آخر الأخبار
ticker الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء ticker الحكومة تقرّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط ticker العيسوي: الأردن يوظف إمكانياته السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ticker زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية

مصيبة المصائب اعتياد اصحاب القرار سماع اصحاب الحناجر المشتراة ... "ارحل"...اسقطت طغاة وهزت عروش

{title}
هوا الأردن - بسام الياسين

*** الكلمة همزة الوصل بين الله والإنسان.مفتاح المعرفة الى الحقيقة. الخط الفاصل بين الإنسان والحيوان.شهادة اثبات انه كائن سياسي ناطق،لا بهيمة عجماء تنهق. من دون كلمة منطوقة،تستقبلها اذن واعية صاغية، لا تواصل بين الناس.هي الكلمة بوابة العقل، نافذة القلب،معراج الروح الى السماء في لحظات التجلي بدعاء مبلل بالدمع، ورجاءٍ مثقلٍ بامنيات الاستجابةِ، من رب قريب مجيب حبيب. بالكلمة هبط الوحي حاملا رسالة التوحيد تشع نوراً وهدايةً للعالمين.امانة اودعها الوحي الامين عند الصادق الامين." وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ". بالكلمة نُقشت بنود العقد الإجتماعي . تنازل الافراد عن بعض حقوقهم ليعيشوا مناخ العدالة والمساواة والكرامة.فـ "العدل اساس الملك". الدولة الحرة تربي مواطنين احرار.الدولة السلطوية تريد رعايا اتباع،الفارق بينهما ان الاولى تُحفّز في الشباب روح الابداع و الانتاج،فيما الثانية تعزز ثقافة الارتزاق،بايحائها للرعايا الاتباع ان بيديها صكوك الغفران والحرمان. 



*** إرتبطت الكلمة بالقداسة ـ ما يُربط في الارض يُربط بالسماء ـ. بها تُفتحُ أبواب السموات المغلقة، وينزاح "الرصد الثعبان" عن خزائن الأرض المطمورة في باطنها،وتنكشف شعوذة الدجال على ظهرها. بلا كلمة يصبح الانسان صندوقاً مقفلاً لا يرسل ولا يستقبل،حجراً ملقىً على قارعة الطريق،يُعّوق الاخرين ،ويعرقلهم . بكلمة واحدة ـ ارحل ـ اهتزت عروش و سقطت تماثيل القادة انصاف الالهة في الشوارع العربية.تلك الكانت مرفوعة فوق المارة،وتعتلي اقدامها رؤوسهم.هي تشبه تماماً تماثيل الالهة التي تهاوت بضربات فاس سيدنا ابراهيم، ثم تناثرت شظايا مرة اخرى بايدي صحابة رسول الله العربي في مكة المكرمة. 



*** الكلمة الجريئة ،عنوان الديمقراطية الحقة،بينما الديمقراطية الشوهاء، توجهها كلمة خبيثة محمولة على اجنحة " الالو" السوداء،فتتحدث بلغة قبيحة منافقة، يغلب عليها التدليس والتهليس،وتحمل في طياتها مضامين انتقاص حرية الإنسان، وكرامته،وتلك جريمة منكرة نكراء.و اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة..." . الانسان خليفة الله على الارض بنص صريح ،فلماذا يجري اذلاله اذا ابدى رايه، و اعلن عن ما يجول بخاطره ؟!. صاح ارسطو ذات حوار فلسفي بجليس صامت في مجلسه: تكلم يا هذا حتى أراك !!. فمن كان بلا كلمة ،فهو بلا رأي ولا موقف.هو عديم القيمة والوزن .لكي لا تُتهم بالعدمية،وتنفي عنك هذه الخصيصة / النقيصة. كن انت انت، لا تكن الا ذاتك. لا تقارن نفسك بغيرك، ففي المقارنة اهانة لك .لا تسلم ابداً زمام امرك لغيرك،فتسقط في فخ عدم احترامهم لك. اعطوك رتبة ليجعلوا منك درجة في سلم طويل ليصعدوا عليه كما فعلوا بامثالك من قبلك.معرفة الوجود تبدأ بمعرفة نفسك ،فاعرف نفسك واحترمها حتى تٌحترم؟ !.ان لم تحترم نفسك فثق بان لا احد يحترمك. 



*** المخاطرة الحقيقة في الحياة، هي ان تعيش في الحياة بلا مخاطرة. ان لا تتذوق طعم المغامرة في خدمة وطنك.ان تستكين في زاوية معتمة كقناص انتهازي لقنص الجوائز والفرص على طريقة الكابوي الامريكي. اما ان عزمت ان تكون انت انت ،فتحرك في الاتجاه الصعب، لان الاستكانة موت وفي "الحراك" حياة. آن الاوان لتلبس ثوب الشجاعة وتخلع عنك جلد المهانة، الموسوم بوشم النذالة.لم يفت وقتك بعد.كن رجلاً لو مرةً، وطالب بحقك في حياة تستحقها لا تلك المفروضة عليك.إبدأ و لا تتلكأ،لا تنتظر شيئاً من غيرك.ان لم تفعل فالاولى بك ان تصمت.لا تتبجح بقوتك، فالبعوضة اقوى منك،انها تُدمي مقلة الاسدِ، و انت تُداس كصرصار بعد ان ادمنت الخنوع واستمرأت العبودية. .عجيب امرك. سلبتك النخبة الفاجرة حقك،فكيف لا تُشهر عليها سيفك؟!. ان لم تردْ ان تعمل، فدعْ غيرك يعمل عنك،اؤلئك الذين دفعوا ضريبة الكلمة الشفرة / الموقف الطلقة. ببساطة هم أَحق منك،لانهم اهل مواجهة و انت بقيت ترواح مكانك في خانة المعاتبة و المعايبة كالنساء،ستظل مثلهن عيّاباً مشاءً بنميم، معتدٍ اثيم ديدنك الثرثرة ومتعتك الكبرى " طق الحنك". 



*** العرب هم أهل علم الكلام.هو فنهم، معجزتهم، فخرهم. تميزت فيه "معتزلتهم".فكان للمتكلم اللبق عندهم مكانة مرموقة،فبين فكيه سيف صارم، وللشاعر صدارة المجلس لانه مبعث فخرهم.كان ميكرفونهم قبل الميكرفون، سفيرهم المعتمد قبل تبادل السفراء،الناطق الاعلامي للقبيلة...قبيلة بلا شاعر، قبيلة صوتها مبحوح .لهذا كانت القبائل العربية تحتفل بميلاد شاعر،كما تحتفل قبيلة افريقية بميلاد ساحر.استناداً لهذا الموروث عندما اعجز القران الكريم اهل اللغة بلغته،وسحر الفصحاء ببيانه، واطرب البلغاء بروعة صوره،و ادهش العلماء باسراره. اتهموا رسول الله صلوات الله عليه تارة انه شاعر و اخرى انه ساحر. لا عجب ان يكون الشعر ديوان العرب،وحيطان الكعبة المشرفة" لوحات عرض معلقاتهم" اشهر القصائد في تاريخهم. 



*** الحرية بدأت بكلمة . لان للكلمة أجنحة قوية، وللحروف زعانف مرنة، و للابجدية أسنان قاطعة و أظافر جارحة. نظراً لمكانتها وإمكانيتها،صار لها حقوقها و حصانتها.في طياتها قانون جذب علوي ضد قوانين الجاذبية الدونية. دعوة المظلوم لا ترد حتى من كافر لان الله رفع ٌقانون الحجب والجذب عنها،لذلك فالظالم خاسر.استغلت الانظمة القمعية اثر و ثاثير الكلمة، فحاولت تصغيرها،ومطاردة اصحابها،وخلق قوانين لجرها للاسفل.لكنها ـ أي الكلمة ـ حلقّت عالياً فوق السجن والسجان، وانتصرت على حكم العسكر بثلاثة حروف " ارحل".فعمدت الانظمة، على شراء الاقلام الوسخة ،شرط ان تكون محابرها مباول، لكي لا يرشح منها الا القذارة.من هنا قال الراسخون بمعرفة النظم التقدمية : المعارضة سنام الديمقراطية لانها تحمل الكلمة المضادة،ما يترتب القبول بها، احترام الاختلاف معها لا الخلاف عليها.هذه هي التعددية المحترمة. المعارضة الحقيقة هي المحك الأساس للديمقراطية، ففي ظلالها لا يخشى المعارض الوطني الشريف النطق بالمهموس، والإعلان عن المحظور خدمة للصالح العام.ديمقراطية متحضرة مُقارعة الحجة بالحجة،بعيداً عن طقطقة سحب اقسام الاسلحة، والتراشق بالاحذية، واستعراض المرجلة التي مكانها الشوارع الخلفية لا المجالس النيابية.



*** مصيبة المصائب،اعتياد اصحاب القرار سماع اصحاب الحناجر المشتراة ،والأقلام المأجورة ،ودندنة مجموعة اصحاب الالحان النشاز،وطربهم لنعيق الناطقين الإعلاميين المكتوبة بحبر النفاق على ورق لامع مغشوش البياض.فقد ثبت بعد خراب مالطا انهم ناعقون اعلاميون مهادنون مسالمون ، يؤثرون السلامة .ما ادى لفشلهم الذريع في قياس حرارة الشارع، ونبضه المتسارع، وتحولاته العميقة.فسقطوا في التنظير و التأطير حتى انفصلوا عن الواقع .لذلك فان المجتمع لن يستقيم ،ويعيش في عدالة وطهارة واستقامة،ما لم يتوفر له حاكم عادل و مسؤول بوصلته ضميره.وتاجر يخاف ربه. 



*** في هذه الأيام العصيبة، وهذا المقطع التاريخي الحساس من حياتنا نحن بحاجة لنقيض هؤلاء الغربان الناعقة، الى صقور تحمل روحا قتالية وثابة، مشهود لهم بمواقفهم الوطنية ، وذوو شخصيات عصية على الكسر واللي والعصر.هؤلاء هم مصدر قوة لشعوبهم، نقيضهم الديدان السابحة في وحل التطبيع والتضليل،وتمثيل الادوار . تراهم كالماء ياخذون شكل الاناء الذي يسكنون فيه.فقد ثبت بالواقع الحسي ان الرجل الخطأ، في المكان الحساس كارثة وطنية.لذلك اطلقوا عليه في علم الإدارة "العنصر الأسود"بسبب ضعفه و قابلته للإحتواء.كذلك هوغير مأمون الزلات ولا مؤتمن على الاسرار، وارتكاب الحماقات عن جهل مرة، وغباء مرات . 

 

*** لبرهنة ما نقول، نستدعي من رفوف التاريخ بعض الوقائع لتكون عبرة من اجل تصحيح الخطايا التي مرت بالامة العربية من سلب لحرية التعبير،وقتل وحشي،تحت مسميات مكذوبة، لتكون دروسا نستفيد منها. فالتاريخ مرآة الحضارات الإنسانية بآثاره ومآثره، بحروبه وسلمه، بشموخه وانحداره،باكاذيبه وحقائقه، بانواره وعتمته . 

 


ذات ضيق بالرأي الآخر،غافل السياف الرسمي للخليفة المهدي الشاعر بشار بن برد، وفصل رأسه عن جسده ودحرجه على الارض،فخسرت الامة عبقرية شعرية رفيعة رغم انكاره تهمة الزندقة و اعلانه التوبة عما لم يفعله بالخروج عن النص".فقد اعلنها صراحة قبل تنفيذ حكم الموت فيه انها مكيدة مدبرة من "عسس الخليفة وحاشيته، و بصاصين كبير الشرطة و ازلامه". اوقعوا به باتهامه انه هجا الخليفة المهدي ووزيره ابن داوود.ومن اجل التخلص من تبعات قتله لفقوا له تهمة الزندقة.هذه الواقعة التي وقعت في قديم الزمان تثبت ان العرب سبقوا الامريكان في انتهاج السياسة المكارثية لذبح خصومهم.. حكاية حدثت اخرى،بديباجة مختلفة،فعندما غضب الوزير علي بن عيسى على الحلاج المتصوف الزاهد،أحرقه حياً لجهله بما قال الصوفي ساعة انعتاق وجدانية في ملكوت الله، فرماه بالزندقة.ويبدو ان للانظمة العربية في كل زمان لائحة اتهام جاهزة. 



*** بذات المغزل نُسجت خيوط مكيدة بشعة لابن المقفع الأديب السابق لعصره،دبرها والي البصرة سفيان بن معاوية بتقطيع جسده غيرةً من موهبته. وللتشفي به، كان يلقي باعضاء غريمه في النار عضواً عضوا،لـ "يسلطن" كالحشاشين، وهو يشم رائحة "دخان" الشواء الآدمي.جرائم رأي تضيق بها المجلدات ،كان اشدها ايلاماً قتل المفكر العروبي،عبدالرحمن الكواكبي، بدس السم له في فنجان قهوته،بواسطة احد العملاء بعد ان ضاقت الامبراطورية العثمانية بمقالاته اللاذعة.كذلك اذابت بعض الانظمة العربية قادة المعارضة في براميل "الاسيد"،و إغتالهم بكواتم الصوت ،و احرقت المخالفين لسياستها بنيران المدفعية!.و زجتهم في زنازين لا تطيقها الجرذان!.ومازالت تمارس ابشع الانتهاكات لحقوق الانسان .الم تنتهك الانظمة الشمولية اعراض بعض المعارضين ممن ادلوا بشهادات حية على الهواء بعد سقوط زين السافلين بن علي .؟!. الم تمزق ثياب امهاتهم وزوجاتهم امامهم لنزع الاعترافات منهم ؟!.الم تُغتصب سجينات الراي في المعتقلات؟!.ظاهرة غير قابلة للتفسير لماذا قامت الاجهزة البولبسية بقمع المستنيرين،وتركت الجهلة يرتعون في خيرات البلاد،و ارخت الحبل للنخب الفاسدة؟!..لماذا سحقت الجيوش العربية الجرارة في اليمن والعراق وليبيا شعوبها،لكنها اسلمت ادبارها لغيرها. فيا الله نسألك ان تكفينا شر الاشرار،ومكائد اولاد الحرام من مثل هذه الاشكال. 



*** ابسط حقوق المواطن،حقه في التعبير عن نفسه،و نقل هموم ناسه.فالفكر الانساني قام على الانعتاق من القيود، وتطور الحياة السياسية والاجتماعية، لا يكون الا بالتنوع الحيوي،والاختلاف البَّناء، و احترام الرأي الآخر.غير ذلك اغلاق عدمي لبوابة المنطق، وتحايل على العقل.ولا يخفى على عاقل ان ابشع جرائم خنق حرية التعبير واشرف الناس بعد الشهداء هم سجناء الرأي.فهيبة الدولة تاتي بالحوار وتبادل الافكار ولا تقوم على القنوة وقطع اللقمة.اما بهدلة الدولة فجاءت من مسؤولين "كبار" غير اكفاء، لا يحسنون الادارة.فعمدوا على تضييق عيشة المواطن حتى يكفر بوطنه.هؤلاء هم الذين اساؤوا للوطن.فهل حسبتم ايها "الصغار ان حصونكم مانعتكم من هدير غضب الجماهير،و نقمتها .فهي لم تنس احتفالاتكم بفتح سرادقات الافراح،وقرع الكؤوس و تشييد القصور ابتهاجاً بالقاءها في دوامات الفقر والقهر.لذلك ستبقى كالشوك في حلوقكم،فانتم لا شيء بنظرها،لستم سوى كومة خردة انتهت صلاحيتها، بانتظار"ضاغطات" الامانة، ومكانس عمال الوطن لكنسها خارج الوطن!. 

تابعوا هوا الأردن على