آخر الأخبار
ticker جمعية البيئة: تشديد العقوبات بحق من يثبت تورطه بحرائق غابات الأردن ticker الذكرى الرابعة والسبعون لاستشهاد الملك المؤسس الأحد ticker مساعد العمليات يتفقد القوات المنتشرة على الواجهة الشمالية ticker اتفاق أردني سوري أمريكي على خطوات لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار ticker ترامب يُنهي الالتزام بإصلاحات "الصحة العالمية" ticker السبت .. انخفاض طفيف على الحرارة وطقس صيفي اعتيادي ticker إسرائيل وسوريا تتفقان على وقف إطلاق نار مدعوم من الأردن ودول مجاورة ticker ارتفاع أسعار الذهب محليا 40 قرشا ticker الرئاسة السورية تعلن وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار ticker المبعوث الامريكي لسوريا: ممتنون لدور الأردن القيادي في المنطقة ticker الصفدي يؤكد وقوف الأردن مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها ticker ارتفاع حصيلة القتلى في السويداء السورية إلى 940 ticker عشائر الجنوب السوري تعلن وقف إطلاق النار استجابة لقرار الرئاسة ticker مطالبات في عجلون لتسريع إنشاء مراكز صحية بديلة عن المستأجرة ticker القبض على 65 مروجا للمخدرات في اسبوع ticker نجاح لافت لـ "هندسة" عمّان الأهلية بالقبول الاوروبي لمشروعها حول تعزيز فرص توظيف الخريجين ticker بالصور .. عمان الأهلية تحصد ثلاث جوائز بمهرجان المسرح الدولي بالإسكندرية عن عملها المسرحي "يافا والباب الأزرق" ticker البنك الأهلي الأردني أول بنك في المملكة يطلق خدمة إصدار التقارير الائتمانية الرقمية للشركات ticker سيرك "بلوما" يحلّق في سماء عمّان ticker جت تطلق حجز الـ VIP لمسافري جسر الملك حسين عبر موقعها الالكتروني

العودة من لندن !

{title}
هوا الأردن - د. يعقوب ناصر الدين

عاد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز من لندن وتوجه على الفور إلى وسط العاصمة عمان حيث غمرت مياه الأمطار المحلات والمستودعات التجارية ، وخلفت خسائر فادحة لأصحابها ، ومن بين الصور العديدة التي التقطت له هناك صورة يمكن أن نقرأ فيها مدى الإرهاق والحيرة والأسف الذي ينتابه ، فالمسافة بين وسط لندن ووسط عمان بعيدة جدا ، وهو رجل يدرك كذلك المسافة الشاقة بين مخرجات مؤتمر لندن الذي حمل معظم عبئه على ظهره وبين الواقع الذي يواجهه كل يوم في مسيرة الإصلاح الاقتصادي والمالي ، إنه في الحقيقة ليس محظوظا ، فحتى الأمطار التي تبشر بموسم زراعي جيد تسببت له بأعباء إضافية !.

 

لم يكن مؤتمر لندن الذي انعقد تحت شعار " فرص ونمو " اقتصاديا بالمطلق ، والخطاب القوي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام المشاركين الدوليين والأردنيين استحضر عناصر القوة الإستراتيجية للأردن في معادلة الأمن والتعاون الإقليمي والدولي ، لكي يعرف الشركاء أن القروض والمنح والمشاريع الاستثمارية ، وحتى تخفيف الديون أو إلغائها مستقبلا لا تحقق مصالح الأردن وحده ، وإنما قد تحقق مصالح جميع الأطراف ، خاصة عندما نتحدث عن الأردن الذي واجه منفردا في معظم الأوقات نتائج الصراعات التي شهدتها المنطقة ، ولا تزال ، وساهم بصورة فاعلة في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ، وخلق حالة من التوازن بين تناقضات كثيرة حين تحمل العبء الإنساني والأخلاقي الناجم عن تلك الصراعات المريرة والمدمرة للبشر والحجر .

 

البيان الختامي الذي تضمن المبادئ الخمسة الأساسية لتحديد إطار الشراكة بين الأردن والمجتمع الدولي لدعم انتقاله إلى اقتصاد أكثر إنتاجية وتنافسية بناء على منهجية جديدة ، لتحقيق نموه واستدامته واعتماده على الذات تضمن كذلك ثلاث ركائز أساسية تقوم على الرؤية التي قدمها جلالة الملك للتحول الإقتصادي من خلال إصلاحات قوية لتنشيط النمو وخلق فرص العمل خاصة أمام الشباب والنساء ، وتدابير لتحسين الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي ، وبيئة أعمال تمكن من جذب الاستثمارات الأجنبية .

 

الجميع عادوا من لندن ، والسؤال المنطقي الآن ، ما هي الخطوة الأولى على الطريق ، وسؤالي مبني على السطر الأول الوارد في البيان الختامي تحت محور " آلية متابعة واضحة وفعالة " ينص على أن الحكومة الأردنية أنشأت هيكلا " للحوكمة " لتنفيذ خطتها الإصلاحية ، وقد تم إنشاء أمانة عامة للإصلاح لتتبع التقدم ، وتقديم تقرير إلى الفريق الاقتصادي الوزاري برئاسة رئيس الوزراء !.

 

ما أعرفه عن هيكل الحوكمة أنه هيكل تنظيمي يضمن ممارسات الحوكمة ، والعلاقات التكاملية والتفاعلية بين الأجهزة التوجيهية والإشرافية والتنفيذية والرقابية ، فضلا عن التشاركية في الرأي ، والشفافية في المعلومات ، وتوسيع نطاق المعرفة والتعمق في البحث قبل اتخاذ القرار، فهل هذا هو المقصود بالهيكل الذي أنشأته الحكومة ، وهل قمنا أصلا بتطبيق معايير الحوكمة في مؤسسات القطاعين العام والخاص ، حتى يتم العمل في اطار الهيكل على أسس صحيحة ؟.

 

أقول لدولة الرئيس ، وكلي ثقة بأن لديه من العزيمة والثبات ما يكفي لكي يجعل من نتائج مؤتمر لندن بداية مرحلة ونهج جديدين ، إنه من دون الحوكمة الحقيقية ستظل الأجهزة عاجزة عن حمل مسؤولية المرحلة والنهج ، ولا أزيد على ذلك شيئا ، ساتحدث لاحقا عن ضرورة وضع نهج جديد أيضا للعلاقة والشراكة بين القطاعين العام والخاص التي كانت نقطة مركزية في مبادرة لندن ومؤتمرها ، وحمدا لله على السلامة.

تابعوا هوا الأردن على