مقترحاتي التعليمية للمعنيبن في الوزارة والنقابة
نبارك جهودكم الصادقة لإصلاح الخلل الذي أصاب النظام التعليمي الأردني والذي ظهر جليا" في الغش العلني والجهاري الحاصل في إمتحانات الثانوية العامة ؛ أعانكم الله في كل جهودكم ؛ فما أسهل التخريب وما أصعب الترميم ! وما أسرع الهدم وما أصعب الإصلاح !!!
ونقدر كل جهودكم المخلصة والصادقة لإصلاح إمتحانات النوجيهي ؛ وأقترح وبالتوازي مع هذه الجهود المخلصة الانتباه كثيرا” للتعليم في الصفوف الثلاثة الأولى لإنها اللبنة الأولى للنهوص بالتعليم الأردني ؛ وقد يكون ذلك عن طريق العودة للطريقة التعليمية القديمة والقائمة على التعليم بالانتقال من الحرف الى الكلمة إلى الجملة .
وأقترح بأن تصرف الوزارة لمعلمي الصفوف الثلاثة الأولى مكافئات شهرية مشروطة بإتقان طلابهم الكامل للمهارات التعليمية المطلوبة منهم ، ولو احتاج منهم الأمر لإعطاء حصص إضافية لطلابهم ، وأن تجري إختبارات شهرية وزارية للطلاب بالإضافة لمتابعات جدية وشفافة نهاية كل شهر لأداء الطلاب ؛ ومن مشاهداتي المتواصلة لحال التعليم المائل في هذه الأيام رأيت بأن العلاوات والمكافات تذهب لمسميات وظيفية ليس لها أي أثر ملموس على التعليم المدرسي ؛ وكان الأولى بأن تصرف هذه المكافات لأهم الحلقات التعليمية والمدرسية الفاعلة ؛ وهم معلمو الصفوف التأسيسية الأولى ؛ بشرط المتابعة الحثيثة والجدية والشفافة لنتاجاتهم التعلمية ولجهودهم في بناء وتأسيس الأجيال ،
فالتأسيس الصحيح للطلاب سيدفعهم للإعتماد على أنفسهم في كل المراحل التعليمية اللاحقة ، وسيقلل كثيرا” من لجوء الطلاب للغش في امتحانات التوجبهي ...
كما أقترح بأن يقسم إمتحان التوجيهي ويوزع على المراحل التعليمية المختلفة ( 25% في امتحان وزاري للصف السادس 25% في إمتحان وزاري للصف العاشر 50% لامتحانات الثانوية العامة ) ؛ لإعطاء هذه المراحل شيئا” من الأهمية للطلاب ولتخفيف رهبة امتحان التوجيهي على الطلاب وأهاليهم .
وأضيف بعض المقترحات الهادفة للنهوض بالتعليم الأردني بشكل عام وهي :
أولا : لماذا لا يكون رسوب الطلاب مفتوحا وبلا قيود ، ولكن إذا رسب الطالب يقوم ذويه بدفع أقساط ورسوم شهرية للمدرسة ، وتتضاعف هذه الإقساط والرسوم عقب كل سنة رسوب جديدة للطالب ، وهذا الشيء سيدفع الطالب وأهله للاهتمام بالتعليم والإنضباط المدرسي ، ويدفعهم لمتابعة سلوك إبنهم التربوي والمدرسي بشكل أكبر تجنبا” لدفع الاقساط الشهرية المترتبة عليهم في حال تكرار رسوبه في المدرسة ؛ ويمكن استخدام هذه الأقساط والرسوم لتطوير مرافق وأثاث المدرسة ؛ فالى متى سنتبجح بالتعليم المجاني المفتوح لطلابنا وصفوفنا مكتظة بالطلاب ؛ والمقاعد والألواح والابواب والشبابيك مهشمة ، وكثير من الصفوف الدراسية دون تدفئة في الشتاء ودون مراوح وتبربد في الصيف ، ناهيك عن الحمامات القذرة والتي لا تلبي أدنى حاجات الطلاب ؛ ناهيك عن نظرة بعض أولياء الأمور لتعليمنا المجاني وبعد تلاشي الرسوب من المدارس بقوله : نريد المدارس مضبة لأبناءنا ففط ...
ثانيا ” : عمل دراسة لتوفير مواصلات مجانية لطلاب المرحلة الاساسية على أقل تقدير ، ومطالبة الأهل برسوم رمزية مقابل هذه الخدمة ، فلا يعقل بأن نرى الاطفال الصغار يحملون الحقائب المحشوة بالكتب الثقيلة دون أن نفكر بهم ، ولا يعقل ترك الأطفال والبنات القاصرات فريسة للذئاب البشرية الشرسة والتي انتشرت بكثرة في طرقاتنا وفي شوارعنا في هذه الأيام ، وبهذه الطريقة سيتجنب أبناؤنا حرارة الصيف وبرودة وأمطار الشتاء ، وستعطي الأهل دلالة واضحة عن مدى التزام ابنهم بالدوام المدرسي ، فان وصل للبيت في حافلة المدرسة فهو ملتزم بدوامه دون شكوك ، وان عاد سيرا” على الاقدام وجب على الأهل التحقيق معه والسؤال عن السبب ...
ثالثا” : عمل رحلات مجانية للطلاب المتفوقين والخلوقين والمنضبطين ، تشجيعا” لهم ولغيرهم من الطلاب على مواصلة الإجتهاد الانصباط المدرسي داخل المدرسة والصفوف .
رابعا” : إلتزام الطالب بلباس موحد ليكون أكثر تميزا” وانضباطا ، وليبتعد عن العشوائية وعن التعالي على زملائه من فئة الفقراء ، وليتجنب الصرعات والموضات والتفاهات وغيرها ؛ كما أتمنى بأن يكون للمدرس الاردني زيه الموحد كذلك ؛ والذي سيضفي عليه الهيبة والوقار أمام الجميع وليكون قدوة لطلابه في كيفية الالتزام والإنصباط ، وكان قد التبس علي وفي أكثر من مرة التبس القدرة على التميز بين الطلاب والمعلم الجديد في المدرسة ؛ عدا عن وجود عينة من المعلمين والتي إنساقت خلف الموضات والازياء والصرعات وغيرها !!!
وأخيرا” : توجيه الطلاب واعدادهم خلال مراحل دراستهم الاساسية لدراسة التخصص الجامعي الذي يتناسب مع قدراتهم الحقيقية ومع ميولهم ومواهبهم ؛ ودون النظر لمعدلات التوجيهي الخادعة بشكل كبير بعد الترهل الحاصل في امتحانات الثانوية والذي لا بخفى على أحد ...
واحترامي الشديد لكم ولكل من أعطى وقدم وبذل وعلم وساهم في تهذيب وبناء أبناءنا ، والتقدير والإمتنان لكل من غرس الايمان والمحبة والألفة والصدق والانتماء الحقيقي في قلوب أجيالنا ؛ وتحياتي للجميع .