وحشيتهم كشفت ضعفهم وانتصر معاذ
الوحشية في التعامل مع الشهيد البطل معاذ الكساسبة تكشف فقدان التنظيم الارهابي للهيبة اكثر مما تكشف زرع الرعب في قلوب خصومه ، فما اقدم عليه التنظيم من فعل اجرامي يؤكد ان هذا التنظيم المجرم يعاني في بنيته من اختلال عقلي ونفسي انسحب على قراراته وتصرفاته وانسحب ذلك خطورة على حجم التشويه الذي ألحقه بالدين الاسلامي الحنيف .
وحشية التنظيم لم تزد الشعب الأردني إلا قناعة بنهج دولته وقناعة للاستمرار على خطى الشهيد معاذ الكساسبة فصورة والدته التي باتت أم الاردنيين جميعا على سجادة الصلاة وهي تدعو لمعاذ بالرحمة وللجيش وقائده بالنصر أكبر رد على التنظيم الارهابي الذي يحمل المجوسية نبضا وعقيدة ولا ينتمي الى الاسلام حتى لفظا فالفعل الذي أقدم عليه التنظيم يظهر دون شك ايمانه بالنار التي هي جزء من عقيدته ومعتقده ، اما المؤمنون نهجا ومنهجا فقد الهمهم الله الصبر والسلوان وقد رأينا ذلك واضحا في مواقف والدي الشهيد معاذ ، فوالده قال كلاما يمثّل كل الاردنيين بصبر ورباطة جأش .
صورتان تكشفان حجم المسافة بين الايمان والكفر بين عبادة النار وعبادة رب النار قدمتها عائلة الشهيد الكساسبة التي قبلت بصبر المؤمنين قدرها وبقيت على وعدها مع الله والجيش والوطن وقائد الوطن ، فوالد معاذ يقول بصبر المؤمنين نذرت أبنائي شهداء للوطن ووالدته تلهج بالدعاء كما كل الاردنيات والاردنيين ان يقبل الله معاذ شهيدا وان يحفظ الاردن وشعبه وجيشه .
الاختلال كان عند من ارتضى الاسلام لفظا وتجارة ، رغم انه يسعى الى حمل ختم الدين ، حين ارتضى لنفسه موقفا خجولا من ادانة الارهاب والتنظيم الارهابي ، وحين تلعثم وهو يحاول تعزية اهل الشهيد ووصفه بالقتيل ، وحين اجتزأ التعزية للاهل والشعب متناسيا ان معاذ ابن للجيش كما هو ابن صافي الكساسبة ، فآثر العزاء البيولوجي لاخفاء العزاء الوطني ولاخفاء رجفة في قلبه من ادانة الارهاب العفن الذي يقدمه تنظيم داعش وامثاله .
في هذه اللحظة نشكر معاذ مرتين ، نشكره ان منحنا شرفا بشهادته صامدا رافعا رأسه للباري عز وجل ّ وانه قضى نسرا ينظر الى الاعالي حيث الجنة والسابقين من الشهداء ، وكيف انعم الله عليه بالثبات وقراءة ما تيسر من القرآن رغم محاولات صانعي الفيلم التعتيم على صلابته وقوة ايمانه بالله وبالوطن ، ونشكره انه زاد من لحمة الأردنيين وترابطهم و ايمانهم بسماحة دينهم وبقدرة دولتهم على اجتياز العواصف والمحن بهمة شعب مؤمن صامد صابر .
شعب يستخدم نفس الاصبع للشهادة في الصلاة وللضغط على الزناد إذا طلب الوطن واقتضت الحاجة ، وهذا نمط من الشعوب لم تألفه التنظيمات المجرمة والمتاجرة باسم الدين ، وهو وجدان صافٍ مؤمن بقضاء الله وقدره من دون ضعف ، فالفيلم الذي حاول انزال الرعب في قلوبنا كان حمما ونارا على رؤوسهم فجر اسشهاد معاذ وكان بردا وسلاما على معاذ اعدام مجرميهم على ما اقترفوه .
نشكر معاذ مرتين وألفا ، على انه كشف زيف المتاجرين باسم الدين وكشف زيف دواعش الداخل الذين استكثروا علينا الصبر والصمود واحتساب معاذ عند ربه شهيدا ، نشكر والدته ووالده الذين انجبوه واستقبلوا شهادته بصبر وقوة منحها الله لهم ، فكلنا معاذ دون زيف او دنس وكلنا جند القوات المسلحة في حرب هي حربنا منذ أول ساعة .
اما قواتنا المسلحة وجيشنا العربي المصطفوي فنحن على ثقة بصدق وعده وعهده بالثأر لمعاذ ولنا ، فهو لم يكذب أهله يوما ونعلم انه عصبة من فتية امنوا بربهم وبوطنهم وبقائدهم حد الاستشهاد وان عقيدتهم صلبة وسواعدهم نار تكوي الاعداء ومعهم الى نصر قريب بإذن الله .