آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

وغادرنا الدرس

{title}
هوا الأردن - م. عبدالرحمن بدران

كان ذلك قبل ما يقارب العام عندما استجمعنا قوانا لنطلب من أحد زملائنا الجدد في العمل كتابة ونشر قصة حياته بعد سماعها منه مباشرة، فلم يتردد بالموافقة لعل غيره يستفيد مما تحمل من عبر ودروس، فكانت النتيجة 36 صفحة اجتهدنا في تنقيحها واخراجها بالشكل المناسب، لتخرج بأربعة مقالات لخصت القصة في "درس يمشي على الأرض 1"، و"درس يمشي على الأرض 2"، و"درس يمشي على الأرض 3"، و"درس يمشي على الأرض 4"، ومرت الأيام بعدها تاركة سؤالاً مفتوحاً لدى كل من قرأ القصة أو عايش تفاصيلها، ترى كيف ستكون النهاية؟ تحسنت حالة زميلنا الذي كان يعاني من السرطان بعد تجربة مريرة مع العلاج الكيماوي، الأمر الذي يدم طويلاً حتى جاءت المفاجئة قبل عيد الأضحى الفائت، عندما أخبرنا بأنه مضطر للمغادرة لبدء رحلة علاج كيماوي جديدة أشد وأقسى من سابقتها بكثير ...! خيم الذهول والوجوم على الوجوه للحظات إلا ان الأمل بالله لم ينقطع، وغادر زميلنا إلى الأردن لتلقي العلاج وكنا نحاول الاتصال به في كل فرصة تتاح لنا للاطمئنان عليه، لكنه كان يفاجئنا بأسئلته: ترى ماذا سيحدث لو توفيت يا عبدالرحمن ! وماذا ستكون الاجراءات في تلك الحالة ! وكنا نغالب دموعنا ونحن نجيبه عليها برفع مستوى التفاؤل عنده ما استطعنا، وان كان توقع الأسوأ الذي كان مخيماً على تفكيره لم يكن يفارقنا، قبل أن يعود في شهر تشرين الثاني 2014م إلى السعودية مصمماً على مواصلة العمل مهما كلفه الأمر ! وبرغم كمية التفاؤل التي أغدقناها عليه عند رؤيته بعد عودته الا أن صوتاً داخلنا كان يطير بكل تفاؤل داخلنا، فدخل بعدها المستشفى لاستئصال تجمع للمياه على الرئة أصبح يحول بينه وبين التنفس بشكل طبيعي، وسارعنا لزيارته عندها وكانت المرة الأولى التي نشاهد فيها زوجته وابنه، ولم تختلف زوجته عن تلك الانسانة المؤمنة الصابرة التي طالما وصفها لنا بتلك الأوصاف في سرده لقصة حياته، وهو ما شاهدناه بأم العين كيف تكون الزوجة الصالحة سنداً لزوجها في الوقت الذي يدير له فيه معظم البشر ظهورهم، أما ابنه فقصة لوحده، ذلك الطفل الذي لم يتجاوز السادسة من عمره ولسانه لم يقوى على النطق حتى الآن، ربما لهول ما شاهده من ألم يحاصر والده أمامه، ولم نتمكن من رؤية ابنته ذات السنوات التسع والتي طالما وصفها لنا زميلنا بأجمل الصفات. طلب العمل من زميلنا اجازة مرضية مختومة بالاختام الرسمية، فقررنا التكفل بالامر حيث كان لدينا زيارة لا تتجاوز أياماً معدودة للأردن، فحزمنا امتعتنا وحصلنا من زميلنا على ارقام الاطباء في المستشفى التي يتعالج بها، وعقدنا العزم على مسابقة الزمن هناك والعودة بالاجازة المرضية مصدقة من جميع الجهات المطلوبة نقابة الأطباء، وزارة الصحة، وزارة الخارجية والسفارة السعودية هناك مهما كلفنا الأمر. وبالفعل بدأنا بالامر منذ وصولنا فحصلنا له على التقرير الطبي في اليوم التالي، ثم تواصلنا معه للحصول على بعض الوثائق المطلوبة، وداعبناه في نهاية المكالمة بأن ذكرى ميلاده تصادف الأسبوع القادم يوم 07-12فليحضر نفسه للاحتفال بالمناسبة، ثم قمنا بانهاء التصديقات من جميع الجهات في 5 أيام فقط بتوفيق الله عزجل كنا نتسابق فيها مع الساعات والأيام، وأرسلنا له يوم الاربعاء الثالث من شهر كانون الأول الحالي رسالة نطمئنه بان المهمة تمت بفضل الله تعالى، ويالها من سعادة غمرتنا في تلك اللحظة عندما وصلنا رده "مشكور عبدالرحمن، بارك الله فيك"، لنرسل له في اليوم التالي رسالة صباحية معتادة ظهر لدينا أنه شاهدها. لكن ما كنا نخشاه كان ينتظرنا في مساء اليوم التالي الجمعة 05-12-2014م، عندما تلقينا مكالمة من أحد أشقاء زوجته يخبرنا فيها أن زميلنا قد توفي دماغيا. ونزل علينا الخبر "المتوقع" كالصاعقة في لحظة غمرنا فيها الشعور بالعجز، فرفعنا سماعة الهاتف وأبلغنا مديرنا في العمل، وكان اليوم التالي هو يوم عودتنا إلى السعودية وكان وصولنا إلى منزلنا حوالي الساعة 2 فجر يوم الأحد 07-12-2014م، يوم ذكرى ميلاد زميلنا الذي ننتظر شروق شمس الصباح للذهاب لزيارته فيه، الا ان اتصال شقيق زوجته كان اسرع بكثير، عندما جائنا في السابعة صباحا يخبرنا ان الأمر قد انتهى وأن زميلنا قد رحل عن هذه الدنيا. رحل في ذات اليوم الذي جاء إليها فيه، ليعطينا الله عزوجل مثالاً جديداً على أن هذه الدنيا ليست أكثر من لحظة تصرخ فيها مستقبلاً الدنيا، وأخرى تصرخ فيها لتصمت بعدها للأبد. وهكذا جاء ختام الدرس الذي كان يمشي على الأرض، والذي غادرنا بعد أن كان درساً في الصبر والإرادة والتحدي، درساً في حبه وإخلاصه لزوجته وأولاده ووالدته وجميع أهله، ودرساً في إخلاصه لعمله وزملائه وأصدقائه، والذي إخترنا ختام قصته التي عايشنا تفاصيلها في أجزائها الأربعة ليكون خير ختام لمقالاتنا لهذا العام، وليكون هذا الدرس أفضل ما نغادر به عامنا الميلادي الحالي، لعل الله أن يكتب لنا وللجميع الأفضل في الأعوام القادمة باذن الله، ولعله يسبغ على زميلنا من الرحمة والغفران، وعلى زوجته وأولاده ووالدته وجميع أهله من الصبر والسلوان والقوة والتوفيق في حياتهم مثل ما كان لدى سليمان عليه السلام من كنوز هذه الدنيا، وأن يكتبه من أهل الدرجات العالية في الجنة ويجمعه مع أحبابه هناك.

تابعوا هوا الأردن على