آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

أين كان الرئيس

{title}
هوا الأردن - جمانة غنيمات

خلال العاصفة الثلجية الأخيرة التي لفت المملكة، لم يغب رئيس الوزراء، د. عبدالله النسور، عن شاشات التلفاز، وبقي يتلو علينا المواعظ والنصائح حد التهديد.

 


يومها، أوصى النسور الأردنيين بعدم مغادرة منازلهم قبل التاسعة صباحا، والعودة إليها قبيل الخامسة مساء؛ ولام من غادروا منازلهم للتنزه في الثلج، كونهم أربكوا عمل الدولة ومؤسساتها في مواجهة "حرب العاصفة".

 


الاجتماعات كانت طويلة، كما كثيرة "حفلات" الشكر والتقدير للمسؤولين على الجهد الكبير المبذول في مواجهة العاصفة، قبل حلولها في المملكة وبعده، وبما أبرز المنجز الكبير الذي تحقق.

 


لكن ظهور د. النسور المكثف خلال أيام العاصفة؛ بحيث لم تبقَ مؤسسة واحدة معنية لم يزرها، قابله غياب تام في أزمة أهم وأعظم، هي مأساة استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة.

 


النسور، منذ بدء نذر وصول الخبر السيئ، اكتفى بالقول إن الوقت ليس مناسبا للتعليق. وهكذا كان؛ إذ غاب الرئيس طوال الأيام العصيبة على الأردنيين، فلم يسمع المواطن منه، وهو الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، حرفا واحدا يرفع المعنويات، ويساهم في عبور الدولة عنق الزجاجة.

 


ربما يكون النسور قد فعل الكثير في الغرف المغلقة، بيد أن المهم هو ما رآه وشهده الناس منه في أيام كان الأردن يسير خلالها على خيط مشدود، وكانت الأنفاس محبوسة، قلقا ثم أسىً على مصير الطيار البطل.

 


فغياب الرئيس كان متراكما؛ بدءا من الفيديو الأول لتنظيم "داعش" الكاذب الذي يدعو الأردن فيه إلى مبادلة الرهينة الياباني بالإرهابية ساجدة الريشاوي، وصولاً إلى التسجيل الثاني؛ إذ لم نسمع هنا أيضا تعليقاً من دولة الرئيس.

 


في تلك الليلة التي توجه فيها الشباب القلق إلى الدوار الرابع، غضبا وخوفا على معاذ، كان أقل المتوقع من دولة الرئيس أن يقابلهم، وهو القادر، بحنكته واحترامه، على استيعاب غضبهم الجارف آنذاك. عدم استقبال النسور لأولئك الشباب مؤلم، ويُقرأ ويُفسر بأكثر من اتجاه!
حتماً، ليس من المطلوب من الرئيس كشف أسرار الدولة، وتفاصيل عملية التفاوض، بل مساعدة الأردنيين على التعامل مع الظرف الاستثنائي.

 


النسور، وهو الخطيب المفوه والسياسي المحنك، ذو الخبرة المتراكمة سياسيا لعقود طويلة، خرج علينا في خضم الأزمة -وفيما كان قلق الناس يتصاعد، ويتعطشون لأي تصريح رسمي يهدّئ روعهم- ليحدثنا عن توجهات الحكومة بشأن عدم إلغاء منهاج علوم الأرض!
غياب الرئيس لم يتوقف هنا، ولم يقطعه الخبر الصادم بقتل الطيار بطريقة بشعة على يد قوى الظلام والإرهاب، بل امتد إلى ما بعد ذلك. إذ اكتفى د. النسور عقب إعلان نبأ استشهاد معاذ بتصريحات مقتضبة في مجلس النواب، لكأن الشارع المكلوم لا يستحق كلمة واحدة من رئيس حكومته.
من باب الإنصاف، أطرح بعض الأسئلة التي قد تفسّر الغياب غير المبرر لصاحب الولاية العامة؛ فهل يمكن قراءة ذلك في إطار إعادة هيكلة وظائف وأدوار مؤسسات الدولة، بحكم التعديلات الدستورية الأخيرة، خصوصا أن الموضوع ذو طابع عسكري، أمني؟ أم أن غياب الرئيس كان اختيارياً، وهو الذي يأخذ عليه خصومه عادته بالغياب عن القضايا والأزمات الساخنة؟
معروف للناس أن د. النسور أتقن دور الدفاع عن القرارات الصعبة؛ لاسيما رفع الأسعار. لكنه يتقن أكثر، وفق الظاهر، الغياب في المواقف الصعبة! 
 كل المملكة على موعد مع منخفض ثلجي جديد بنهاية الأسبوع، وأغلب الظن أننا سنرى دولة الرئيس مطولا!

تابعوا هوا الأردن على