نتانياهو .. المسلمين حيوانات متوحشة أين العمائم ألم تسمع وتقرأ ؟
فى مؤتمر دولى بالقدس المحتلة وبحضوره السفير الفرنسى لدى تل أبيب بعدما وقف بنيامين نتانياهو دقيقه حداد على أرواح من ماتو بتفجيرات فرنسا الأخيرة تحدث نتانياهو عن أحداث فرنسا والعمليات الأرهابيه الأخيرة بها وتطاول على المسلمين بحد سواء حيث قال توجد حيوانات متوحشة من المسلمين فى مدننا ، وعندما تفهم القوى الحضارية خطورة المشكلة ، لن يتبقى أمامها إلا التوحد بشكل واضح وهزم هذه الحيوانات ، ويوجد اسم لهذه الحيوانات وهو الإسلام المتشدد وأوضح السفير الفرنسى بعدها أن فرنسا ستظل تدعم للكيان الصهيوني ودعمها لها سيظهر فى اى هجوم ارهابى تتعرض له فالإرهاب هو الإرهاب فى كل مكان ولابد من مواجهته .
فى البداية علينا أن نحدد أننا المخطئون فى كل ما يحدث لنا كعرب ومسلمين ، وأن نظرة الآخر لنا بما فيها من سلبية هى نوع ما من صناعة أيدينا ، لذا علينا بدلا من الغضب من نتنياهو ومن المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية بن كارسون بعد أن وصفونا بالحيوانات والكلاب المسعورة أن نفكر كيف هانت علينا أنفسنا فنسينا القضية الفلسطينية . إن حال العرب والمسلمين لا يرضى أحدًا ، فالمتشددون وضعونا فى الخانة الأسوأ ، وأصبحنا مرمى سهام العنصريين والمتعصبين ، فيوم الخميس الماضى كان يومًا مشهودًا فى التطاول علينا ، بنيامين نتنياهو ، وصف المسلمين بـ الحيوانات . بينما وصفت الديلى ميل العرب المسلمين بالفئران ، حينما نشرت صورة كاريكاتير عقب الحادث الإرهابى فى فرنسا ، للاجئين العرب الذين يصلون إلى أوروبا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالفئران كجزء من الهجرة الجماعية ، وأظهرت الصورة حشدًا يتحرك عبر الحدود الأوروبية. كما تواجد بالصورة شخص يحمل حقيبة ، وآخر يحمل سجادة صلاة ورجل ملتحى يحمل فى يديه بندقية ، وامرأة ترتدى النقاب ، هذا بالإضافة إلى تواجد عدد من الفئران أسفل الصورة. أما المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية بن كارسون ، فأكد أن على بلاده التمييز بين الأمن والإنسانية ، فى معرض حديثه عن قضية استقبال اللاجئين الهاربين من سوريا والعراق ، وشبه كارسون اللاجئين بالكلاب المسعورة. ربما هذا التعصب ليس جديدًا لكنه لم يكن فجًا بهذه الطريقة من قبل ، فطبيعى أن يكون هذا هو موقف نتنياهو لكنه لم يكن قادرا على التصريح به فى مؤتمر علنى ، والمرشح الأمريكى الممتلئ بالعنصرية هو أيضا لم يغير رأيه لكنه لم يكن قادرا من قبل على وضعه فى برنامجه الانتخابى. نعم تخلفنا وحاجتنا للآخر وضعتنا فى هذه الحالة المتردية ، فأصبحنا بين حيوانات نتنياهو وكلاب المرشح الأمريكى حائرين ، وغدا سيزايد آخرون ويذهبون إلى أكثر من ذلك طالما لا نملك الرد الحضارى عليهم والذى يكمن فى إدراكنا لمكانة أنفسنا واحترام بلادنا لنا. نتنياهو سيقول ذلك فى كل مكان يذهب إليه لكوننا لم نعد نحاسبه على قتله للفلسطينيين . وما يفعله الصهاينة فى فلسطين من قتل وتشريد ، والمرشح الأمريكى الذى يعانى من عقدة نقص بسبب لونه نسى ما عاناه أجداده فى أمريكا وذهب ليصطاد مثل كلب مسعور فشلنا فى احتواء إخوة لنا فيسبهم فيما يشبه اللعن لنا. هذه المرة ليس المطلوب منا أن نرد عليهم أو حتى نتهمهم بالعنصرية ونظل ننعى حظنا ، الأمر وصل لنهايته علينا أن ننظر فى أنفسنا وفى وضعنا المتهاوى وأن نغمض أعيننا ونعمل حتى نضمد جراحنا المتسعة ونقف على أقدامنا ونصبح أندادا لهؤلاء المتطاولين وحينها فقط نصرخ فى وجوههم أيها العنصريون .والسؤال : أين العمائم الانقلابية من وصف المسلمين والإسلام والفلسطينيين ؟ ألم تسمع وتقرأ وترى ؟ أو إنها لا تسمع ولا ترى ولا تقرأ إلا ما يحدث عند العدو فتصدر البيانات والفتاوى ، وتؤيد وتندد ، وتهنئ وتعزي؟ألا يحتاج المسلمون ، والإسلام الإرهابي وفلسطين أرض المقدسات والأنبياء التي ينفون وجودها ؛ إلى من يدافع من أصحاب العمائم ؟ ثم هل يستطيعون أن يقولوا للسفاح النازي المحتل : خسئت وخبت أيها السفاح القاتل. إن أبناء فلسطين سيحررون وطنهم ، وسيحققون استقلالهم ، وسيطهرون أرض الإسراء من النجاسات الصهيونية والإجرام .
يبدو أن العمائم الانقلابية الفاسدة الخائنة لله ورسوله تنتظر إذنا من الجنرالات حتى يقولوا كلمة باهتة من أجل الإسلام والمسلمين وفلسطين ولن يحصلوا أبدا على هذا الإذن !
جمال ايوب