آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

مشاركة الأردن في الحرب على "تنظيم الدولة".. ماذا لو فشل التحالف؟

{title}
هوا الأردن - ناصر لافي

بدأت أوساط غربية تشكك في قدرة التحالفالدولي بقيادةالولايات المتحدة على تحقيق مكاسب في    حربه ضد تنظيم الدولة بالعراق وسوريا، فبعد نحو شهرين من الغارات الجوية، لا نتائج تذكر لصالح التحالف، في حين يستمر تمدد التنظيم ويوشك على بسط نفوذه على بلدة "عين العرب" الاستراتيجية المتاخمة للحدود التركية. أكثر من ذلك، فقد رجح محللون عسكريون غربيون ومن بينهم وزيرالدفاع الأمريكي السابق ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، سيأيأيه أنيتسع خطرتهديداتتنظيم الدولة إلى بلاد أخرى، وأن تستمر الحرب 30 عاما.


وبصرف النظر عن الجدل حول أهداف بعض دول التحالف من الحرب، وما إذا كان هنالك من يسعى إلى إدامة الصراع وتوظيفه لتحقيق مكاسب استراتيجية في المنطقة أو توريط وابتزاز منافسيه أو خصومه، فإن السؤال هنا عن مصير من اختاروا اللحاق بركب التحالف في حال أخفقت الحرب في تحقيق أهدافها، وظهر بشكل جلي عدم قدرة أمريكا على حسمها كما حدث سابقا في أفغانستان والصومال والعراق وسواها من البقاع، عندها أي مستقبل ينتظر الأردن مثلا عندما سيبقى في مواجهة الفوضى العارمة العابرة للحدود، شمالا وشرقا وهو الأقرب إلى اللهيب.


بالتأكيد، فالتساؤل يشير إلى صوابيةقرار المشاركة المعلنة للأردن في حرب معقدة وغامضة وتتقاطع فيها الأهداف وغير مضمونة النتائج، لكن الأخطر وقد اتخذ القرار هو سؤال المستقبل، بمعنى هل لدى صناع القرار خطة بديلة في حال آلت الأمور إلى زيادة غول التطرف، وخرجت التفاعلات الإقليمية عن السيطرة.


الإجابة جاهزة بالنسبة لعدد كبير من دول التحالف في حال فشلت الحرب، فالبديل هو الانسحاب كما جرى في تجارب سابقة، لكن ماذا يفعل من ستكون أيديهم في النار، هل بوسعهم الانسحاب وإلى أين؟، وكيف سيواجهون وحدهم وقتها ما عجزت عنه قوات التحالف.


قد يناقش مدافعون عن القرار بالإشارة إلى حيثيات اتخاذه، مؤكدين بأن الأردن الرسمي لا يمكن له أن يتخلى عن مسؤوليته الأخلاقية في مواجهة التطرف، ودوره الأمني الاستخباري الإقليمية والدولي في هذا الملف بالذات، ويلفتون إلى مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية لقرار المشاركة، وربما يتطرق الحديثإلى أن البلد ما كان له ان يغرد منفردا عن قرار أمريكا وحلفها الواسع بما فيه فريق دول النفط ومحور ما يسمى بدول الاعتدال أو تلك التي تتخذ موقفا من ربيع الشعوب. وأيضا، سيشير من يبررون القرار إلى جملة من الخسائر أو المخاطر المترتبة على عدم المشاركة في الحرب، وليس أقلها عزل الأردن سياسيا واختناقه اقتصاديا، ويحاججون بأن مخاطر فشل الحرب ستكون ذاتها في حال لم يشارك الأردن فيها.


بالمقابل، فان من يرفضون قرار المشاركة يؤكدون بأن الأردن قادر على المناورة، بدليل موقفه من الملف السوري منذ بدايته، فقد قاوم ضغوطا متنوعة وروج موقفه بشكل جيد واستطاع في النهاية أن يحشد لرؤيته بدل أن يكون مجرد منفذ لإرادةالآخرين، أما بشأن المكاسب السياسية والاقتصادية، فالأكثر جدوى أن ينظر إلى الأمور برؤية طويلة المدى ، وبخصوص مآلات فشل الحرب فالأرجح بأن المخاطر ستكون أقل على كل الأحوال في حال لم يكن الأردن طرفا مباشرا، وفي هذا الملف بالذات فالأردن لديه من الخطوط للتفاهم حتى مع المتطرفين ذاتهم وقد حصل هذا في أكثر من مناسبة آخرها التفاهم على إدارة منفذ طرابيل الحدودي بين الأردن والعراق.


الأكثر خطورة، أن تضطر دول في التحالف وتحت ضغط الفشل المشهود على الأرض إلى الضغط على الأردن لتنفيذ ما يمكن وصفه بـ"المهمة القذرة"، بمعنى إرسال قوات إلى الميدان لدعم الضربات الجوية، وهو ما تحاول أمريكا فعله حاليا مع تركيا التي يبدو أنها لا تزال تمانع أو تحاول فرض شروطها.


ما يحققه "تنظيم الدولة" من تقدم يشي، برأي محللين إلى تقاطع أهداف المشاركين في الحرب، ومحاولة بعضهم توظيف تمدد التنظيم لتفزيع خصومه أو ابتزازهم، ولا شك بأن أولويات الأطراف المختلفة بالتحالف متفاوتة وساعاتهم غير مضبوطة على موعد واحد ، وأيضا لا يشعرون كلهم بذات التهديد، ولا يستبعد تنكر بعضهم أو انقلابه، أو انسحابه لتوريط غيره.


وبالنتيجة، فمشاركة الأردن تحتاج إلى إعادة تقييم، لجهة حصرها أو وقفها ، وليس تصاعدها وامتدادها، ويجب أن تحفز التطورات الدراماتيكية نخبة القرار هنا إلى إعادة الحسابات باستمرار،فاتخاذ قرار مبكر برفع اليد عن المشاركة في الحرب أو وقف المشاركة المباشرة فيها، سيكون أفضل بألف مرة من انتظار قرارات الآخرين، وعلى كل الأحوال يجدر بنخبة القرار التفكير مليا في الخطة (ب) و محاولة تحصين المجتمع الأردني من الطوفان، وتفكيك العناصر المشجعة لتغلغل التطرف فيه .


ومن المهم الاستذكار بأن المستوى الرسمي اتخذ قرار المشاركة في الحرب -على الرغم من خطورته- بمعزل عن الإرادة الشعبية، وهذا لا يعني بأن الأردنيين يعارضون القرار بالضرورة، لكن لماذا لا يتحمل الشعب مسؤولية قراراته، كي يدافع عنها .



أخيرا وقد باتت مجتمعات قريبة بفعل هشاشة وحدتها الداخلية محاضن للتطرف، يجب التركيز على كيفية تمتين وحدة المجتمع الأردني وتحصينه من الاختراق، فالوصفة الناجعة وفي كل الظروف تكمن في إعادة السلطة إلى الشعب ليرى هو ذاته مصيره ، ويتحمل مسؤوليته الوقوف بإرادته الكاملة أمام المخاطر التي تحدق بالأردن. وكم سيكون دور صناع القرار عظيما بالفعل لو استطاعوا إقناع شركائهم بتغيير البيئة المشجعة على التطرف، بمعنى منح الشعوب المضطهدة بعض حقوقها من خلال وقف الاستبداد والاضطهاد والتنكر لخيارات الصندوق والتطاول على حقوق إنسان هذه المنطقة وحريته وكرامته. كم سيكون جميلا، أن يخرج الأردن الرسمي وهو صاحب التجربة الممتدة في التعامل مع ما يسمى بالجهاديين ، بنتيجة مفادها بأن حرب هؤلاء تضخ الدماء في عروقهم وتزيد غول التطرف، وبان العلاج الناجع تمكين الشعوب واحترام نتائج الانتخابات واطلاق الحريات وتعزيز الإسلام الوسطي بدلا من محاربة التدين بكل أشكاله. 

تابعوا هوا الأردن على