آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

صهيون ترقص حول الموقدة

{title}
هوا الأردن - برهوم جرايسي

تنتشر في الخطاب السياسي العربي، وخاصة في وسائل الإعلام العربية، مقولة أن "حكومة إسرائيل تواجه أزمة داخلية، ولهذا يركض رئيسها إلى عدوان على غزة". والمصدر الأول لهذا الادعاء هو حكومة إسرائيل ذاتها، في إطار لعبة التمويه التي باخت وكلح لونها من كثرة تكرارها، إلا أنه ما يزال عندنا من يقع في الشرك الإسرائيلي. فواقع الحال الآن، هو وجود شبه إجماع صهيوني على موقدة النار المشتعلة في غزة، إنما ليس وحدها.
رويدا رويدا، تتكشف خيوط المخطط الإسرائيلي لتفجير الأوضاع الأمنية وتوجيه ضربات أكبر للشعب الفلسطيني، خاصة للذين بقوا في فلسطين التاريخية، لأدخل في هذه المعادلة فلسطينيي 48، وهم لم يخرجوا منها قط. ولم تكن قضية اختطاف المستوطنين الثلاثة سوى ذريعة للشروع في تطبيق هذا المخطط، الذي يهدف أساسا إلى قلب المزيد من المعادلات لصالح الاحتلال وتثبيته وتعميقه، والقضاء على ما تبقى من احتمالات لقيام دولة فلسطينية، أو على الأقل إبعاد هذا لعشرات السنوات.
ولنبدأ من الحكومة ذاتها، التي يرى فيها البعض "تنوعا" من طرفين. الأول، يضم ما يسمى بـ"الوسط"، والذي يتمثل في حزب "الحركة" بزعامة تسيبي ليفني، وحزب "يوجد مستقبل" بزعامة وزير المالية يائير لبيد. وقد تناولنا موقف هذين الحزبين وزعيميهما هنا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لتأتي تصريحات ليفني ولبيد في الأيام الأخيرة، مؤكدة أنهما غارقان في الانسجام مع حكومتهما.
أما الطرف الثاني، وهو اللعبة الجديدة التي ظهرت في الأيام الأخيرة، فهو طرف اليمين المتطرف المتمثل في وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب المستوطنين الوزير نفتالي بينيت، اللذين طالبا بتشديد الضربات على الفلسطينيين وحركة حماس، بينما ظهر نتنياهو "متحفظا"! لكن في أوج الصراخ المفتعل، ومسرحية الخلافات المزعومة، كانت الآليات والمدرعات تتدفق على الحدود مع غزة. وهذا سبق بأيام ليست قليلة بدء المجزرة الجديدة في القطاع، ما يؤكد أن كل الصراخ المتصاعد من تلك الحكومة، كان ضمن لعبة تقسيم الأدوار.
ووحدة الحال لا تقتصر على الحكومة ذاتها، بل تشمل أيضا أحزابا وقوى خارج الائتلاف الحكومي، من بينها حزب "العمل" المعارض، الذي يظهر رئيسه بتصريحات تكثر فيها كلمة "ولكن"؛ بمعنى أنه ينتقد سياسة نتنياهو في قضية المفاوضات، "ولكن إسرائيل لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي أمام الصواريخ من غزة". وهذا موقف تأتأة معهود لهذا الحزب، الذي في جوهره يدفع الرأي العام الإسرائيلي إلى مزيد من تأييد السياسة العدوانية لحكومة اليمين المتطرف.
إلا أن هذا ليس الشرك الوحيد الذي يسقط فيه الكثير من العرب، وخاصة وسائل إعلام عربية تغرق في "تقارير بطولات المقاومة"، و"الصواريخ التي تصل إلى تل أبيب وحيفا". وليس القصد هنا الانتقاص من المقاومة وضرورة المقاومة في الرد على هذا العدوان الإرهابي والمجزرة المستمرة في غزة. ولكن ما يحصل في أيامنا هذه، هو أن إسرائيل تسعى جاهدة إلى حجب المشاهد الكارثية لمجزرتها في غزة، بعشرات الشهداء من مختلف الأعمار، من الأطفال الرضع وحتى الشيوخ، وإصابة المئات وتشريد عشرات الآلاف؛ من خلال تسليط الضوء على ما تسببه "صواريخ غزة" في المدن الإسرائيلية. وطبعا، هذا يلقى رواجا في وسائل الإعلام العالمية الكبرى، بهدف تشويش تسمية الضحية الحقيقية لدى الرأي العام العالمي.
نعم، المقاومة ضرورية، ورفع المعنويات في أوج العدوان هو أيضا أمر ضروري. ولكن بين هذه الضروريات وبين الحقيقة والمطلوب على أرض الواقع، هناك بون شاسع. وهذا يؤذي قضيتنا التي ترتكز على الحقائق على الأرض. فلا يعقل أنه في الوقت الذي تجري فيه أنهار الدم في غزة، نسمع ونشاهد تقارير وكأن "إبادة إسرائيل قاب قوسين أو أدنى"! ويزداد البؤس حينما تكون كل المشاهد المصوّرة، مصدرها ماكينة الإعلام الصهيونية.
قد تكون هذه الحال دافعها الانتقام؛ انتقام الضحية. ولكن في خلفيات بعض وسائل الإعلام هذه، أجندات من حقنا أن نطرح حولها علامات استفهام كثيرة، وكثيرة جدا.

تابعوا هوا الأردن على