السابق ، وأعيد الآن مرة أخرى ، والشواهد على ذلك كثيرة ، أننا نعيش في منطقة ارتبط مصير معظم دولها بمدى ذكاء وحنكة قادتها ، لكي تبقى قائمة تواصل مسيرتها نحو التقدم والنمو والازدهار ، أو عكس ذلك لتضعف وتنكسر وتندثر ، حتى لو بقيت قائمة في حدودها الدولية المتعارف عليها ، ولست بحاجة لإعطاء الأمثلة على ذلك لأنها مؤلمة لنا جميعا ، بل لأنه لا يليق بنا عقد المقارنة لكي ترجح كفة الميزان لصالح نموذجنا ، مقابل الكفة المليئة بالمآسي التي عاشتها شعوب عربية عزيزة علينا ، وما تزال !

عشرون عاما كانت الأكثر فداحة في تاريخ المنطقة ، انعكست جميعها على الأردن ، وشكلت ضغطا هائلا على واقعه الاقتصادي والاجتماعي ، حتى وجدنا أنفسنا محاصرين بعمليات عسكرية على حدودنا الشمالية والشرقية لعدة سنوات ، منقطعين عن خطوط التجارة الممتدة بيننا وبين العراق وسوريا ومصر ، فضلا عن الضفة الغربية ، وفي لحظات معينة كان الحصار الاقتصادي غير المباشر خانقا مرتين ، مرة بسبب انقطاع إمدادات النفط والغاز ، ومرة بسبب وقوف الأردن وحيدا في مواجهة أزمته الاقتصادية ، وفي تحمله أعباء اللجوء السوري ، إلا من قليل لا يسمن ولا يغني من جوع .

ورغم ذلك كله فقد سقط رهان كل أولئك الذين راهنوا على عدم صمودنا في وجه المخاطر والتحديات والأزمات ، وظنوا أن حريق الربيع العربي سيشعل الأردن مثلما أشعل غيره ، غير أنهم لم ينتبهوا إلى ثلاثية القوة في النظام الأردني ، القائمة على طبيعة وشرعية النظام الهاشمي وتحالفه مع الشعب الأردني المتمسك بوطنيته ووعيه ، والمتحالف بدوره مع قواته المسلحة  وأجهزته الأمنية .

ما كان الأردن ليصمد لولا تلك الثلاثية المباركة من الله العلي القدير ، فقد استطاع جلالة الملك أن يدير مصالح الأردن الإقليمية والدولية بعقلية القائد الإستراتيجي ، الذي تمكن من تحقيق مجموعة من الأهداف دفعة واحدة ، كان من أهمها صيانة أمن واستقرار الأردن ، والحفاظ على دوره ومكانته في التوازنات الإقليمية ، رغم تداخلاتها وتعقيداتها وامتداداتها الدولية ، وكذلك حققت قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية أقصى درجات الحذر والانتباه والصد لمحاولات اختراق حدودنا وأمننا الداخلي .

تلك هي الحقائق التي لا يمكن إنكارها ، وهي الأساس الذي يتيح لنا اليوم التعامل مع مشاكلنا الناجمة في معظمها عن تلك الأوضاع الاستثنائية ، ويمنحنا فرصة النقاش الذي لا يخلو بعضه من رفاهية تتناسى أحيانا تلك الحقائق ، وتسقط من حسابها الثمن الذي دفعناه في سبيل الحفاظ على بقائنا الدولة الأكثر استقرارا في المنطقة ، حتى بلغ الجحود عند البعض درجة التقليل من الإنجازات التي تحققت ، ومن مجرد الإشارة إلى نعمة الأمن والأمان ، وكأنها من جنس حالة الطقس !

نعم ذلك لا يغني عن معالجة مشاكلنا الداخلية ، ولا يمكن الاعتماد عليه عنصرا وحيدا لقوة واستقرار بلدنا ، ولكن ليس من العدل أو الإنصاف ألا نوفي الميزان ، ونبخس الأردن أشياءه أثناء تعاملنا مع التحديات التي تواجهنا ، وهي تحديات كبيرة وصعبة ومعقدة ، لا يمكن تجاوزها إن لم نلجأ إلى التفكير والتخطيط والإدارة الإستراتيجية لقطاعاتنا المختلفة ، وإلى اعتماد معايير الحوكمة القائمة على التشاركية والشفافية والمساءلة في إدارة مؤسساتنا العامة والخاصة ، لأننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى استخدام العقل والتخطيط السليم ، وإلا سنظل ندور في فلك الإشاعات والافتراءات والأكاذيب ، ما يحرمنا من نعمة التمتع بوطن يستحقنا ونستحقه .

www.yacoubnasereddin.com

تابعوا هوا الأردن على