الرئيس اللبناني القادم يملك ولا يحكم!
يقول المحللون أن الرئيس القادم للبنان لكي يكون مقبولاً، يجب أن يكون ضعيفاً، أي بدون أجندة خاصة به أو موقف مؤيد أو معارض لأي قوة سياسية في البلد، وبالتالي فإن العماد ميشيل عون ليس له نصيب.
ويقال أيضاً أن الرئيس القادم يجب أن يكون مقبولاً لإيران وسوريا والسعودية وحزب الله فلهم حق الفيتو على أي رئيس محتمل لا يرضون عن سلوكه وتاريخه.
ويقال أيضاً أن أي حزب أو تيار أو تجمع لا يستطيع أن يفرض الرئيس القادم لأن مجلس النواب الذي ينتخب الرئيس ليس فيه أغلبية كافية لانتخاب رئيس بأغلبية ثلثي الأصوات، فلا بد أن يكون الرئيس توافقياً ومقبولاً لجميع الأطراف، أي بدون لون أو طعم أو رائحة، وبالتالي فإن سمير جعجع ليس له نصيب.
في لبنان انقسام بين اتجاهين: الأول 14 آذار الذي يضم تيار المستقبل (الحريري) والقوات (جعجع) والكتائب (جميـّل) والثاني 8 آذار الذي يضم حزب الله (نصر الله) وحركة أمل (بري) والتيار الوطني الحر (عـون) والمردة (فرنجية)، أما الكتلة الدرزية (جنبلاط)، فهي متأرجحة بين الاتجاهين.
المهم أن أياً من الاتجاهين لا يتمتع بأغلبية تكفي لاستكمال النصاب مما يعني أن كلا من الاتجاهين قادر على إفشال انتخاب مرشح موال للاتجاه الآخر عن طريق الغياب وعدم توفير النصاب أو طرح ورقة بيضاء أو قابلة للإلغاء.
هذا عن القوى الداخلية، ولكن لبنان ساحة مفتوحة للنفوذ الخارجي. ومن الجهات ذات العلاقة والتأثير: سوريا، إيران، السعودية، فرنسا، أميركا، ولكل جهة من هؤلاء القدرة على التأثير على بعض الفئات الداخلية، وبالنالي دعم مرشح معين أو إغلاق الطريق أمام مرشح آخر.
على ضوء هذه الصورة الكاريكاتورية فإن من المرجح أن يتأخر انتخاب الرئيس الجديد كثيرأً بانتظار البحث عن الشخص الذي تقبل به كل هذه القوى الداخلية والخارجية. ومن المؤكد أنه لن يكون من الزعماء الفعالين المعروفين بمواقفهم، فكل المطلوب أن يكون المرشح مارونياً ضعيفاً يختاره المسلمون السُـنة والشيعة بشرط أن لا يكون له رأي فيما يجري في لبنان والمنطقة ليكون مقبولاً من الجميع!.