آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

مستشفيات بلاد النيلين

{title}
هوا الأردن - الطيب النقر

جلّ ما نعرفه عن المستشفيات التي نرتادها حينما تنهكنا العلة، ويدكنا المرض، أنها عطفت على المال، وأحبته وكلفت به، فهي لا تشعر بمعاناة الفقير المعدم لاستغراقها الكامل في تجليات المادة التي أضحى صوتها صاخباً مجلجلاً يكاد يطغى على كل صوت عداه، فالمواطن البائس الذي يوثر العافية فتخذله، ويبتغي الراحة فتتمرد عليه، يتأنى ويستكين، عسى أن يذهب عنه هذا الداء الثقيل، وينجلي الألم الملازم، ٍفيحفظ

 

دراهم لا يحوزها إلا بشق الأنفس من التلف والضياع، فقد اعتادت نفسه على تحمل الأسقام، واستعذاب ويلاتها مهما يكن ممضاً، من أجل ألا يجور بمرضه على أسرته وعياله، فالمسكين الذي ليس له من يفكر فيه، أو يرثى له، أو يعطف عليه، يخشى سطوة الأمراض، لأنها تستنزف ماله القليل، وتبدد راتبه الكليل، لأجل ذلك يوثر المعوز مغالبة الدنف من الذهاب إلى تلك المستشفيات التي لا تهش إلاّ في وجوه أصحاب العز الفريد، والجاه العريض، والروض الأريض.

 

هذا هو حال المستشفيات التي يذعر منها من تكأدته مصائب الملق، ورزأته رزايا الفاقة، وقصمته قواصم الحرمان، فمن الغلظة التي ليس بعدها غلظة، والقسوة التي ليس وراءها قسوة، أن تشحذ الدولة التي نفضت يدها عن كل شيء العزم لتلك الديار فتجهد نفسها في تزيين سلعتها وتحسينها، وبيعها فقط لمن يستطيع دفع ثمنها الباهظ، وكلفتها التي تصل إلى عنان السماء، لقد رأينا المستشفيات الحكومية مادية الهوى لا تتحفظ في ذلك ولا تحتاط، كما رأيناها قد استوفت حظها من استدرار الجيوب،

 

فأنت تعطي عن سخاء حتى تلج مروجها الفيحاء وتظل على هذا الوضع واضعاً يدك في جيبك حتى تغادرها إن حالفك الحظ ماشياً على قدميك، سائلاً الله عزّ وجلّ في دخيلة نفسك الا يثخنك بداء لعقد من الزمان، حتى لا ترى ضروب الإخفاق، ومظاهر الفوضى، وألوان الاستخفاف، بمن يلوذ بالصبر، ويتحلى بالجلد، المريض الذي لا تحفل عترته بتقصير ملائكة الرحمة عن إعانته، فقد اعتادوا على ذلك، كما اعتادوا على نظافة غرفته، وتنبيه الممرض الغافل بمواعيد جرعته، وتذكير الطبيب اللاهي

 

بربحه وعيادته، بمريضهم الذي ينتظر في جزع ميعاد جراحته، ليت شعري هل تعرف وزارة الصحة معنى توهج الإحساس بالغبن؟ وأن للمواطن حقوقاً عليها أيسرها المعاملة الكريمة، وأعلاها إكرام وفادته، والحرص على استئصال علته؟ هل تدرك هذه الوزارة أن هناك حالات تتوجع لها القلوب رقة، وتنفطر لها الأفئدة رحمة، وتسيل لها المآقي رأفة، ردتها مستشفياتها التي لا تعرف جدرانها اللين، ولا عنابرها الشفقة، ولا عرصاتها اللطف، في صلف وكبرياء؟ فالفقير الذي لا يسدد فاتورة العلاج حرياً به أن يكابد غصص الموت الزؤام، ترى متى تكفكف الدولة من غلواء هذه المستشفيات، وترد عنها هذا الجموح؟

 

رحم الله زمانا ً كنا نهرع فيه إلى المستشفيات إن ألمّ بنا أدنى عارض، فنجد الثغور الباسمة، والأيادي الحانية، والمهج المترعة بالرحمة، نجد النطاسي الحاذق الذي يعصم نفسه من الزيغ والالتواء، والممرض الفطن الذي يعرف المخاوف التي تجتاح فؤاد نزيله فيسبقه إليها، ويبعث في دواخله الراحة والاطمئنان، وليس من الغلو في شيء أن نزعم أن قبيلة الممرضات في ذلك الزمان الباهي حباهن الله بخصائص قلّ أن نجدها في ممرضات هذه الحقبة الحالكة التي نعيشها، فقد كن أحنى على المرضى ضلوعاً،

 

وأوفر براً، وأطلق وجهاً، وأرعى ذماماً، أما بواب المستشفى فقد اشتهر في ذلك العهد بلين الجانب، ورهافة الحس، وكريم الشمائل، مع حزم تستدعيه المواقف، لأجل كل تلك الصفات والمزايا وصلت هذه الفئات إلى هذه النتيجة من المحبة، وانتهت إلى هذه الغاية من الاحترام والتقدير

 

تابعوا هوا الأردن على