الإستثمار في المواقع الدينية الأثرية
الإستثمار في المواقع الدينية الأثرية السياحة هي واحدة من أهم القطاعات الإقتصادية في المملكة لما يزخر به الأردن من مقومات سياحية عديدة، حيث عناصر الطبيعة والإستجمام الى السياحة العلاجية وسياحة الآثار الى السياحة الدينية المسيحية منها والإسلامية وغيرها الكثير.
ولعل السياحة الدينية تشكل عنصراً رئيساً يمكن توظيفة في خدمة الإقتصاد الوطني بشكل أفضل مما هو عليه الآن حيث أن ما هو مستغل لا يشكل واحد بالمئة من عناصر السياحة الدينية.
لست أعلم ما هي الدوافع وراء إخفاء المعالم السياحية وعدم الإكتراث بها وعدم تشغيلها ولو على مستوى السياحة الداخلية بأقل تقدير، لماذا تركز الحكومات على تغذية إيرادات الدولة بصورة مطلقة من جيب المواطن والوطن يمتلك ثروة حقيقة يمكن أن تدر الملايين على خزينة الدولة ؟؟ هل أن الهدف يكمن في إخفاء حضارة الأرض الأردنية والرغبة في إظهار الأردن بإطار محدد ؟؟ إن قدسية الأماكن الأثرية الدينية المسيحية منها والإسلامية لا تتقادم مع الزمن، فعبق المكان يشير على قدسيتها وقدسية أرض الأردن، تلك الأرض التي وطئها الأنبياء والرسل والقديسين والصحابيين، تلك الأرض التي شهدت على معارك إسلامية لها في القلوب ذكرى، تلك الأرض التي إعتمد في مياه نهرها السيد المسيح وباركها، تلك الأرض التي عاش في صحرائها الكثير من الرهبان والقديسين.
لذا وجب الحفاظ على هذه الأرض المباركة وما تضم بين حناياها من الكنائس والمساجد الأثرية وأضرحة الصحابة ومقامات القديسين الأبرار وساحات المعارك والقصور الإسلامية. إن إستثمار المواقع الأثرية الدينية يعود بالنفع على الأردن بمخلتلف الإتجاهات، حيث يتمثل الإتجاه الأول بإبراز قيمة الأرض الأردنية وتنوع الحضارات فيها لما يتمتع به الأردن منذ عصورٍ خلت بالموقع الإستراتيجي وتنوع عناصر الأمن والأمان على أرضه. أما الإتجاه الثاني فيبرز من خلال توزيع مشاريع التنمية على المحافظات والقرى بصوره تكفل تحسين مستوى معيشة السكان المحليين وزيادة الدخل لديهم. وفيما يتعلق بالإتجاه الثالث فإن إستغلال تلك المواقع سيعمل على زيادة المستوى الفكري لدى السكان من خلال التعامل مع سياح من مختلف أنحاء العالم.
أما الإتجاه الرابع والأهم في إستثمار المواقع الأثرية الدينية يتجلى بالمحافظة على تلك المعالم وحمايتها من عبث العابثين والباحثين عن الدفائن ومن كل من تسول لهم انفسهم بالإلتجاء لتلك الأماكن لتكون وكراً لهم لتناول الخمور وربما المخدرات.
في الأردن المئات من المواقع الدينية المسيحية والإسلامية مهمشة دون إكتراث، ربما أن كلفة تأهيل تلك الأماكن قد تكون باهظة ولا تستطيع المرجعيات السياحية على توظيفها ، ولكن هل هناك ما يمنع من إستثمارها من خلال مستثمرين في القطاع الخاص بموجب إتفاقيات وتعليمات وانظمة وزارة السياحية والجهات المختصة ؟؟ الأمر الذي يقود إلى توظيف أموال هؤلاء في خدمة الوطن وحضارته بدلاً من ان تبقى أرصدة مودعة في البنوك، وهذا ما يقود أيضاً إلى إيجاد العديد من فرص العمل للشباب الأردني والتخفيف من نسب البطالة والجريمة المرتبطة بها والتي تزايدت في الأونة الأخيرة. منصور سامي الريحاني rihani79@yahoo.com