تعتبر شريحة الشباب اهم مصادر القوة والحيوية والابداع والانتاج وصناعة المستقبل وتعتبر المخزون الاستراتيجي الذي يحفظ مهابة وأمن واستقرار الأمة في اوقات الأزمات والتحديات والصراعات .
الاّ ان الشباب يواجه تحديات كثيرة تفرضها عليه طبيعة المرحلة والتطورات المتسارعة في كافة المجالات منها الضغوطات الداخلية والمتعددة الاسباب والمؤثرات والتي ادت الى الشعور بالاحباط والكبت واليأس لدى الشباب خاصة بعد فشل تنفيذ كافة الاستراتيجيات المتعلقة بمحاربة الفقر والبطالة وعدم التطوير لمراكز التدريب المهني التقني لتخرج مهارات فنية في جميع المحافظات كما ان سياسة الحكومة في احلال العمالة الوافدة والسماح للمهرة الفنيين منهم العمل في السوق زاد من صعوبة الامر وكان الاجدر بالحكومة ان ترسم خطط انشاء مراكز تدريب مهني عالية التقنية في المحافظات وفي مختلف التخصصات التقنية والمهنية والفنية حيث اصبحت كافة السيارات والاجهزة والمعدات ذات تقنية تحتاج لفنيين مهرة لديهم المام بالبرمجة والصيانة والتشغيل ابتداء من السيارات الحديثة وانظمة السلامة العامة وانظمة الانذار من الحريق والمراقبة الالكترونية وبرمجة الاشارات الضوئية وصيانتها وصيانة الاجهزة المكتبية والطباعة وانظمة الطاقة الشمسية ومعالجة المياه وصيانة الاجهزة الطبية وغيرها الكثير فكم يكلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص من مبالغ كبيرة عند احتياجهم لصيانة تلك الانظمة اما من خلال استقدام فنيين من الشركات المتخصصة في العاصمة عمان او ارسال الاجهزة للشركة وربما يكون سبباً وراء طوابير الشباب التي تصطف امام السفارات للبحث عن فرص عمل خارج الوطن بحثاً عن مستقبل افضل بعد ان عجزت الحكومة عن استيعاب طاقة ابنائها وتوظيفهم كذلك عجز القطاع الخاص عن تقديم استراتيجية تدريب وتأهيل وتشغيل للشباب مع ما يتلائم وحاجة هذا القطاع التجاري والصناعي والخدماتي لذلك كانت هناك هجرة للعديد من الشباب اصحاب تخصصات او كفاءات .
علماً انه لا احصائيات دقيقة حول أعداد الذين هاجروا فأصبحت مشلكة الشباب تبدأ دائماً بالسياسة وتنتهي بالسياسة لأن انعكاسات الاوضاع السياسية وتداعياتها اصبحت الاساس في استيعابهم في مختلف القطاعات كما ان نسبة المشاركين والمهتمين من الشباب بالحياه السياسية متدنية حتى بالجمعيات والمراكز والاندية والنشاطات المجتمعية اي اننا امام واقع مؤلم ادى الى انحراف الشباب عن العديد من المسارات بحثاً عن اي دخل مالي يتأتي اليهم لبناء مستقبلهم وكلنا يعرف ان رعاية الشباب هي رعاية متكاملة هي حصيلة التناسق والتناغم بين كافة الجهات المعنية بالقطاعين الحكومي والخاص والاهلي ايضاً ومن اجل حمايتهم ومنعهم من الانحراف وعدم تبعيتهم لأية تنظيمات متطرفة .
فكان هناك سياسات اقراضية للشباب كمخرج لايجاد فرص عمل من خلال تمويل مشاريعهم المتنوعة بقروض ميسرة وفترة سماح مناسبة وكانت صناديق الاقراض والبنوك والمؤسسات المالية تتبادل التبعات بينها كلٌ يقرض بطريقته وشروطه الخاصة سواء للمشاريع او تمويل شراء سيارة او للزواج او شراء احتياجات المنزل وغيرها لكن كل ذلك لم يأتي بالشفاء المطلوب لحل مشكلة الشباب حيث يتم الاعتماد على منح القرض تقديم الضمانات والرهونات والكفلاء القادرين على السداد وها هي تلك المحاكم تعج بالقضايا المتعلقة بذلك بسبب فشل تلك المشاريع وعدم تمكن الشباب من السداد فهناك اسباب كثيرة لذلك لكن اهمها عدم التأهيل والتدريب للشباب على مهنة المشروع مسبقاً والذي اقترض المال من اجله ولا سياسة التسويق في ظل المنافسة الشديدة من شباب الدول العربية الوافدين والمؤهلين والمدربين واصحاب خبرة بتلك المهن من جانب اخر ليس لدى الشباب ثقافة الادارة المالية للمشروع فهي ثقافة غائبة بسبب عدم التمكين المالي للشباب لادارة مشاريعهم وفق الخطط المقدمة بالجدوى الاقتصادية وادارتها الادارة المالية السليمة والحكيمة وليس هناك من جهات معتمدة للمتابعة والوصاية والادارة لمتابعة سير عمل المشروع ومراحله فبمجرد اخذه للقرض يتم الصرف لتسكير الديون او لاستبدال السيارة او الخلوي أو لتغطية الحاجة في الترفيه والسفر اي يتم استغلال جزء كبير من القرض في اشياء وامور لا تخص المشروع اي اننا امام حاجة ماسة لمحو امية مالية حيث يفتقر العديد من الشباب الى التخطيط المالي السليم وتسيطر عليهم الرغبة في الحصول على الكماليات .
ان الانفاق دوماً بحاجة ماسة الى ترشيد خاصة بوجود بنوك ومؤسسات مالية تغري الشباب بالاقتراض وبالبطاقات الائتمانية والمعضلة عند السداد .
اذن نحن امام واقع بحاجة الى استراتيجية وطنية تتناول الشباب في المحافظات من قبل خبراء واستشاريون سواء من الجامعات او القطاع الخاص او الحكومي واهمية ادخال مادة التربية المالية في المناهج مثلما هو حاصل بالدول الغربية حيث نجد الشباب هناك يخططون منذ نشأتهم مع اهلهم لادخار المال اللازم لدراستهم ومعيشتهم لحين تكوين انفسهم .
انها نصائح غائبة بحاجة اليها شبابنا في وطننا الذي تغلب عليه ثقافة الاستهلاك وتغيب عنا ثقافة الادخار .
وهل سنبقى نتحدث عن سهولة الاقراض ولا نتحدث عن سبب فشل المشاريع بسبب سوء الادارة المالية وعدم الخبرة الكافية في ادارة تسويق المشروع .