أين البرنامج
حسنا فعلت خمس كتل البرلمانية حين شكلت ائتلافا فيما بينها برئاسة رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ، ذلك أن مجرد تخطي العراقيل من أجل تشكيل أغلبية نيابية ، تتخذ موقفا مشتركا بناء على تشاور مسبق هو أمر جيد ومفيد .
المبررات التي تحدث عنها رئيس المجلس وومثلو تلك الكتل ترتكز في مجملها إلى عناوين عريضة مثل الاستجابة لتوجيهات جلالة الملك بشأن الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى فكرة الحكومة البرلمانية ، بالإضافة إلى خدمة المصلحة العامة ، وتعزيز المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار من خلال ممثلي الشعب ، والارتقاء بأداء مجلس النواب ، وغير ذلك من المبررات التي تخدم توجهات تلك الكتل في تعاملها مع الحكومة ، بما في ذلك التشريعات ، والقضايا التي يثيرها الرأي العام .
رئيس المجلس الذي أصبح رئيسا للائتلاف قال " إن مخاض الولادة لم يكن سهلا ، فكم من الصعب أن ينشأ التوافق على الأفكار والبرامج والأهداف والخطوات ، وأن الحكم على الائتلاف مرهون ببلوغ الأهداف وليس الشعارات ، وأنه من دون العزيمة والمثابرة والإصرار ستبقى الخطوة على اعتاب محاولات جديدة تحبطها البدايات الكثيرة " .
وبما أن الرئيس المهندس قد تحدث بمنطق الطبيب عن الولادة الصعبة ، فذلك يعني أن المولود بحاجة إلى عناية فائقة حتى يتمكن من البقاء ، وفي ظني لو أن المشاورات التي سبقت الإعلان عن تشكيل الائتلاف جرت بناء على برنامج محدد واضح المعالم والأهداف لكان الوضع مختلفا ، ولوجدنا أنفسنا أمام حصيلة ممتازة لخبرات الأعضاء ، وصياغة جديدة لبرامجهم الانتخابية التي تقدموا بها خلال مرحلة الانتخابات البرلمانية، ولكانت وثيقة ائتلافهم تطورا مهما في العملية السياسية ، والأداء البرلماني .
إذا كان الائتلاف الجديد سيجرب قدرته من خلال الوضع البرلماني والحكومي الراهن فسيكون لجملة " المحاولات التي تحبطها البدايات " معاني كثيرة ، فالصحيح هو أن يختبر الائتلاف قدرته من خلال " البرنامج " وليس من خلال محاولات قد تنجح أو قد تفشل !
yacoub@meuco.jo