آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي

{title}
هوا الأردن - حنا ميخائيل سلامة

لا يُنكر أحد المساحة التي وفرتها شبكات التواصل الاجتماعي لِمُستخدميها ليُعبِّروا عن آرائهم ويعرضوا أخبارهم ويفتحوا قنوات مع غيرهم بالإضافة إلى تداول الأنباء والمستجدات. وما يعنينا هنا هو الانقياد إلى "شِباكِ "شبكات التواصل الاجتماعي والالتصاق بها والإدمان عليها لساعات طويلة وجعلها في المرتبة الأولى من برامج النهار والليل لكثرة ساحقة من الناس! وكلمة شِبَاك التي أوردتها لم تكن مِن فراغ، لأن كلمة "إنترنت" أصلاً وكما فسَّرها المُفسِّرون تعني "الشَّابـِكة" كونها: "تربط ما بين شَبكة عالمية من الحواسيب المترابطة التي تنقل المعلومات والبيانات فيما بينها وِفق أنظمة معينة..". 

لقد تمخَّض عن هذه الظاهرة الجديدة تغييب جلسات الألفة المعهودة داخل العائلة الواحدة، وبدلاً مِن أن يتملَّى أفراد العائلة برؤية وجوه بعضهم البعض بعد انتشارهم طوال النهار في أماكن الدراسة والعمل وَسَرد الأحاديث الدافئة التي تُقرِّب الأفئدة، أو تناول مُجريات النهار، تجِدهُم وقد أعْرَضوا عن بعضهم، وكأنّ المسافة بينهم قد نأت فالكُلّ مشغولٌ مُنهمِكٌ، الأنظار مُسّدَّدة على الهواتف النقالة بتقنياتها ومسمياتها المختلفة والأصابع تعمل على كبس الأزرار أو لمسِها لمسَاً ناعماً! وتكونُ عادةً صفحات التواصل الاجتماعي سيِّدة الموقف! وإذا توجه الأبناء لأسِرَّة نومهم هجروا النوم والتفكير بالمقرارت الدراسية لليوم التالي لِصالح متابعة ما يُبث من صُوَر وما يُدوَّن من كلامٍ وتعليقات! وتكون لغة التخاطب بِ "لايك" كدليلٍ على الإعجاب بما يُنشر وإن كان تُرَّهات وسخافات وصِبيانيات! وجديرٌ الاعتراف أن تدنِّي معدلات الطلبة يعود لعدم مراجعة الدروس والمحاضرات والتجهيز للامتحانات عند العودة للمنازل لأن مراجعة صفحات التواصل الاجتماعي والمشاركة فيها أوْلَى وأحْلَى وأشْهى ! 

وتتباهى كثرة من الناس بعدد أصدقائهم .. معتبرين ذلك لشهرتهم وشعبيتهم.. لكن إن تم تدقيق الأمر تبين أن نسبة راجحة من الأسماء مستعارة ومزيفة لِشرذمَة مُتطفلين طقّ شُرش الحياء مِن جِباهِهِم، همُّهُم قنص أخبار الناس أو السَّطو على صُوَرِهم! وهناك من الخُبثاء الذين شغلهم الشاغل ضرب صداقات مع بريئات لإيقاعِهِنَّ في شباكهم بعد أن تنمو العلاقات في الصفحات.. وتتحول إلى لقاءات فيها تدمير لمستقبلِهِنَّ ! 

ويَحرِق أطفالٌ أبرياءٌ عيونهم وهم يتواصلون ولساعة متأخرة من الليل مع أسماءَ مِنها المجهول والمُستعار. والغريب تجاهل أولياء الأمور لِما يجري من تحطيم لصفاء طفولة فلذات أكبادهم، واحتمال أن يتم استدراجهم لِمسالك سلبية، بالإضافة لخطورة نقلهم ببراءة ما يجري داخل جدران بيوتهم بما يحمل هذا الأمر من مخاطر شتى! 

كما ويتبدَّى الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي في ساحات المدارس والجامعات والقاعات الدراسية ، وهناك من الطلبة مَن يَحني رأسه في الصف لِيُوهِم مَن هُم حوله أنه يقرأ من صَفحات كتابه بينما عينه على صَفحات الأقارب والخِلاَّن في نقَّاله. وكثيراً ما يغضّ المُدرِّس النظر كيلا يدخل في مُشادة تنقلب مُضاعفاتها على رأسه، وليس مِن إدارةٍ تدعم موقفه وتحميه! 

وإذا ما ذهبت للمواساة بعزيزٍ راحلٍ، تجد في حالاتٍ أبناء الفقيد وأحفاده وقد انهمكوا بهواتفهم يكبسون على أزرارها "لايكات" إعجابٍ لِمن يُعزي، تاركين المُعزِّين الذين حضروا شخصياً بالرغم من تقدمهم في العُمر في رُكنٍ من دار العزاء يتحسرون على خِلْفَةٍ كهذه! 

ثمة ملاحظة تتعلق بموظـَّفِي وموظـَّفاَت بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة مِمَن يُنفقون جزءًا مِن وقت العمل بالتَّسَلِّي في صفحات التواصل الاجتماعي والصُّور المنشورة فيها. يجيء هذا لغياب الرقابة والتفتيش الفجائي مِن مُدرائهم، ما يجعلهم يتمادون في التسِّيب وإهمال الأعمال الموكولة إليهم ! 

هذا ما ارتأيت الكتابة عنه بهدف التوعية لأهمية الموضوع وتأثيراته وانعكاساته على الفرد والجماعة والمجتمع على المدى القريب والبعيد.. كما من الواجب أخذ الحَذر من فئة متخصصة بالقرصنة الهادفة إلى نشر "فيروسات" لتعطيل صفحات التواصل الاجتماعي أو الإساءة لأصحابها بطرائق مختلفة الحديث عنها يطول..! 
تابعوا هوا الأردن على