آخر الأخبار
ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت ticker أمير قطر يدين خرق إسرائيل المستمر وقف إطلاق النار في غزة ticker 986 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار ticker الجمارك تدعو الأردنيين لاغتنام الفرصة قبل تشرين الثاني ticker الأمن: القبض على سارق 5 ملايين درهم إماراتي من زوجته ticker "مياهنا": صيانة أي خط رئيسي تستوجب تفريغه أولا ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

الامير الحسن يدعو الاردنيين لرفض حدود سايكس - بيكو

{title}
هوا الأردن -

*كتب الامير حسن بن طلال

في الشهور الأولى لعام 2014 وفي خضم الأزمة الأوكرانية تأتي الذكرى المائة لإندلاع الحرب الأهلية في أوروبا التي تنافس فيها الأوروبيون بشكل مستميت فيما يعرف بالحرب العالمية الأولى. في حين أن هذه الحرب الكبرى تلوح بعيدا في الذاكرة الغربية إلا أنها تبقى بارزة في الذاكرة الثقاقية لشعوب غرب آسيا و شمال أفريقيا 

ومازلنا نعيش عواقب التدخل الأجنبي عقب الحرب العالمية التي رسمت حدودا جديدة فشلت في استيعاب الترابط الإقتصادي والإجتماعي والبيئي للشعوب العربية في بلاد الشام. الأمر الذي يأخذنا إلى الجدل الحالي بين روسيا من جهة و الغرب من جهة أخرى , و كما جرت العادة فإن الشعبين الأوكراني والسوري يقاتلان ويعانيان, ما يذكرنا بالعقلية الإستعمارية المظلمة في القرن الماضي حيث أن القوى العظمى لطالما تجاهلت التطلعات القومية التي تهدد هيمنتها .

وتزامنا مع احتفاء الصحافة الغربية بمئوية الحرب العالمية الأولى فإنه تجدر الإشارة إلى ذكرى الثورة العربية التي أنتجت الوعي القومي العربي والتي تحتفل بقرون من الحضارة العربية واللغة و الثقافة. 

خرجت النهضة العربية للضوء في أواخر القرن التاسع عشر و نتج عنها المجلس العربي الأول عام 1913 حيث كانت صحوة فكرية تطالب بالوحدة العربية والإستقلال في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية في المنطقة.

لقد تحلى أسلافنا بالأمل والشجاعة ووثقوا بوعود الضابط البريطاني لورنس بإقامة دولة عربية لا حدود بينها مبنية على مبادئ ويلسون في الحق لتقرير المصير و معترف بها في المجتمع الدولي , و لكن ما حصل كان مغايرا فقام حلفاؤنا الإنجليز والفرنسيون بحكمنا لعدة عقود داعين للطائفية و التناحر بيننا داخل حدود فشلت في تحقيق التوافق الإقتصادي و العرقي و البيئي .

وقسمت اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت غرب آسيا بين الإنتداب البريطاني والفرنسي مما أدى إلى إلغاء حركة النهضة العربية الوليدة .

وحتى يومنا هذا ما زال العالم العربي يعاني من نقص في التماسك , نقول بكل فخر أن اللغة العربية هي واحدة من اللغات الست في الأمم المتحدة، ولكن كمنطقة - كبلدان فردية للأسف لا يوجد تماسك حيث أن الإنقسام الحالي في سوريا يعمل فقط على تغذية الطائفية المتنامية و التي كما لاحظت مارغريت ماكميلان في كتابها الرائع 'الحرب التي أنهت السلام'الذي يتناول الحرب العالمية الأولى.

على الرغم من أن بلدي الأم الأردن يتألف من 6.5 ملايين من السكان و ليس كلهم أردنيين فحسب إنما مئات الآلاف من الفلسطينيين والعراقيين والمصريين وحاليا العديد من السوريين , فإن الأردن الذي لطالما رحب بالنازحين العرب يواجه تحديات تقف أمام وحدته الثقافية، بدلا من رفض الحدود المرسومة بفضل سايكس-بيكو التي تقف عائقا أمام هويتنا العربية المشتركة فإن كل الأحاديث السياسية هنا عن من هو حقا من أصول أردنية. 

المنطقة لديها هاجس الشلل مع اختلافاتنا أكثر من نقاط التشابه ما أدى إلى تدمير الثغرات المعرفية من حيث احصاءات دقيقة للأسس السياسية. خوفاً ربما من الذي قد يكون قد كُشف.

تجنبت لبنان عقد تعداد للسكان منذ عام 1932 والأردن منذ عام 2004. وبالنتيجة نحن نعتمد على تقديرات غير دقيقة وملطفة أو حتى ليس لها صلة , مما يؤدي إلى اجتناب النقطة الحاسمة وهي بغض النظر عن الأصل ,العديد ممن اجتث اصلهم من غرب آسيا وشمال افريقيا هم زملاء عرب, كل منهم لديه الحاجة الإنسانية إلى الطعام والماء والمأوى والكرامة والحرية وحياة أفضل.

المعلومات الدقيقة ضرورية لتحديد القدرة الإستعابية الإقليمية , مما سيمَكن من وضع سياسات مطلعة و يسمح لنا بتحسين المرونة والإستجابة بشكل جماعي وأكثر فعالية لحالات الطوارئ الانسانية مثل أزمة النزوح الحالية . والمساهمة في زيادة الثقة والتماسك في المنطقة بدلا من التحريض على الفتنة. كما قال ديفيد اوين في صحيفة الجارديان البريطانية في مايو الماضي : حل الأزمة السورية يتطلب التسوية الإقليمية التي تملكها وتطورها المنطقة بنفسها وهذا لا يمكن أن يتحقق دون وضع المنافسات جانبا والتي تسببها الحدود الخارجية الزائفة المفروضة

ومع اقترابنا من الذكرى المئوية لرسالة حركة النهضة العربية - التي عبر عنها العرب أنفسهم- ينبغي لنا النظر إلى الوراء إلى المبادئ الأساسية في التماسك الإجتماعي والتعا ون الإقليمي. علينا أن نتذكر ان مفهوم الهوية العربية القومية التي لم تولد مع الربيع العربي في السنوات الآخيرة, ولا في حقبة عبد الناصر في مصر في خمسينات القرن الماضي. ولكنها تجذرت في وقت سابق بكثير. في الوقت الذي كانت فيه الطائفية الأوروبية تمزقها إربا, أسلافنا في غرب آسيا وشمال افريقيا كانوا يحاولون بناء مجتمع اقليمي عربي . فقط معا نستطيع أن نواجه ونحل التحديات في المنطقة.بينما الغرب يحيون ذكرى الحرب الأشد فتكا ودمارا التي شهدها التاريخ حتى اليوم . نحن في غرب آسيا وشمال افريقيا يجب علينا ان نكرم الذكرى المئوية للنهضة العربية من خلال محاولة إحياء مبادئها الأصلية من التماسك والكرامة والوحدة.

تابعوا هوا الأردن على