فشل العرب في الثورة ، وما الحل ؟!
كان يرى ماركس ان الثورة هي قاطرة التاريخ ، وهي الاداة الوحيدة لتوحيد الشعوب ... كل المجتمعات في داخلها النزعة نحو التحرر ، والعيش بسلام ، وحتى اللصوص المختلفين في الحاجة والوسيلة من داخل الشعوب ؛ دائما ما كانت تجمعهم العودة عن ممارسة كل أشكال العنف من أجل غرائز ربما ما كانت نتاجا طبيعياً للنفس البشرية ، والموروث والجينات - ففي روسيا أنتجت الثورة الاتحاد السوفياتي ، والثورة المضادة بعد عقود طويلة هي التي مهدت وقضت على الشيوعية في العام 91 من القرن المنصرم - والثورة البرتقالية( الثورة السلميّة ) في اوكرانيا قبل تسعة أعوام من الآن وتمترس طبقة الفساد من المتنفعين من الاقتصاد ، وبيع اصول الدولة ومقدراتها ، وفواحش الاغنياء ، وسحق الطبقات التي هي راسخة في الارض ، وتبقى تعيش في أحلامها المتجمدة خشية أن تموت ، ويبقى النصر في عجلة الايام والسنين لمؤسسة الظلم ، والقهر .
العرب يكادون يتمحورون بين كل الالوان ودلالالتها ، وحتى فيهم من الطِباع ما يستوقف العلماء برهة من الزمن لفهمهم ، وكأنهم بالفعل مخلوقات من التناقض والجنون - فتراهم يعاشرون عقيدتهم على أساس اللحظة ، والأمل بالجنة - فترى المرأة مثلاً لا تضع ستراً على راسها وجسدها ، وعند الصلاة تلبس ما يستر عورتها ، وبعدها تعود لذات اللحظة ، والامل بالجنة - وكأن الخلاف مع الله ، وليس مع الوسط الذي ’خلقت قيه ومن أجله ، وتراها تسلم على من ’حرِّم عليها لانعطافات أخرى قادمة لان ذلك تعدّه’جزءً من حريتها لا تقبل حتى الحوار فيه ، ولم تربط هذا السلوك بعقيدتها التي تقترب منها وقت الصلاة ؟! وترى الرجل يؤمن إيمانا مطلقاً بأن الاسلام ما وقر في القلب وصدّقه’ العمل ، وتراه ديوثاً على عرضه ، ومستبطاً لكل أشكال العبودية من أجل ارضاء شهواته ، ورغباته ، ويحمي جلاده بدون سبب ، وربما يكون السبب فقط ان يعيش بدائرة الشهوة والرغبة في الحياة ، فهو مخلوق جارح وخارج عن تفاصيل البشر ، ولم يسمع يوماً بمدنية أو حتى كيف تتحرر الشعوب من قهرها وعبوديتها ، وذلك هو من الدين الذي اعتنقه ، وارتضاه السبيل في حياته ، وما ’يستجد من أحداث يمكنه التعامل معها ضمن قواعد الدين وأعراف الشعوب المتحررة من القيود الطاردة لكل أشكال الانسانية والحق في الحياة ...
العرب دائما ’يلقون بفشلهم على الامبريالية والرجعيّة - فالامبريالية هي التي درّبت جيوش العرب ومواطنيهم على حماية الصنم الذي يحكمهم ، وعملت عملية فرمته لعقولهم حتى استقوت على مكونهم بدعامة رئيسة - بأن أوجدت داخلهم مشروع الفقر والغنى ، وصراع الديانات ،ومشروع ثانوي دقيق وهو صراع الانسان مع ا الاثنين - فهذان الهدفان المشروعان تراهما قابعيَن في نفس كل عربي - فترى ذلك يتجلى في العراق ولبنان وسوريا ومصر والاردن والعراق ، ومؤسسة الخليج المشروع الداعم ، وتونس وليبيا وكل بلداننا العربية ، والمخرج عن الهدفين يتجلى صاعداً بعدم التوافق على اختيار رئيس في لبنان مثلا او مصر او سوريا او العراق أو أي بلد عربي آخر ، والشارع العربي بمجمله يتوافق على البعد الاقتصادي الاجتماعي الذي لا يزال في زاوية الحلم العربي ، ولن يتحقق بالتأكيد لأن المواطن العربي مخلوق من التناقضات - يجتمع فقط على الانحياز للفردية والمصلحة وتضارب الحاجات والرغبات والامنيات واختيار القوّة مقابل منطق التاريخ ومعنى ذلك انه دائما ما يقف على البقاء بجانب الحاكم أكثر من معادلة التغيير والثورة السلمية من أجل شعوب ومكون يتجانسون جميعاً في التركيب والهدف - فالعربي لا يمكن ان ’يدرك لحظة أن النظام الذي يحكمه ويكون هذا المواطن العربي الموالي له على الدوام يستطيع هذا النظام بنفعيته وانجذابه نحو نادي السياسة أن يتخلى عنه ويجهز عليه ويستبدله حسب المقتضى والحال - فلم يعد العربي هو المؤمن على مصالح الشعوب في خارج استرتيجيته التي ولد فيها ؛ لأن عالم الغَرب أصبحت لديهم ثقافة واضحة وعملية جداً أن المواطن العربي عنده استعداداً كاملاً بأن يتحول من حالة الجمود للسائل ولو كان ذلك على حساب دينه وثوابته الذي والتي ينتشيهما دقائق ، ويتركهما أياماً - رغبةً بما تمليه عليه الغريزة والحاجة ...
العربي ( الذكر والانثى ) مواطنٌ من المستحيل ان تصفَه’ بغير الغوغائي المسلوب من كل التفكير والاحاسيس - فتراه ’يسكن نفسه بالماضي فشلاً من عدم قدرته على التغيير في سقوط الواقع والمستقبل ان بقي على هذا الحال - فترى العربي مثلاً يحنّ’ للقضاء العربي القديم على فساد القضاء الحاضر - مصر والعراق تشهد على ذلك - فلا هو المواطن قادر على تجميع افكاره من الاساس الى الاعلى من اجل الوصول الى الهدف ، ولا هو قادر على التكيف مع الآخر والتعلم منه - فالثورات التي قامت في دول العالم كانت لهدف وهو الحق في الحياة بعدالة وحرية ، ومن أسبابها الرئيسة والأهم - فشل الانظمة في قيادة الدولة ، وتحقيق أبسط قواعد العدالة في عيش مشترك ...
لا أعتقد أن الشعوب العربية قادرة على انتاج ثورة سلمية بلا دماء - بل هي قادرة على انتاج العدمية بكل المفاهيم ، وان الاقدر على فهم الواقع وهم قلة بالتأكيد ، فقد تعاملوا مع الوجودية بتنحية كل المكتسبات الفطرية والذهنية والسلوكية ليجدوا أنفسهم من جديد على صورة حقيقية من البشرية ؛ ليستدلوا على الواقع والقادم والتغيير من خلال الفعل ( توضيح أكثر - يجب ان يجرد الانسان نفسه من كل شيء حتى يجد من الثورة الضرورة الملحة للتحول نحو الوجود والفعل الجمعي - واذا لم يستطع من خلال الثورة ، وأن يحافظ عليها بمدلولها الحقيقي دون تدخل آخر براغماتي دموي - فعليه أن يتجه الى مبدأ اغتيال من اغتال انسانيته وهذا منحى آخر تتجه اليه القوى التي تسيطر على العالمية بمختلف أشكالها ...