آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

التراكتور

{title}
هوا الأردن - احمد حسن الزعبي

أنت أيضاَ تستطيع ان تعرف إلى أين تتجه الحكومة بعيداً عن ارقام الموازنة وحجم العجز ونسب التضخم والنمو وارقام الاقتصاديين و"غمغمات» السياسيين.. فقط قف وانظر من شباك نافذتك الى الشارع تستطيع ان تعرف الى اين تسير الحكومة ...

في سبعينات القرن الماضي..كانت «التراكتورات» هي الأكثر انتشاراً في شوارع المدن والقرى الأردنية كان لصوتها المميز فرح خاص يولد مرتين في اليوم بعد الفجر وعند الغروب ..عوادها تحمل شيئاً من تراب السهل وشوك الصيف وأكياس البذار الفارغة..فتعرف أننا دولة زراعية بامتياز ،ما زال التراكتور فيها هو «مِعوَل» الدولة و"مُعيلها"..

في الثمانينات.. بدأت تستحوذ الشاحنات على حصة التراكتورات في الطريق، ففتح النقل الى العراق والخليج ومصر وليبيا...فمن كان لديه تراكتور باعه وباع الأرض التي كان يخدمها، واقتنى «تريلا».. فعرفنا آنذاك أننا صرنا دولة تجارية بلا تجارة وزراعية بلا زراعة ..صحيح أن ما نقوم به مربح في الظاهر لكن بلا رأس مال واضح...
في التسعينات وبعد حرب الخليج الثانية...توقفت حركة النقل الى الخليج والعراق بسبب الحصار ..فبيعت الشاحنات المتعطلّة واشترى بثمنها مرسيدسات «بطّة».. فعرفنا أن الحكومة مثل الأفراد ذاهبة الى خيار التضحية برأس المال للعيش اليومي والنصف الآخر «للتشخيص» ...في الألفينات... بيع ما تبقى من الأراضي ورهنت البيوت وانتشرت سيارات «الفور ويل» الخاصة «بالجخة» انها «رأسمالنا الجديد»... وهنا تستطيع أن تصل الى نتيجة مفادها ان الحكومة هي الأخرى باعت مؤسسات ومشاريع ناجحة واشترت بثمنها «الجخة» التي لا تطعم خبزاً ، وانما مقلباً محشواً بالمظاهر الفارغة...

**

كم أشتاق الى دخان «التراكتور» العائد للتو من «الحماري»، يمتطيه ختيار يرتدي «فلدة عسكرية قديمة» وشماغا مبللا بالمطر الناعم ، كم اشتاق لصوت «الفولفو» الأجش المحشو بالخشونة والحكمة مثل «ختيارية زمان»، حيث لا يعني سائقه الغماز ، ولا الرخصة ولا الضوء الأمامي ولا أولوية المرور...هو الأرض بحمرتها بقمحها وشوكها تمشي على الشارع...هو الأب البرّي الذي يسطر الارض نهاراً بأبجدية الاكتفاء ..ويعود مساء راضياً دافئاً حنوناً ككل الآباء ...

يا الهي شو ذبحتنا «الجخة»..

تابعوا هوا الأردن على