صباح الكويت
أريد أن أعبر عن احترامي لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ، الذي حل ضيفا على جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، ليبحثا معا الموقف العصيب والمعقد الذي تمر به المنطقة ، والذي وصفه جلالة الملك ذات مرة بأنه موقف غير مسبوق .
نعم ، إنه موقف لم يسبق له مثيل ، فنحن جيل " هزيمة سبعة وستين " ندرك أكثر من غيرنا أننا كنا أمام عدو واحد نعرف سبب عداوتنا له ، وعداوته لنا ، أما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل ، حتى لم نعد نعرف من معنا ومن ضدنا ، ومن ضد الإرهاب ، ومن هو داعم له ، فإذا بنا في ضبابية تجعل كل رأي مجرد تخمين لا أقل ولا أكثر !
سمو الشيخ صباح رجل عاش وعايش كل الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة ، بل إنه في لحظة من أسوأ لحظات الأمة كان في مواجهة احتلال بلده ، وكل ما نجم عن تلك الكارثة من تداعيات ما زالت المنطقة تدفع ثمنها حتى اليوم ، وكان صابرا مرابطا قادرا على إعادة بناء الكويت ، وعلاقاتها الإقليمية والعربية والدولية بحكمة وحنكة واقتدار .
وفي هذا الظرف الراهن العصيب يأتي سموه إلى عمان لكي يتبادل الرأي والمشورة مع جلالة الملك الذي يناضل في سبيل وضع حد لقوى الشر والإرهاب التي تعيث فسادا في الأرض ، ويصون الأردن ويدافع عن أمنه واستقراره وازدهاره ، ويتحمل مسؤولياته في سبيل الحفاظ على الأمن القومي ، ووحدة واستقلال وسلامة سوريا والعراق ، ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته على ترابه الوطني .
هنا تلتقي خبرة السنين عند منعطف خارج حفلة الجنون التي تعيشها المنطقة ، وقد حان دور العقلاء كي يبحثوا عن مخرج تستعيد به الأمة أمنها واستقرارها وسط حالة من التداخلات الإقليمية والدولية ، وهم اليوم أقرب من أي وقت مضى لحسم الصراع ، ذلك أن قوى الشر والإرهاب بلا عقل ولا ضمير ، وبلا بصر ولا بصيرة ، وهي على وشك أن تقع في شر أعمالها ، وفي الفخ الذي نصبته لغيرها .
قد يسأل سائل ، وماذا يستطيع الأردن والكويت عمله في مواجهة قوى إقليمية حولت المنطقة إلى وليمة ، وقد أجيب نستطيع معا ، وبمزيد من التضامن العربي ، أن نفعل الكثير ، فإن الخير يهزم الشر ، والقوة تهزم الضعف ، والإرادة عندما تلتقي على الحق تنتصر وتفوز .
القمة الأردنية الكويتية ليست عادية ، ولا يمكن أن تكون كذلك في ظرف غير عادي ، إنها بداية مرحلة تفتح الباب من جديد أمام المشاورات والمباحثات التي تقود إلى أفعال ملموسة ، سواء على المستوى الثنائي ، أو في محيط قومي حان وقت استعادته بكل مظاهره ومعانيه .