اجتلاء الصورة!
لا قيمة لوصفات واشنطن وطهران وبعض العرب في معالجة ليلى المريضة في العراق، بعد كل هذا الامعان المريع في تقطيع جسدها، وإذلالها، ودمار كنائسها ووسادة عشقها التاريخي!!.
الآن يكتشف الرئيس أوباما أن المالكي كان يضحك على قوة الحرية والديمقراطية في هذا العالم .. وأن عليه أن «يعطي السُنّة» بعض فتات المائدة. كيف يكون ذلك وواشنطن هي التي دمّرت روح العراق وسلمته للقوى الغاشمة التي تستبيح كل شيء من أجل الانتقام..
فالرئيس أوباما قد لا يعرف أن إيران انهزمت أمام الجيش الذي حلّه بريمر، وأمام النظام الذي اسلمته واشنطن لأحمد الجلبي ليجتثه. وقد لا يعرف أن العراقي لا ماء نظيفا يشربه، ولا كهرباء، ولا مستشفى، ولا مدرسة، ولا عمل لآلاف الناس، غير حمل السلاح.. وتفخيخ السيارات، والانتحار اليائس!!. وذلك في بلد دجلة والفرات والزاب وبلد النفط والغاز.. وبلد الثلاثة عشر ألف طبيب اختصاصي هاجروا بحثاً عن لقمة الخبز!!.
..والآن، وبعد كل الثلاثين عاماً التي تفضّت بالحروب، والحصار، والتفتيت اليومي لكيان العراق الوطني.. يخرج الساحر الأميركي وحليفه الدائم في طهران ارنب «داعش» من الجراب.. ويدفع به العراق مع مناظر تلفزيونية عن جنود عراقيين تمّ قتلهم وقطع رؤوسهم. فالمسرحية هي هي لم تتغيّر.
ومثلما كان الجيش السوري ينسحب لداعش في ريف حلف والجزيرة وادلب.. ويطلق مجرميها على الناس، وعلى الجيش الحر.. انسحب جيش المالكي من نينوى وصلاح الدين وتكريت إلى جلولاء على الحدود الإيرانية.. ليتيح لقصة داعش أن تشيع.
فواشنطن وطهران تبحثان الآن معاً وثالثهما الشيطان في «محاربة الإرهاب»و»وقف داعش» عن اجتياح المقامات وبغداد العاصمة!!.
هل يصدق أحد هذه المسرحية المعادة المكرورة؟؟
- اتريدون تقسيم العراق؟!.
- اتريدون دولة في الجنوب ملحقة بإيران، ودولة في الشمال، ودولة كردية؟!.
قولوا ذلك فالعراقيون يعرفون أن عذاباتهم طيلة ثلاثة عقود هدفها: الغاء القوة العراقية من خارطة المنطقة، وتكريس الأثافي الثلاث تركيا وإيران وإسرائيل حاملة للقِدر الشرق أوسطي. وهي المعادلة التي ادارها الاستعمار الأوروبي القديم طيلة القرن الماضي بتجميد الوجود العربي، وتجزئته، وخلق الكيان المسخ في وسطه.
والآن جاء الدور لإلغاء الوجود العربي القومي.. وخلق كيانات تكره الوحدة، وتفهم الحرية بأنها حرية المظاهرة والصحيفة والفضائية وليست حرية الأمة.. وحماية مصالحها العليا، ومصيرها الواحد!!.
أمام التائقين إلى الحرية والوحدة والكرامة من ملايين العرب مسافة غير قصيرة من عذابات الطريق القادمة. وعليهم فتع عيونهم على وسعها وفتح قلوبهم لوقع خطى أجدادهم الذين اقاموا أعظم امبراطوريات العالم، ودحروا غزو التتار والفرنج.. معاً!!