آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

الذكرى والعبرة

{title}
هوا الأردن - الدكتور يعقوب ناصر الدين

تسعة وستون عاما على ذكرى الاستقلال ، شهادة ميلاد " البلاد الأردنية " كما تشير وثيقة الاستقلال التي صدرت عن المجلس التشريعي الأردني الخامس ، صباح يوم السبت الواقع في الخامس والعشرين من أيار سنة 1946 ، الذي تضمنت أدبياته بحثه ونقاشه وقراراته مفردات تستحق التوقف عندها طويلا لكي ندرك القاعدة المتينة التي قامت عليها الدولة لتظل راسخة فوقها إلى يومنا هذا ، صامدة في وجه الهزات المتتالية التي تعرض ويتعرض لها هذا الإقليم المتحرك على الرمل على مدى سبعة عقود .

 

هل يخطر بالبال أن نجد نصا أعمق من هذا النص في الحيثيات إذ يرد في موضع الإشارة إلى وقائع تلك الجلسة " ولدى بحث الأماني القومية في ضوء المبادئ والمواثيق الدولية العامة ، وحق تقرير المصير ووعود الأمم المتحدة ومقاصدها ، وما بذلته البلاد الأردنية من تضحيات ومساعدات للديموقراطيات ، وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية ، فقد أصدر المجلس التشريعي الأردني بالإجماع القرار التاريخي الآتي " ؟!

 

ويأتي القرار مستندا إلى الرغبة العامة التي أعربت عنها المجالس البلدية ، واقتراح مجلس الوزراء ، وشرعية المجلس بصفته النائب عن الشعب ، ليعلن عن الاستقلال التام على أساس النظام الملكي النيابي ، مع البيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها " عبدالله بن الحسين " المعظم ، فأي رفعة هذه في تأسيس دولة ، وأي رجال أولئك الأوائل العظام الذين فهموا معنى الدولة بمكوناتها الترابية والشعبية والنظامية ، وقد أحاطت بهم ظروف لا تقل سوءا عن الظروف التي تمر بها المنطقة اليوم ، وكانت بوادر نكبة فلسطين تلوح في الأفق ، وسطوة القوى الدولية وسكينها تقطع أوصال البلاد العربية وهي ترسم خارطتها الموروثة من العثمانيين .

 

وما أشبه اليوم بالبارحة ، وإن كان مشهد الحاضر أكثر قباحة ودموية ، وأشد وطأة على النفس لما نلمسه من انهيار أخلاقي لم يسبق له مثيل ، ولكن الأردن بحمد الله هو الأردن قائم على القاعدة السليمة كما هي منذ ذلك التاريخ ، محافظ على كيانه ووحدته الوطنية ومسيرته ومنجزاته ، وقد يختلف البعض في فهمهم لمعنى الاستقلال تحت تأثير انطباعات معينة ، وفي ضوء النظام العالمي الجديد ، ولكن الدرس والعبرة مما يجري حولنا ، يؤكد لنا أن الدولة المستقلة ، هي الدولة القادرة على المحافظة على الوضع القائم منذ صباح يوم الاستقلال ، محتفظة بقوتها في حماية حدودها ، وصون أمن واستقرار مواطنيها ، وأخذ دورها الفاعل في محيطها القريب والبعيد ، والأهم من ذلك كله الوفاء للآباء والأجداد ، والإخلاص للأبناء ، وتمهيد السبل أمام مستقبلهم الواعد ، وحقهم في حياة كريمة آمنة .

 

لا أقول كما قال الشاعر " والضد يظهر حسنه الضد " فليست المقارنة بالدول المنهارة من حولنا ، تليق بأن نجعلها مقياسا لما هو عليه بلدنا من قيمة موضوعية ، فتلك المقارنة تؤلمنا ، ولكن لا شيء يمنعنا من أن نتعمق في مرحلة ما قبل وصول تلك الدول إلى الحالة التي وصلت إليها ، نتيجة الحكم الدكتاتوري ، وعدم احترام الإرادة الشعبية ، والتفرد في اتخاذ قرارات مصيرية ، وحسابات مغلوطة ، وتدني الانتماء الوطني كنتيجة طبيعية لاختصار الدولة في شخص الرئيس !

 

لدينا نموذج أردني فريد من نوعه ، وحتى لا نخرج من الصورة المشوهة  ، تعالوا بمناسبة ذكرى الاستقلال إلى وقفة تأمل تؤهلنا إلى فرحة مشروعة ، فنهنئ بعضنا بعضا ، ونقول حمدا لله على سلامة الوطن .

تابعوا هوا الأردن على