مما تتخوف عمان هذه الأيام؟!
في التقديرات غير المعلنة مخاوف من هجرات جديدة الى الاردن، خاصة من العراقيين واليمنيين، ولكل ملف من هؤلاء تصور لم يتم إشهاره.
عمان الرسمية ما زالت تتخوف دون إعلان من انفلات الأوضاع الأمنية كليا غرب العراق، واضطرار العراقيين في تلك المناطق للهجرة الى الاردن، عبر الصحراء، وليس عبر الحدود البرية، والقرار المتخذ في عمان، عدم السماح بدخولهم واقامة مخيمات لهم على الحدود وفي المناطق العراقية الصحراوية المحاذية للاردن.
تقول التقديرات ان هناك احتمالا قريبا بهجرة اكثر من مليون عراقي الى الاردن، اغلبهم من العراقيين السنة، على خلفية تفجر الاوضاع في غرب العراق، وعدم قدرة هؤلاء على العيش تحت وطأة حروب الحكومة
المركزية والدواعش، وغير ذلك من ظروف، وسينزع هؤلاء للهجرة الى الاردن، وليس الى سورية التي تعد مكانا طاردا للبشر، ولا الى السعودية، واغلب هؤلاء سيأتون بسياراتهم برا عبر الصحراء، وليس عبر الحدود التي قد يتم اغلاقها اذا انفجرت الاوضاع الأمنية في غرب العراق، فوق الوضع الحالي.
رسميا عمان لاتريد تكرار تجربة السوريين، ولذلك ستتم إقامة أي مخيمات بالتعاون مع مؤسسات دولية في ارض عراقية محاذية للاردن، وليس داخل الاردن.
تقول الارقام ان هناك اعدادا كبيرة ايضا من عراقيي غرب العراق تسربت تدريجيا الى الأردن، بتأشيرات زيارة ولم تغادر خلال الفترة الماضية.
في ملف اليمنيين، لايعرف كثيرون أن هناك أعدادا كبيرة منهم يعيشون في الاردن اساسا، وأعدادا موجودة وتقطعت بها السبل، وهؤلاء قد يبقون هنا في الاردن، وهم من بين أربعين جنسية هاربة من الموت في دول العالم، من الصومال الى اليمن، مرورا بدول لاتخطر على بال أحد، وكأن الاردن تحول الى محطة اللجوء الأولى في العالم، برغم امكاناته الضعيفة جدا، ومعاناته من ظروف كثيرة.
لا يمكن للاردن من ناحية دولية، أن يقوم بتسفير أي جنسية هاربة من مناطق موت، أو اقتتال، لأن التسفير هنا، يعني دفعهم الى الكارثة.
الاردن برضاه أو بغير رضاه، بات يدفع كلفة الصراعات في المنطقة، واذا كان في يوم من الايام، دفع كلفة الاحتلالات، في نموذجي فلسطين 1948 و1967 بعد الاحتلال، والعراق بعد 1990 و2003 فهو
حاليا يدفع كلفة الصراعات المذهبية وليس الاحتلالات، فالهارب من الحوثيين في اليمن، يجد في الاردن ملاذا سنيا، والهارب من القتل في العراق وسورية لأسباب مذهبية، يجد في الاردن ملاذا سنيا.
هذه توصيفات وظيفية جديدة لدور الاردن الوظيفي، تضاف الى توصيفاته المعروفة، غير ان السؤال المطروح يتعلق بقدرة الاردن الفعلية على ان يتحول حاضنة للسنة العرب الهاربين من اماكن متعددة، خصوصا، وهو فقير، وهناك مقابله دولا سنية غنية لا تقوم بمثل هذا الدور.
البئر الاردني يفيض بالماء الذي فيه، والواضح، أن انسياب مياه الأمطار، الى ذات البئر لن يتوقف على المديين القصير ولا المتوسط.